الشهيد محمد كامل دربج(أبو صالح) 1971 – 1995

الشهيد محمد كامل دربج(أبو صالح) مواليد العباسية 1971 ألتحق بصفوف المقاومة الإسلامية حزب الله في العام 1990 وشارك في العديد من العمليات الجهادية ضد العدو الاسرائيلي وعملائه من أبرزها برعشيت ,صيدون الإولى, حولا والريحان , ونال تنويها من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصراللة على العملية الأخيرة

  استشهد بتاريخ1/11/1995 خلال عملية أقتحام موقع بسري اللحدي شرقي صيدا من وصية الشهيد نحن حاضرون للموت في سبيل الله وننتضر اليهود والكفار  حتى نقتلهم أو نقتل في سبيل الله فلا يظن أحد أننا إذا متنا أننا خسرنا الدنيا لا

 الشهيد محمد كامل دربج(أبو صالح) مواليد العباسية 1971
  صاحب ذوقٍ رفيع, وسمع مرهف. أحبَّ الشعر وسماع الموسيقى, فرقَّ قلبه لشعبه المظلوم, وإنتفض يدافع عن الحق عازفاً سيمفونية المجد والإباء, ويحمي شعبه ويطهِّر أرضه من دنس المحتل وجوره, كاتباً بساعديه قَصيدَ التحرير للمقدَّسات.
  ألتحق بصفوف المقاومة الإسلامية حزب الله في العام 1990 وشارك في العديد من العمليات الجهادية ضد العدو الاسرائيلي وعملائه من أبرزها برعشيت ,صيدون الإولى, حولا والريحان , ونال تنويها من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصراللة على العملية الأخيرة 
  وُلِد “محمد” في بلدة “العباسية” 1971, وتلقى علومه الإبتدائية فيها, ثم تابع دراسته في ” الحمادية”, فكان كثير الحركة, يتمتع بنشاط كبير, إضافة إلى مشاركته في الأعمال التمثيلية أما المرحلة الثانوية فكانت في ثانوية ” النجاح/ معركة”.
  برز من خلال دوره الفاعل في كشافة الإمام المهدي(عج)و حيث كان من المؤسسين لهذا العمل في بلدته فهو الفتى الذي ظهر عليه نور الإيمان والإلتزام باكراً, فكان يتردد إلى المسجد قارئاً للقرآن متقرِّباً إلى الله بالدعاء والتوسل.
  قام بتصليح الدراجات النارية تلبية لهوايته,إلى جانب إمتهانه مصلحة الدهان والموبيليا,  عمل ” محمد” كذلك في “حركة أمل” في أول مسيرة عمله الجهادي وذلك لفترة قصيرة, إنتقل بعدها إلى صفوف المقاومة الإسلامية (1993), فخضع للعديد من الدورات العسكرية حتى غدا مدرباً تكتيكياً ليشارك بعدها في عدّة عمليات إضافة إلى تدريب شباب البلدة.
  أما ثقافته وشغفه بالشعر والكتابة دفعاه ليقيم المحاضرات والجلسات للأخوة.
   إنها حياة الأحرار التي تختم بما يليق بحالهم وبطهارة قلوبهم, فقد نال وسام الشهادة عام 1995, لمّا إلتحق برفاقه ليقوموا بعملية إقتحام لموقع بسري في عملية بسري النوعية ليكون آخر عمل يقوم به “محمد” قبل أن تسدل الستارة على آخر لحظات حياته على مسرح الحياة الفانية, لينتقل إلى رحمة ربه مستشعراً السكينة مطمئنّاً بالراحة الأبدية.

وصية الشهيد محمد كامل دربج

  بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي اختار لنفسه البقاء والدوام، ونزّه ذاته عن الانقضاء والانخرام، وأحال الموت على جميع الأنام، وسقاهم كأس الحمام، وأخذ منهم الأرواح بغير احتشام، وأودع مضايق اللحود محاسن تلك الأجسام، ذلك هو الله لا إله إلاّ هو الملك القدوس السلام، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز العلاّم، والصلاة على المبعوث إلى كافة الأنام محمد (ص) وآله الطاهرين الغرّ الكرام، ما استنار صبح وأدلهم ظلام.

السلام على الأنبياء والصدّيقين والصالحين والأئمة الميامين، وعلى الشهداء والعلماء لا سيما الإمام الخميني (قده)، والسلام على كل المجاهدين الذين يدافعون عن كرامة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

كما أذكّر الإخوة المؤمنين أن ينتبهوا إلى دنياهم، وما يذرفون فيها من أعمال، سواء كانت خيراً أم شراً، نذكر الجميع أن الحياة ساعة فاجعلوها طاعة، نقول لمن غرّتهم الدنيا: انتبهوا إلى دنياكم ولا يغرنكم بالله الغرور، على أساس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولو من خلال آخر لحظة أو رمق في الحياة الدنيا، على أساس ) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (([1]) صدق المولى، كما نقول للإخوة المؤمنين الأعزاء أن يستغلوا كل لحظة في طاعة الله على كل المستويات، وأن يحاولوا كل جهدهم أن يقللوا من اقتراف الذنوب وارتكاب المحرمات، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ … (([2]) صدق المولى.

  وأقول لكل المخلصين الشرفاء المجاهدين في المقاومة الإسلامية، أن يكشفوا الحقيقة من خلال صبرهم وإيمانهم، وأخاطبهم بأن يزيحوا الصورة الضبابية لما يجري من مخططات خبيثة ليكيدوا بها للإسلام، ولضرب الحالة الإسلامية المتمثلة بالروح الجهادية ولمقاومة العدو الأكبر إسرائيل وأذنابها.
  كما نقول لإخوتنا الأعزاء كباراً وصغاراً، بأن الدنيا دار ممر وليست دار مستقر، دائماً تذكروا الموت فإنه محيي القلوب ومميت الشهوات، كما قال سلمان الفارسي (ع): “لولا السجود لله ومجالسة قوم يتلفظون طيب الكلام، كما يُتلفظ طيب التمر، لتمنيت الموت”([3])، كما طلب النبي عيسى (ع) من الله رؤية أمه… وعندها، قال لها: ما تريدين؟ قالت له: أريد أن أرجع إلى الدنيا، فقال: ألستِ راضية بما حولك من الجنان والأنعام، قالت: بلى ولكن أريد أن أرجع حتى أصلي صلاة الليل في البرد القارس، وأن أصوم في يوم الحر الشديد!
  نعم أيها المسلمون استثمروا تلك اللحظات العابرة بطاعة الله، وتعلّموا كيف تصلون إلى المنهج القويم ألا وهو الصراط المستقيم.
  كما نذكّر الناس أجمع بالآية القرآنية في ظل التكثيف الإعلامي المزيّف لإبعاد أهلنا العاملين عن الحقيقة، فهذه الآية الكريمة التي هي على مستوى الفرد والمجتمع وعلى مستوى الدور القيادي السياسي والديني، بسم الله الرحمن الرحيم ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (([4]) صدق المولى.
  تعلّموا أن تقولوا كلمة الحق، وأن تثوروا على الحكم الجائر، كما فعل الإمام الحسين (ع)، ولا تقفوا موقف أتباع معاوية في عهد الإمام علي (ع)، ويزيد في عهد الإمام الحسين (ع) كما خذله أهل الكوفة.
  لماذا لا تنطقون الحق والحقيقة؟ إن الله تعالى يقول: } … الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ … {([5])، مِمَّ تخافون؟ من أن تموتوا فليكن لكم أسوة بأتباع الحسين (ع) وشيعته، أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس، تخافون من الموت في سبيل الحق، إذا سكتم سوف يأتي عليكم يوم أكثر مما تخشون منه، وأنتم في غيّكم تعمهون.
  كما أذكّر الإخوة المسلمين أن لا ينسوا أن إسرائيل مازالت تغتصب أراضينا في لبنان وقسماً من سوريا، وتغتصب قدس الأقداس، فلا تنسوا هذه القضية الأساس والمركزية، ولا تنسوا أهلكم في فلسطين الجريحة أن تذكروهم بخير، وذلك من خلال واجبكم الشرعي وأن تدعموا أطفال الحجارة  على جميع المستويات، واعلموا جيداً، وانتبهوا وفكروا ملياً بهذه الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم  ) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ … (([6]) صدق الله العليّ العظيم.
  اعملوا بكل أبعاد هذه الآية الكريمة، وبكل ما تعني من معانٍ، وخاصة كيفية إعداد العدّة للمواجهة بالدرجة الأولى، من خلال القوة على جميع المستويات.
  وأوجه كلامي إلى الغافلين عن الآخرة الذين غرّتهم الدنيا بأن الوقت والفرص ما زالت أمامهم لكي يرجعوا عن غيّهم وضلالهم، لأن الله يمهل ولا يهمل، كما أن الله يقبل توبة عباده الذين يتوبون إليه توبةً نصوحاً، بسم الله الرحمن الرحيم ) إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ … (([7]) صدق المولى.
  وأذكّر إخوتي بأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى، فانتبهوا كثيراً، لأن كل عمل شرعي تلتزمون به فإنكم بالتزامكم هذا تعدّون العدّة بالقدرة والقوة، وأنكم تفشلون ما تزرعه إسرائيل وأذيالها كلاب الدنيا.
  وأخيراً: أتمنى على المؤمنين أن يكونوا حذرين في معاملتهم، وأن يكونوا أذكياء، وأن يوفقوا بالفطنة والذكاء، وأن يميزوا الناس، وأن يعرفوا ويفرقوا بين المخلصين الشرفاء والمنافقين، وخاصة في هذا العصر، بسم الله الرحمن الرحيم ) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (([8]) صدق الله العليّ العظيم.
  إخوتي وأخواتي: التزموا بالإسلام ديناً، ولا تغفلوا بدنياكم، واعملوا خيراً وليس لكم إلاّ ما سعيتم.
  إلى أصدقائي وإخوتي: أقول لكم: إن الإنسان أمانة، ويجب أن يؤدي أمانته لأن كل نفس ذائقة الموت، فلا تحزنوا بل افرحوا بموتي، لأنني أدّيت أمانة ربي.
  إلى أهلي: أطلب المسامحة من أمي وأبي وإخوتي فرداً فرداً.
  أحبّ الذي من ماتَ من أهلٍ ودِّهِ
  تلقاهُ بالبشرى لدى الموتِ يضحكُ
  ومن ماتَ يهوى غيرَهُ من عدوّه
  فليسَ له إلاّ إلى النارِ مسلكُ
  أبا حسنٍ تفديكَ نفسي وأُسرتي
  ومالي وما أصبحتُ في الأرضِ أملك([9])
   “للمرحوم السيد ابن محمد شبر
   امشوا على ضوء أقوال الإمام الحسين (ع):
  الموتُ أولى من ركوبِ العار
  والعارُ أولى من دخولِ النار
  أنا الحسينُ بن علي
  آليتُ أن لا أنثني
  أحمي عيالاتِ أبي.
  أمْضِي على دِينِ النبي(ص)([10]).
  وأخيراً: عباد الله اتقوا الله حق تقاته، وادعوا الله في كل وقت، “فالدعاء مفتاح الرحمة”([11])، و”الدعاء جنُدُ من أجناد الله مجنّد يرد القضاء بعد أن يُبرم”([12])، “الدعاء هو العبادة”([13])، “الدعاء يردّ البلاء”([14])، “الدعاء سلاح المؤمن”([15]).
  إلهي صلِّ وليّ أمرك وحجتك في أرضك وخليفتك في بلادك، الداعي إلى سبيلك، والقائم بقسطك، والثائر بأمرك، الذي تقيم به الحق، وتدحض الباطل، ابن النبي المصطفى ، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، صلواتك عليه وعليهم.
  والسلام على من اتبع الهدى.
  تمت بعونه تعالى كتابة هذه الوصية في 3 آب –1990م الموافق 13 محرم أو 11 محرم، يوم الجمعة.
  أخوكم محمد
  

بسم الله الرحمن الرحيم

   وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (([16]) صدق الله العليّ العظيم.
  الصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد بن عبد الله وعلى آله.
  السلام على سيدي ومولاي أمير المؤمنين (ع).
  السلام على أبي عبد الله الحسين (ع) شهيد كربلاء.
  من كربلاء نستمد خطانا الجهادية، ومن الحسين (ع) نتعلّم الفداء.
  فنحن تلامذة نسير على خطى الحسين (ع) وعلى النهج الخميني المحمدي الأصيل، لذلك أود أن أقول كلمة لأهلي الأعزاء عن شهادتي: إن ملتقانا مع أبي عبد الله الحسين (ع)، فلا تعظموا المصاب، لأن مصابكم قليل نسبة لمصاب الحسين (ع) وأهل بيته (ع)، فتصبروا جميعاً فإن الصبر من عزم الأمور.
  أمي الحبيبة: سامحيني، ولا تبكي كثيراً بل تذكري زينب (ع).
  أبي: سامحني ولا تحزن إن الله معنا.
  إخوتي: سامحوني، أقول لأخي حسن: تصبّر، فإن الأمر في غاية البساطة، لأننا في جوار الأنبياء والأئمة (ع) والشهداء، فإني آنس والله، لا تحزنوا لأننا في غاية السعادة.
  ابنكم محمد أبو صالح يوم الجمعة 1 – محرم الحرام.
  ملاحظة إلى إخوتي وأصدقائي: سامحوني واطلبوا لي السماح من الجميع، وأقول لكم تابعوا النهج والسير على خط المقاومة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يوفق أخي حيدر جوني وأحمد صالح ويوسف وياسر، ومالك وجميع الإخوة، وفق الله إخوتي في الجهاد، في البلدة، والسلام عليكم.
  
بسم الله الرحمن الرحيم
  وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (([17]) صدق الله العليّ العظيم.
  السلام على شهداء المقاومة الإسلامية الذين قضوا، والسلام على المنتظرين.
  إن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه”([18])، جعلنا الله من تلك الخاصة التي باعت دنياها واقتاتت بتقوى الله، فجهاد حزب الله ليس ردّة فعل أو ناتج من عقلية حماسية سلبية، بل جهادنا هو الفعل وهو ناتج عن صدق في العقيدة، وإخلاص في الدين، نحن حاضرون للموت في سبيل الله، وننتظر اليهود والكفار حتى نقتلهم، أو نُقتَلَ في سبيل الله.
  لا يظن أحد أننا إذا متنا نكون قد خسرنا الدنيا، لا… فهذه دنياكم والله زائلة بالية فانية، نحن نتطلع إلى مستقبل زاهر في الحياة الخالدة، نموت لأننا لا نرضى الذلّ والهوان والاستسلام، ولا الرضوخ للأمر الواقع والسلام الموهوم الكاذب، سوف ندافع عن إسلامنا وأهلنا وشعبنا، حتى ولو كان الموت مصيرنا، لأن الإمام علي (ع) يقول: “طلّقتك يا دنيا ثلاثاً لا رجعة فيها”([19])، فالسلام على علي (ع)، أليس هو من طبّق عملياً مقولة: لقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها وأصبحت أخاف ظلم رعيتي، ذلك هو علي (ع)، الذي لا يبالي أسقط على الموت أم سقط الموت عليه!!!
  يا أبناء أمتنا الصابرة! يا شعبنا وأهلنا الأعزاء! يا أبناء أمة حزب الله والمقاومة الإسلامية: يجب أن نموت لنوهب حياة كريمة يرضاها الله ورسوله (ص) إلى الأجيال القادمة، فإن في موتنا حياة وفي موتهم خسارة، تلك هي التجارة التي تحدّث عنها الله سبحانه، إننا في موتنا نكسب أمرين: الدنيا والآخرة، يا أهلنا: إذا أردتم الدنيا عليكم بخط المقاومة الإسلامية، وإن أردتم الآخرة عليكم بخط المقاومة الإسلامية أيضاً.
  بسم الله الرحمن الرحيم ) وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ         يُرْزَقُونَ (([20]) صدق الله العليّ العظيم.
  إلى أبي وأمي العزيزين: أعرف أنكما ربيتماني بالشقاء والتعب، وذلك جهاد، فإمامكما علي (ع) يقول: “الساعي أمام عياله كالمجاهد في سبيل الله”([21]).
  أهلي الأعزاء: لا يمكن أن أمنعكم من الحزن عليّ، بل أقول وبكل فخر واعتزاز: أنا الذي سلكت هذا الطريق، وبكامل إرادتي، وعن عقلية إيجابية، لا عن روح حماسية سلبية فقط، لا بل يجب أن أكون من الأشخاص الأشهاد على هذه الأمة، من يخذل الحسين (ع) في كربلاء ليس فقط الذين لم ينصرونه في زمانه فقط، بل يمكن أن نكون نحن، أو بعدنا بألف عام، لأن صرخة الحسين (ع) إلى يوم القيامة “هل من ناصر حسيني”؟، نعم إن شاء الله سوف ننصرك يا أبا عبد الله، ) … إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ … (([22]) لا تحزنوا ولا تعتبروا أنكم خسرتموني بل أقول: إذا مت في سبيل الله أنكم ربحتموني، لأن ميزان الخسارة والربح ليس في الدنيا بل في الآخرة.
  أهلي الأعزاء وإخوتي وأخواتي فرداً فرداً: سامحوني، وأتمنى أن أكون من الشافعين لكم، وذلك أدنى ما يمكنني أن أرغبه لكم، وخاصة أخواتي الفتيات، فأنتن لكنّ فضل عليّ فأرجو أن تسامحنني.
  وأرجو من أخي حسن أن يسامحني ولا يضرب نفسه من أجلي، فليتذكر علياً (ع) وأقول له: “إن محباً له لا يحزن إلى حد كبير كبير“.
  

أصدقائي: من الصعب أن أُسمي كل واحد باسمه، كل من أحبني، هو يعرف أنني أقصده، سامحوني جميعاً، وسيروا على الخط الذي عشقته وأحببته، خط المقاومة الإسلامية.

 ابنكم وأخوكم وصديقكم
  محمد دربج – أبو صالح
 التاريخ 28/1/1995 – يوم السبت.