كتب مايز عبيد في نداء الوطن: تضغط الضائقة الإقتصادية أكثر فأكثر على العائلات العكارية، وتتراجع معها قدرتها على التصدّي والصمود أمام أزمة غير معهودة في تاريخ لبنان.
فمن كان يصدّق أن اللبناني سيصل الى يوم يشتري فيه البيض بالواحدة والإثنتين والثلاث بيضات؟ وأن كرتونة البيض (30 بيضة) التي كانت تباع في السابق بـ 7 آلاف ليرة، سيتراوح سعرها اليوم بين 90 و 100 ألف ليرة؟!
ليس هذا فحسب، لكنها عيّنة بسيطة مما يعانيه المواطن اللبناني يومياً من صعوبات جعلت حياته في هذا البلد أشبه بضرب من المستحيل.
يقول (أدهم م):» أمام عيني دخلت سيدة محلاً لبيع المواد الغذائية في إحدى بلدات عكار، فاشترت 3 بيضات بالعدد بسعر 9000 ليرة لبنانية، أي أن سعر البيضة الواحدة 3000 ليرة. للوهلة الأولى لم أصدق الأمر وسألت صاحب المحل فأجابني: لم يعد هناك زبائن تشتري كرتونة البيض كاملة إلا ما ندر، لا تستغرب أن هناك من يشتري بيضة واحدة أو بيضتين، لأن سعرهما بسعر كرتونة بيض أيام زمان». ويضيف: «انظر إلى هذه الكراتين الناقصة، لأن الناس تشتري عدداً قليلاً من البيض، والأكثرية لا قدرة لديها لشراء كرتونة أو نصفها، وإذا ما أصرينا على بيعها كاملة فربما لا نبيع، ولذلك بتنا نبيع الناس ما تريد؛ حتى نبيع نحن وحتى يشتروا هم».
هذه الحادثة تتكرر في باقي القرى والبلدات العكارية، بشهادة العديد من أصحاب محلات المواد الغذائية الذين تواصلنا معهم فأكدوا أنّ «أوضاع الناس صعبة لدرجة أن هناك عائلات باتت تشتري المواد الغذائية بكميات قليلة (أوقية او أوقيتان)، وأفادنا أحد أصحاب المحلات أنه «خفّض كثيراً من البضائع التي تأتي بالعلب والأوزان المحددة، ولجأ إلى البضائع (الفلت) حتى يترك مجالًا للناس لتشتري كميات قليلة ضمن حدود قدرتها المادية».
وعلى حد قول أحدهم «نحنا مش عايشين نحنا عم نعد أيام»، هي أزمة كبيرة يرزح الناس تحتها، والغلاء يطال كل شيء وتستمر الأسعار بالارتفاع وعائلات كثيرة فقدت قدرتها على الصمود وأخرى تقاوم، لكن لا ندري إلى متى.
المصدر: مايز عبيد – نداء الوطن