“ألما” يستعين بالـ MTV للرد على “هدهد” حزب الله

غرّد هدهد حزب الله.. صال وجال في سماء فلسطين المحتلة. ساح في أجواء حيفا و”رامات ديفيد” والجولان المحتل. رفرف طائر الحزب فوق غيوم الجليل وأبعد. لم يعكر صفو رحلاته الليلية والنهارية والساعات الطوال التي قضاها، لا” قبب حديدية” ولا طائرات شبحية. كلها غدت خلفه فقاعات عسكرية وإعلامية. أرعب “الهدهد” الأعداء وعاد ببنك أهداف هائل، خزّنه بجعبة المقاومين المنتظرين رهن إشارة السيد .. بنك حوى مواقع إستراتيجية من قواعد جوية وبحرية ومنظومات دفاعية وموانئ اقتصادية وقطاعات إنتاجية قضى كيان العدو سني عمره في تأسيسها.    

       
هال العدو قدرات حزب الله الجوية، بعدما فضحت عجزه وهو المتباهي دومًا بأحدث أسراب الطائرات الحربية والمنظومات الدفاعية. هاله أيضًا نجاح حزب الله بهدهده في استنهاض العرب والمسلمين وإخراجهم من شرنقة “كيّ الوعي” التي أدخلهم العدو فيها لكسر إرادتهم، لترتد هذه السياسة إلى نبضات قلبه، وتحيلها إلى “كيّ وعي عكسي” وحرب نفسية ترهب جيشه ومستوطنيه، وهم يشاهدون للمرة الأولى أن المقاومة قادرة على اختراق أجواء كيانهم الغاصب في الأعماق، ويدركون أن زمن عربدة طيرانهم في الأجواء دون منازع قد ولى إلى غير رجعة مع دخول سلاح الجو في المقاومة وهداهيدها إلى الخدمة من الآن فصاعدًا..

هول النكبة التي أصابت قببه الحديدية لم يجد جيش العدو مفرًا من الهروب منها سوى بمحاولة استنساخ تجربة “هدهد” حزب الله للرد على الحزب بالمثل، فبعد فيديو “هدهد 2” الذي عرضه الحزب، سارع مركز دراسات “ألما” الاستخباري، لنشر فيديو لشوارع لبنانية أرفقه بتعليق جاء فيه: “كما يواصل حزب الله نشر صور جوية عن طائرات مسيّرة.. فإننا أيضًا نعرف كيف ننتج فيلمًا سينمائيًا عمَّا يحدث في الجانب الآخر..”، في فيديو “ألما” البدائي هذا حاول العدو الالتفاف على “هدهد حزب الله” وإظهار مقدرته وأنه يمتلك معلومات وصور عن مراكز حلفاء الحزب في قلب العاصمة بيروت، فقال:”.. صورنا تعكس واقع الأرض والشوارع. فهذه المرة جئنا لنرى الجماعة الإسلامية، أحد شركاء حزب الله الرئيسيين في حملته ضد إسرائيل”، وفق تعبيره.      

 
وبعد فيديو “هدهد الجولان” (3) الذي عرضه حزب الله، عاد مركز “ألما” ونشر فيديو آخر لنادي الغولف ومحيطه في العاصمة بيروت أيضًا، زعم فيه أن حزب الله يخزن صواريخ في تلك المنطقة، مستعيدًا مزاعم سابقة روّجها منذ سنوات حول موقع صواريخ لحزب الله تحت ملعب نادي العهد الرياضي، دون أن يقدم دليلاً ملموسًا يومها، إذ فنّد حزب الله حينها تلك المزاعم إعلاميًا ودبلوماسيًا..، لكن يبدو أن “ألما” وجد أخيرًا ضالته بعد سنوات، ومرشده ودليله هذه المرة قناة MTV التي استعان بمقطع فيديو لمراسلها يقول فيه:”الغولف محاصر جغرافيًا من السفارة الإيرانية من ناحية وأحد مطاعم الممانعة من ناحية ثانية والمطلوب الحصول عليه بكل الطرق رغم أنه يشكل واجهة للبنان السياحي..”… الغريب في الموضوع هو ان كيف تطابقت عبارة قالها مراسل “MTV” مع حملة دعائية لهذا الموقع الصهيوني الذي استعان بها ليبني مصداقية ما لحملته ضد المقاومة. فهل هذه صدفة؟.
  
حاول العدو بهذه الفيديوهات الرد على الحرب النفسية لحزب الله وهداهيده لكنه فشل وظهر ضعيفًا فما عرضه لا يعدو سوى أفلام هزلية سخيفة بإمكان الهواة في عصر عولمة المعلومات أن ينتجوا أفضل منها بكثير، فما أسهل استقاء المعلومات والصور والخرائط اليوم من المصادر المفتوحة كموقع “غوغل إيرث” و”السوشيال ميديا”..، فهل بهذه الطريقة البدائية والساذجة ترد الثكنة العسكرية التكنولوجية المسماة “إسرائيل” على “هدهد” حزب الله؟! وأي عبقرية أمنية وإعلامية ابتدعت لهم هكذا رد؟!.