لمدّة أربعين دقيقة، حلّقت الطائرة المسيرة “حسّان” داخل كيان العدو، والتي أطلقتها المقاومة الإسلامية، اليوم الجمعة، في مهمة إستطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً شمال فلسطين المحتلة، وعادت سالمة رغم كل محاولات العدو لإسقاطها.
“نصرٌ بثلاثة أبعاد”، بهذه الكلمات يصف الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط، في حديث لموقع “العهد” الإخباري، الإنجاز الذي قامت به المقاومة اليوم، مشيرًا إلى أنّ الطائرة بهذه المهمّة التي نفّذتها حققت ثلاثة إنجازات:
– الإنجاز الأول، هو امتلاك الطائرة بالتصنيع، خاصّة أنّ هذا الحدث يأتي مباشرة بعد كلام الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، الذي قال فيه علانيّة أنّ حزب الله يصنّع المسيّرات ومن يريد فليقدّم طلبًا.
– هذه النقطة أثبت أنّ حزب الله يمتلك تقنيّة هامة تمكّنه من تنفيذ مهمّة داخل أجواء العدو لمسافة 70 كلم، وهذا الانجاز الثاني.
– أمّا الإنجاز الثالث، فهو القدرة على استعادة الطائرة سالمة، وهذا تحدٍّ كبير للعدو، الذي شعر بأنّه مراقب، وهذه المراقبة الدقيقة تمكّن المقاومة من تحديث بنك أهدافها بشكلٍ يومي، وهذا بالنسبة للوضع العملاني للعدو يرهقه ويجعله يتكبّد لاحقًا النفقات والمصاريف الكثيرة لتجنّب هذا الخطر المستجد.
ويضيف العميد حطيط أنّ تحديث بنك الأهداف بشكل علمي نتيجة مراقبة دقيقة تقوم به الطائرة وتلتقط الصور وتبثّها، لهو أمر لم يتوقّع العدو يومًا أن يتعرّض فيه للاختبار.
إضافة لذلك، فإنّ هذه الطائرة بعودتها سالمة، رغم تفعيل الدفاع الجوي والقبّة الفولاذية للعدو، فضحت هذه القبة، ويتساءل حطيط “فإن كانت طائرة مسيّرة محدودة السرعة ومحدودة القدرات قياسًا بالطائرات النفاثة وبالصواريخ، فإن مثل هذه الطائرة لم تستطع القبّة الفولاذية احتواءها وإسقاطها، فكيف سيكون الأمر بما هو أمرّ وأدهى؟”.
وبالتالي، هذا الفشل وهذه الفضيحة ستؤثر على معنويات جيش العدو “الإسرائيلي” بشكلٍ عام، وعلى معنويات الفرد المقاتل خاصة في الخطوط الأمامية، وتعزز نزعة الهروب من المواجهة والهروب من الميدان، والتي تفشّت لدى العدو.
الخبير العسكري يرى أنّ هذه العملية في توقيتها ومكانها ومداها أحدثت إنجازًا عسكريًّا استراتيجيًّا ونوعيًا بالنسبة للمقاومة، وأدّت إلى فضيحة كبيرة بالنسبة للعدو.
ولم يغفل العميد حطيط عن توقعه بأنّ العدو، وبعد هذا الإخفاق، قد يقدم على عملية استعراض جويّ، لجهة إرسال طائرة نفاثة تخرق جدار الصوت فوق الضاحية الجنوبية لبيروت وصولًا إلى العاصمة، مشيرًا إلى أنّ عرض القوى الوهمي هذا لن يحجب الإنجاز الذي حققته المقاومة، ولن يعوّض على العدو إخفاقه مهما فعل من استعراضات وهميّة في الجو أو غيره.