هذه هي قصة الجيش مع «أبو سلة» وزوجته.. اتخذها درعاً له خلال المداهمة!

هذه هي قصة الجيش مع «أبو سلة» وزوجته.. اتخذها درعاً له خلال المداهمة!

تحت عنوان “هذه هي قصة الجيش مع «أبو سلة» وزوجته” كتب عماد مرمل في الجمهورية:

إنشغل الجيش خلال الأيام الماضية بعملية نفّذها في عدد من أحياء منطقة بعلبك، ولا سيما منها حي الشراونة، بحثاً عن مطلوبين، وفي طليعتهم تاجر المخدرات علي منذر زعيتر المعروف بـ«ابو سلة».. فما هي ظروف هذه العملية؟ وما هي الردود على الانتقادات التي وجّهتها شخصيات بقاعية إلى مجرياتها؟

هذه ليست الجولة الأولى ولا الأخيرة من المواجهة بين الجيش والفارين من العدالة، غير انّ وقعها هذه المرة بدا مختلفاً، أولاً لأنّ أحد أهدافها «ابو سلة» ليس مطلوباً عادياً، وثانياً لأنّ الوقائع الميدانية التي رافقتها على الأرض استولدت ردود فعل من شخصيات أخذت على الجيش انّه «أفرط» في استخدام القوة.

في المقابل، تؤكّد مصادر أمنية واسعة الاطلاع، أنّ المهمة التي نفّذها الجيش في منطقة بعلبك كانت مدروسة بعناية، وأخذت في الحسبان ضرورة حماية المدنيين، ومن بينهم حتى أفراد من عائلة «ابو سلة»، كاشفة انّ سقوط شهيد من الجيش كان نتيجة الحرص على عدم إلحاق الأذى بزوجة «أبو سلة» بعدما اتخذها الأخير درعاً له خلال المداهمة.

وتشدّد المصادر، على انّ المهمة كانت موضعية، من حيث اختيار الهدف والتوقيت المناسبين، «والجيش لا يعتبر منطقة بعلبك معادية بأي شكل من الأشكال، بل هي بالنسبة إليه بيئة حاضنة له وهو حاضن لها».

وتجزم المصادر، أنّ الجيش لم يستخدم في ملاحقة «ابو سلة» ومساعديه سوى نسبة ضئيلة جداً من طاقته، «ولو أراد ان يحقق هدفه بأي ثمن لاختلفت الأمور، لكنه حريص على سلامة المواطنين الأبرياء، وعلى حماية أهل المنطقة من آفة المخدرات التي باتت تطاول أبناءه».

وتشير المصادر، إلى انّ جرف «الربعات» الخاصة بمنازل «أبو سلة» ومساعديه، كناية عن رسالة مفادها انّ هذه النقاط هي أمكنة لقتل أبنائهم وليست لإيوائهم وسكنهم.

وتلفت المصادر، إلى أنّ إصرار الجيش على ملاحقة المطلوبين إنما يعطي اللبنانيين والسياح في هذا التوقيت تحديداً، إشارة إيجابية الى انّ الموسم السياحي في البقاع عموماً، وفي بعلبك خصوصاً، سيكون آمناً وناجحاً، ولمصلحة أهل هذه المنطقة.

وتكشف المصادر، انّ الجيش أراد القبض على «ابو سلة» حياً للاستفادة من كنز المعلومات الذي يملكه في ما خصّ تجارة المخدرات وترويجها، لافتة إلى انّه من بين أخطر المطلوبين على هذا الصعيد، وسجله حافل بالارتكابات كما تدلّ مذكرات التوقيف الـ 390 الصادرة في حقه.

وتوضح المصادر، انّه بعد تعذّر توقيف «ابو سلة» وفراره مصاباً في فخذه، واصل الجيش عمليته الميدانية لاعتقال مطلوبين آخرين ودهم معامل للمخدرات.

وتؤكّد، انّ قوى معينة أنهت مهمتها العسكرية، وبعضها الآخر لا يزال يتابع تنفيذ مهماته العملانية في المنطقة، موضحة انّ العمل الاستخباري والامني سيستمر عبر المراقبة والرصد بحثاً عن «ابو سلة» الذي بات وضعه الصحي صعباً بعد إصابته».

وتفيد المصادر، انّ مجموعة من مخابرات الجيش في بعلبك باغتت «ابو سلة» في منزله، بعد توافر معلومات دقيقة حول مكان وجوده، الّا انّها عندما حاولت توقيفه اشتبكت معه وتعرّضت لاطلاق نار كثيف من مسلحين تمركّزوا في بعض الأبنية المجاورة، ما سمح بفراره عبر أحياء ضيّقة، «علماً انّ ما ساهم في تكبيل حركة قوة المخابرات وجود مدنيين في المنزل».

وتفيد المصادر، انّ محاولة توقيف «ابو سلة» ليست الأولى، «إذ سبق أن أفلت قبلاً من أكثر من مصيدة نُصبت له، في إطار الكرّ والفرّ بينه وبين الأجهزة الرسمية منذ عام 2014، حين كان يقطن في محلة السبتية قبل أن يفرّ منها».

وتشير المصادر إلى انّه صارت لـ«ابو سلة» مع مرور الوقت امتدادات واسعة، وبات يدير شبكة كبيرة لترويج المخدرات، ضمّت لبنانيين وسوريين، واستطاعت اختراق عدد من المدارس والجامعات «والأسوأ انّه كان يستغل الظروف الصعبة لدى بعض العائلات للدخول على خطّها، حيث يتبرع بدفع اقساط ابنائها ثم يستخدمهم لاحقاً من أجل توزيع المخدرات في محيطهم، وبالتالي فإنّ «عدواه» أصبحت تنتشر ما فاقم خطورته».