أسف الوزير السابق الحاج محمد فنيش لتسرّع وزير الخارجية اللبنانية في إصداره بياناً يدين ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا، علماً أنه إذا أردنا أن ندين علينا أن نحدد وفق أي معيار، هل هو وفق مصلحة بلدنا، أو وفق المبادئ والقيم التي نحملها، أو وفق الأمران معاً، وعلى أي أساس استند وزير الخارجية اللبنانية في قراءته لما يجري في أوكرانيا ليعطي موقفاً هو بالحقيقة لا يخدم إلاّ الهيمنة الأمريكية.
وخلال احتفال علمي- تربوي أقيم في مدينة صور، رأى فنيش أن ما يجري في العالم اليوم هو محاولة من الإدارة الأمريكية لاستخدام سيطرتها وتفوقها وسياساتها الناهبة للعالم، لتمنع التحوّل الدولي حتى لا يكون هناك تعدد في النظام الدولي، وكي يبقى هذا النظام أسيراً لهيمنة قوة واحدة، وعليه، فإن هدف هذه المكابرة الأمريكية اليوم، هو الحؤول دون نشوء أقطاب، سواء بآسيا أو روسيا أو الصين أو الجمهورية الإسلامية في إيران أو غيرها من الدول.
واعتبر فنيش أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا سببها تهديد أمن روسيا، وكذلك قبول بعض الجماعات في أوكرانيا أن يكونوا جزءاً من هذه الحرب، مما أدى إلى تعرّض بلدهم إلى هذه المشكلة التي هي نتاج السياسية الأمريكية.
ولفت فنيش إلى أن الحكومة اللبنانية دائماً في كل البيانات والمواقف تحدثنا عن النأي بالنفس، وما سمعناه خلال اليومين الماضيين من موقف تجاه سياسة غربية، يؤكد بأن وزارة الخارجية تخلت عن النأي بالنفس تحت ضغط الإدارة والسفيرة الأمريكية، وأعطت مواقف دون أن تأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلد، علماً أنه عندما يتعلق الأمر باستخدام القيم والمبادئ لإدانة عدوان على سبيل المثال تقوم به الإدارة الأمريكية على العراق أو على اليمن أو على أي بلد، لا يكون هناك إدانات ومواقف شجاعة وجريئة.
وأكد فنيش أن موقف الوزارة الخارجية اللبنانية حيال ما يحصل بين روسيا وأوكرانيا مرفوض بالنسبة إلينا، لا سيما وأنه لم يتخذ في الحكومة ولا في مجلس الوزراء، ولا يعبّر عن مصلحة لبنان، وهناك قسم كبير من اللبنانيين لا يقبلون به.
وأوضح فنيش أن الصراع الحاصل في العالم اليوم يقوم على هذه النزعة الاستعلائية الاستكبارية للسيطرة والهيمنة، ومنع التحولات الجارية حتى يبقى هذا الأمريكي المتغطرس والمستكبر هو المتحكم بشؤون وشعوب وقضايا وثروات العالم.
وختم فنيش بالقول لو كان هناك اهتمام حقيقي بالقيم وكذلك بمسألة العدل، لما وجدنا هذه الغطرسة الإسرائيلية وهذا الانحياز الأمريكي في فلسطين، ولما وجدنا هذا الصمت والتواطؤ الذي تعرض له لبنان في حرب تموز طيلة 33 يوماً، حيث أن الإدراة الأمريكية هي التي منعت مجلس الأمن أن يتخذ قراراً بوقف إطلاق النار خدمة لمصالح العدو الإسرائيلي.