كلمة لنائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم خلال رعايته الاحتفال التكريمي الذي أقامته كشافة الإمام المهدي للأخوات القائدات تحت عنوان “إرث فاطمة”

كلمة لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال رعايته الاحتفال التكريمي الذي أقامته مفوضية جبل عامل الأولى في كشافة الإمام المهدي للأخوات القائدات تحت عنوان “إرث فاطمة” بمناسبة الولادة المباركة للسيدة فاطمة الزهراء (ع) ويوم القائدة في كشافة الإمام المهدي (عج)، وذلك في مجمع أبي عبد الله الحسين (ع) ببلدة البازورية، بحضور مفوض المفوضية إسماعيل دياب، وعدد من العلماء والفعاليات، وحشد من المكرمات، وقد جاء فيها:
كل المؤشرات تدل على أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، ولا يوجد أي تطوّر يمنع من إجراء هذه الانتخابات، ومن يحاول أن يثير بين الحين والآخر شكوى أو محاولة لعدم إجراء الانتخابات، نضع حوله علامة استفهام لأنه يثير أمراً ليس مطروحاً، وإنما المطروح هو إنجاز الانتخابات، وكل المؤشرات تدل على إنجازها إن شاء الله تعالى في موعدها.
نحن كحزب الله نعتبرها محطة ضرورية لتخرج لبنان من انسداد الأفق الذي وصلنا إليه، ولنرى ما هو التجديد أو التغيير أو التأكيد من خلال خيارات الناس في اختيار ممثليهم في المجلس النيابي، لأن نفس وجود هذه المحطة من الانتخابات، وإحداث تغيير ولو كان محدوداً، هو أمر مهم لنخرج من هذا الأفق المسدود والمعقّد.
نحن متمسكون بإجراء الانتخابات، ومتحمّسون لها، وماكينتنا الانتخابية تعمل للانتخابات منذ أربعة أشهر، وشعارنا الانتخابي أصبح جاهزاً، وبرنامجنا الانتخابي أصبح جاهزاً وسنعلنه قريباً، وبالتالي كل المؤشرات الميدانية التي يعمل عليها حزب الله ستكون في تجاه تفعيل النشاط أكثر فأكثر باتجاه إجراء الانتخابات، وعنوان عملنا، نحمي ونبني، أي المقاومة وبناء الدولة، وشعارنا سيبقى على أساس هذين الأمرين، الحماية بالمقاومة، والبناء بالخيار الشعبي لمصلحة الناس.
أما المقاومة، فنحن نعتبر أن المقاومة حاجة ضرورية، بل هي مقوّم وجود لبنان السيد الحر المستقل، لأننا في مواجهة مع عدو إسرائيلي، خطابه وخططه تركّز دائماً على العدوان والاحتلال، وكل تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، تنطلق وتؤكد على الوقت الذي يمكن أن يعتدوا فيه على لبنان وفي المنطقة، وعليه، كيف يمكن أن نواجه التهديد الإسرائيلي، وكيف يمكن أن نواجه العدوان الإسرائيلي، وبالتالي، إن لم تكن هناك مقاومة، فهذا يعني أننا نسلّم البلد لإسرائيل ومشروعها.
إن هذه المقاومة التي نتحدث عنها، ليست مشروعاً مستقبلياً، وليست فكرة تطرح لاحتمال الفوز أو الخسارة، فالمقاومة حالة موجودة، وهي حررت وأعطت مكانة لبنان، وهي الآن تحميه وتحمي استقلاله في إطار ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، والمقاومة جزء من الحماية الشعبية المساندة للجيش اللبناني لتحرير الوطن واستقلاله.
أما الذين يرفضون المقاومة، فهم يضعون لبنان في حالة استسلام وتبعية لمصلحة إسرائيل، ونقول لهم قولوا لنا كيف تواجهوا الاحتلال الإسرائيلي، هل تواجهونه بمجلس الأمن المتآمر مع إسرائيل، وهل تواجهونه بالدعم الأمريكي المساند للمشروع الإسرائيلي، وهل تواجهونه بفتح البلد حتى تدخل إسرائيل وتصبح مؤثرة في السياسة والاقتصاد وتحتل الأرض، قولوا لنا كيف تواجهونه إذا اعتدى عليكم، وأما أن لا تقبلوا لمجرد أن المقاومة ليست لكم، ولمجرد أنكم لا تتضررون بحكم منافع خاصة لكم مع الغرب أو مع إسرائيل، فهذا ما لا نقبل به، هذا البلد هو لنا ولكم، وعلينا أن نتفاهم ونتعاون لنحميه، وهذه هي القاعدة الأساسية، أما بعض الجماعات الذين يحملون هذا الشعار، وقد سمعنا بالأمس أحد مسؤولي القوات اللبنانية يقول بأن مشروعنا مواجهة حزب الله، ونحن نقول للقوات اللبنانية، إن مشروعنا مواجهة إسرائيل وأذناب إسرائيل، ولن نقبل أن نواجه أحداً في الداخل ليحدث فتنة كما يريد البعض، نحن وأدنا الفتنة في مجزرة الطيونة التي قامت بها القوات لتجرنا إلى حرب أهلية.
نحن نعلم أن القوات اللبنانية هم جماعة لهم تاريخ مليء بالإجرام والقتل لأبناء طائفتهم ووطنهم، لقد اغتالوا رئيس مجلس وزراء لبنان رشيد كرامة، واغتالوا أفراداً وقيادات من شارعهم ليبقوا وحدهم، فهم إلغائيّون لا يصلحون لأن يكونوا ممثلين لحالة شعبية يمكن أن تبني وطناً، ونحن كحزب الله نقاتل إسرائيل، ولكننا نحرص في آن معاً على الوحدة الداخلية، وعلى التعاون مع كل الأطراف، وعلى بناء البلد بشكل مشترك من دون أن نستأثر أو أن نأخذ لأنفسنا شيئاً مميزاً، ونحن نبني الدولة، فنعطيها، ولا نريد الدولة لنسلبها كما يفعل الكثيرون ممن يتصدون لهذه المهمة.
نحن من دعاة بناء الدولة لخدمة الناس ونظم أمورهم، ولم نكن يوماً بديلاً عن الدولة، ولا نقبل أن نكون كذلك، وحتى عندما نقدم الخدمات الكثيرة والواسعة من المساعدات، سواء كانت المازوت، أو المساعدات العينية، أو الطبابة، أو ترميم المنازل، أو إعانة الأيتام والفقراء والمحتاجين، أو العمل التربوي أو الاستشفائي، فكل هذه الخدمات التي نقدمها نعتبرها واجباً علينا لأننا في موقع تمثيل الناس وقيادة الناس، ولكنها تبقى جزءاً محدوداً لا يغني عن أن تقوم الدولة بواجبها، وعليها أن تقوم بهذا الواجب، فنحن لسنا مكان الدولة، ولا نقبل أن نكون مكانها، ولا نتحمّل مسؤوليتها إذا قصّرت إلاّ بمقدار ما نكون مشاركين في هذه المسؤولية.
نعمل من أجل إنجاز خطة التعافي من خلال الحكومة اللبنانية، لتكون منطلقاً لإعادة التوازن المالي والاقتصادي والاجتماعي، فمن دون هذه الخطة يصعب أن ينتقل لبنان إلى حالة أخرى، صحيح أن هناك تقصير من المسؤولين في سرعة إنجازها، وندعو إلى الإسراع، ولكن ليكن لديكم علم، أنه يوجد قرار دولي ممنوع إنجاز خطة التعافي قبل الانتخابات النيابية، لأنهم يريدون معرفة من سينجح فيها.
المعروف أن المسكنات لا تنفع، وبالتالي الحاجات الموجودة للناس كثيرة جداً، وهذا التدهور لا تكفيه المساعدات، وهنا نسأل، ما الذي يمنع مثلاً لو أخذت الحكومة اللبنانية قراراً جريئاً باستدراج عروض لبناء محطات كهرباء بدل أن نكتفي بشراء الكهرباء، خاصة أنه يوجد في البنك المركزي لمصلحة الدولة اللبنانية مليار ومئتان مليون دولار من صندوق النقد الدولي، وهذه حصة لبنان، وهي موجودة الآن، ويمكن أن نستخدم منها لبناء معامل للكهرباء، فهل يمكن أن نتقدم إلى الأمام، والنزوح السوري موجوداً، ومسؤولة كبيرة في سفارة دولة أوروبية قالت منذ يومين لأحد إخواننا، يوجد قرار أوروبي أمريكي دولي، بأنه ممنوع أن يعود النازحون إلى بلدهم، ويجب أن يبقوا في لبنان، لأنهم يستخدمون هذا البقاء في السياسة للضغط على لبنان وسوريا في آن معاً، إذاً، هناك مشكلة حقيقية يجب أن نبحث عن حل لها.
لماذا لا توضع أموال المودعين موضع الإعادة من خلال خطة يفهم هذا المودع متى يستعيد أمواله وهي حق له، ونحن ندعو الحكومة أن تكون أنشط، وأن تعمل في هذا الاتجاه، وتأكدوا أن أهم سبب من أسباب أزماتنا هو الحصار الأمريكي والعقوبات واستمرار هذا الحصار والعقوبات حتى ببعض الأدوات اللبنانية التي تروّج وتستخدم هذا الاتجاه.
الكل ينتظر نتائج الانتخابات النيابية على قاعدة أن المجلس النيابي سيتغير رأساً على عقب، ولقد أجرينا استطلاعات رأي في الدوائر الـ15 الانتخابية، وبطريقة علمية، حتى لا يكون تقييمنا مبنياً على تصورات، فتبيّن لنا أن نتائج الانتخابات سيتكون قريبة من تركيبة المجلس الحالي مع تغييرات طفيفة لا تؤثّر على البنية العامة لهذا المجلس، وعليه فإننا نقول لمن يبني آمالاً كثيرة، “ضع رجليك على الأرض”، لأن النتائج ستكون قريبة مع بعض التغييرات، والسبب أن القوى السياسية التي رشّحت في الماضي وحصلت على المجلس النيابي هي نفسها القوى السياسية التي ترشّح وستأخذ نواباً ويكون لها ممثلون في المجلس النيابي، سواء كان اسمهم سلطة أو معارضة أو غير ذلك، وهناك بعض الأفراد المستقلين، وبعض الجمعيات المستقلة من المجتمع المدني، وبعض جماعة السفارة الأمريكية، سوف يكون لهم ترشيحات، وبالتالي هؤلاء سيأخذون عدداً قليلاً من الأصوات لا تؤثّر على الشكل العام والبنية العامة للمجلس النيابي.
لذا، نحن أعلنا ونؤكد أن المقياس بالنسبة إلينا في المجلس النيابي القادم ليس الأكثرية ولا الأقلية، المقياس هو القوى الفاعلة المؤثرة التي تتعامل مع بعضها لمصلحة البلد، ونحن من هذه القوى الفاعلة المؤثرة حيث سيكون لنا دور مركزي وأساسي كما لباقي القوى الفاعلة، وليس الأمر مرتبطاً بتسميات ومصطلحات يقولونها، والجميع كان يسمع في الفترة الأخيرة أنهم يريدون الانتهاء من حكم الأكثرية التي يمثلها حزب الله، وهل يوجد في لبنان حكم أكثرية، ليس الآن، وإنما من الفترة التي كان فيها العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وحتى الآن، لم تأتي حكومة اسمها حكومة أكثرية، هي دائماً حكومة تمثّل المجلس النيابي، والدليل على ذلك، هناك حكومتين للرئيس الحريري أول عهد الرئيس عون، كان فيهما ممثلون عن القوات اللبنانية، وعن الكتائب اللبنانية، وعن الرئيس الحريري، وعن الحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين من الذين لا يحسبون على تيار وخط حزب الله، فهذا ماذا نسميه، هذا حكم منسجم مع تركيبة البلد، وله علاقة بالمجلس النيابي.
نعم حكومة الرئيس حسان دياب لم يدخل فيها القوات اللبنانية، والسبب أنهم هربوا من المسؤولية، لأنهم اعتبروا أن البلد صعب والظروف صعبة، فهربوا من تحمّل المسؤولية، وعليه، فإننا لا نقول لمن هرب من المسؤولية أنه أمل المستقبل، فلقد جربناك “وطلعت خربان”، ولذلك فلا يرسمّن أـحد أنه سوف يغيّر الأكثرية وسيأتي مكانها أكثرية أخرى وما شابه، فهذا البلد يحكم بأوسع درجة من التوافق، وبالتالي فلا يقمن أحد بمراهنات ليست في محلها.
أما جماعة السفارة الأمريكية، هل هناك من يسألهم ماذا قدمت من خدمات للناس في هذه الفترة، لأن أغلب مساعدات السفارة الأمريكية لهم هي التدريب على الديمقراطية، وتمكين المرأة، وحقوق الإنسان، وكيف تصنع تظاهرة حتى تحدث فوضى في البلد فتسقط الحكومة، وكيف يسقط الدم ليغيّر ويحدث ثورة في تركيبة السلطة، هذا ما يتعلمونه، ويدفعون لهم الأموال على هذا الأساس، وراتب الشخص الواحد منهم ما بين الـ2000$ إلى الـ4000$ كي يدرب العالم على الموقف السياسي من أجل أن يغيّر النظام أو تركيبة التأثير، وليس من أجل خدمة الناس، وأحياناً بعضهم يضع صورة لمستودع صغير لا يتجاوز الـ 50 متر مربع، ويضع بداخله 30 كرتونة، فنحن في كل حي عندنا مستودع صغير، ومستودع كبير، ونساعد الناس ولا نتحدث عن ذلك، وهنالك 200 ألف عائلة تستفيد من مساعدات وفق بطاقة عدا عن الخدمات المختلفة، ولن نعدها الآن جميعها، ومع ذلك نقول إننا مقصّرون، لكن بحسب القدرة المتوفرة، ويجب أن يكون هذا عبر الدولة.
جماعة السفارة الأمريكية هؤلاء سيكونون عبئاً على لبنان، وبالتالي هؤلاء ليسوا الحل، فلا هم الآن حلاً، ولا حتى في المستقبل، ولذلك نقول لأهلنا، صوتوا في الانتخابات، لأن صوتكم يعني منع أتباع السفارة الأمريكية وتجاه السفارة الأمريكية من أن يكونا مؤثرين، وهناك قيادات أخرى وجهات أخرى تخالفنا الرأي ولديها تمثيل شعبي، فهذا حقها، فنحن نقبل أن يكون كل واحد في المجلس النيابي بتمثيله، وعندما يعمل لموضوع الوطن، فإننا نحترمه حتى لو كان مخالفاً ومعارضاً لنا، لكن جماعة السفارة الأمريكية والقوات اللبنانية يشكّلون خطراً على مستقبل لبنان، فنحن علينا أن نحمي هذا المستقبل بصوتنا وحضورنا وموقفنا السياسي وصوتنا العالي وخدمة الناس، بأن نكون نحمي ونبني، وهذا هو الموقف الذي نؤكد عليه.

وفي الختام، وزّعت الشهادات على القائدات المكرّمات.