إلى مجمّع سيد الشهداء (ع) في الرويس سارعن. حجزن لهنّ مكانًا في المصرع الحسيني، قبل أن ينطلقن بمسيرة مهيبة بحضورهن الغفير. المشاركة بالنسبة إليهن واجب، لذلك تقاطرن مبكرات إلى المجمع. لبسن السواد، واحتضنّ أطفالهن، ورفعن الرايات.
المسيرة النسائية سلكت خط الرويس، مرورًا بالمعمورة، وصولًا إلى الكفاءات، حيث غصت المنطقة بمئات آلاف المشاركين من الرجال والنساء، وكان الختام بخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
المسيرة تقدّمتها حاملات صور القادة، وفرق كشافة الإمام المهدي (عج)، بعدهن موكب الطفل الرضيع، وموكب عوائل الشهداء والجرحى وعوائل الأسرى والأسيرات، تليها فرق علمية وجهادية لطالبات الجامعات والثانويات، وبعدهن مواكب العباءة الزينية، تليهن المسيرة الشعبية الحاشدة.
وإلى جانب المشاركات واكبت أكثر من ٣٠٠ أخت من هيئة خدام مجالس أبي عبد الله الحسين (ع) المسيرة، لترك الأثر الجميل وراء الأخوات، وتنظيم توزيع قوارير المياه وجمعها.
مراسم الإحياء كان لها وقع خاص هذا العام، فغزّة هي الميدان الحاضر، فالصراع مع العدو لا يزال قائمًا، والشهداء يلبون النداء، والنساء يستكملن الدور الرسالي لزينب (ع). تقول إحدى المشاركات لموقع العهد الإخباري: “إن حضورنا اليوم هنا هو أقل الواجب لمواساة من نذر حياته لنحيا بعزة وكرامة، ولتأكيد مضيّنا على نهج الحسين (ع)، وحفظًا لدماء الشهداء”، بينما تسأل إحداهن: “كيف نبخل بالمشاركة ونحن من قدمنا الدماء والأرواح والممتلكات؟”. وتقول أخرى: “كلنا فداء للحسين (ع)”، بلهفة وحرقة.
من جهتها، تؤكد المسؤولة الإعلامية في الهيئات النسائية في بيروت بتول كرنيب لموقع العهد أن المشاركة هذه السنة في المسيرة كانت حاشدة كما كان الحضور لافتًا في كلّ المجالس. وتشدد على أن المشاركة هي تجديد للعهد والولاء للإمام الحسين (ع) وللشهداء، “خصوصًا أننا نشهد كربلاء اليوم في مساندة غزّة على جبهة الجنوب، ونلبي النداء فعلًا”.