العدوان على غزة متواصل.. قتل وتدمير ممنهج وجرائم ضد الإنسانية

يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، بأسلوب وحشي وهمجي غير مسبوق، لليوم الخامس على التوالي، مستهدفًا المدنيين في الأحياء السكنية بشكل خاص، وموقعًا مزيدًا من المجازر الدموية، راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى من المواطنين الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.

يتابع الطيران الحربي الصهيوني غاراته الجوية فشنّ، اليوم الأربعاء 11/10/2023، موجة جديدة من الغارات على الأبنية والمنازل السكنية متسببًا بوقوع المزيد من الشهداء والجرحى، حيث أفيد عن انتشال أكثر من 20 شهيدًا من تحت أنقاض المباني المدمرة، قضوا في غارات اليوم، فيما ما يزال عدد غير محدد تحت الأنقاض.

ورفعت سلطات الاحتلال الصهيوني من مستوى عدوانها الإجرامي باستخدام القنابل الفوسفورية المحرمة دوليًا، حاصدة المزيد من أرواح المدنيين الفلسطينيين، وأمعنت في إجرامها بفرض حصار ناري شامل على قطاع غزة، يترافق مع استهداف ممنهج للبنى التحتية والأبراج والمباني السكنية الكبيرة ومراكز الخدمات العامة، وشبكات المياه والكهرباء ومحطات الاتصالات والمساجد والمؤسسات التربوية والمقار الحكومية.
 
وأذاعت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تحديثات متلاحقة لأعداد الشهداء والجرحى، أفاد آخرها باستشهاد أكثر من 1050 فلسطينيًا وإصابة 5184 آخرين جلّهم من الأطفال والنساء.

الاحتلال يرتكب مجازر إبادة جماعية
أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، أن جيش الاحتلال الصهيوني يرتكب مجازر إبادة جماعية في قطاع غزة، مستخدمًا الفوسفور في عدوانه، في ظل عدم وجود أي تدخل عربي وغربي يوازي حجم العدوان الهمجي. ولفت بصل في تصريح له إلى أنّ حجم المجازر الكبير التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني وآخرها في حي الرمال الذي كان يُعدّ آمنا إلى حد ما.

الاحتلال يتعمّد استهداف الطواقم الطبية والإسعاف
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، أن جيش الاحتلال الصهيوني يتعمّد استهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف، لإضعاف قدراتها. ولفت إلى أنّ الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطرة وغير آمنة، ومع ذلك تصرّ على أداء واجبها باتجاه شعبها، مطالبًا الجهات الدولية باتخاذ خطوات فاعلة لحماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الاسعاف.

البحرية الصهيونية تشارك بالعدوان

وتشارك البحرية الصهيونية في العدوان على غزة إلى جانب الطيران الحربي والمدفعية البرية، فقصفت الزوارق الحربية اليوم ميناء غزة بالصواريخ، ملحقة به دمارًا وأضرارًا بالغة. 

نداء استغاثة لإيقاف الجرائم ضد الإنسانية
أطلق المكتب الإعلامي الحكومي نداء استغاثة عاجل جدًا؛ طالب فيه المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية، بضرورة التحرك السريع لإيقاف الجرائم ضد الإنسانية وجرائم القتل الجماعي المتعدد الأشكال التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني. وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي بـ”التداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة، وعدم ترك سكانه رهينة أدوات القتل التي يستخدمها الاحتلال”.

وأكد المكتب أنّ قطاع غزة يواجه “كارثة إنسانية محققة مع توقف محطة توليد الكهرباء بشكل كامل خلال ساعات جراء نفاد الوقود، ما ينذر بغرق القطاع في ظلام دامس واستحالة استمرار تقديم كافة الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد جميعا على الكهرباء، ولن يتسنى تشغيلها جزئيا بالمولدات في ظل منع إمدادات الوقود من بوابة رفح”.

وشدّد على أنّ: “هذا الوضع الكارثي يخلف أزمة إنسانية لجميع سكان قطاع غزة، يزيد من تفاقمها تواصل عدوان الاحتلال وتدميره لأحياء سكنية كاملة بمئات الأطنان من المتفجرات، وقصف منازل المواطنين فوق رؤوسهم، فيما يمكن وصفه بأنه أقذر جريمة عقاب جماعي ضد المدنيين العزل عرفها التاريخ الحديث”، لافتًا إلى أن هذا الواقع يهدد حياة أكثر من 2.3 ملايين إنسان في القطاع.