بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد قائد محور المقاومة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، وضمن فعاليات حملة التشجير التي أطلقها حزب الله تحت عنوان “زيتونة سليماني” على طول الحدود المتاخمة لفلسطين المحتلة وتحديداً حيث وطأت أقدام الشهيد سليماني، غرست زيتونة في وادي السلوقي بوادي الحجير، وعلى طريق عام بلدة مركبا، وعلى طريق عام بلدة عديسه، وعند بوابة فاطمة في بلدة كفركلا، وبجانب نصب الاستشهادي عامر كلاكش (أبو زينب) في بلدة الخيام مقابل مستعمرة المطلة، بمشاركة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، ورئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي طاهر ياسين، وعدد من رؤساء البلديات والفعاليات والشخصيات.
وبعد أداء قسم العهد والوفاء أدته ثلة من مجاهدي المقاومة الإسلامية بالسير على نهج الشهداء، تحدث النائب فياض فقال في هذا الجنوب قرب هذه المناطق الحدودية، بدءاً من وادي الحجير إلى مركبا إلى العديسه وكفركلا وصولا إلى الخيام، على طول هذا الخط الذي كان خط نار ومقاومة، وصار خط انتصارات وردع ومقاومة، كان الشهيد سليماني حاضراً دوماً على مستوى الدعم اللوجستي، وعلى مستوى دعم خيارات الشعب اللبناني عبر مقاومته لتحرير أرضه، وردع الكيان الصهيوني، فالخيار هو خيار الشعب اللبناني، وإرادة المقاومة هي إرادته، والقرار قراره، وكان سليماني داعماً لهذا الخيار وتلك الإرادة وذاك القرار.
وأضاف النائب فياض كان هذا الدعم حاضراً وجاهزاً على مستوى المنطقة برمتها لكل مجتمع يريد أن يتحرر من هيمنة أو احتلال، أو أن يتصدى لعدوان يدوس الكرامة الإنسانية وحرية الشعوب، وفي كل ذلك لم يسعَ سليماني يوماً إلى إملاء المواقف أو مصادرة القرارات أو التوجهات أو التدخل في خصوصيات مجتمع من المجتمعات، كان يحركه موقف إنساني وديني وأخلاقي واستراتيجي، أنه من حق هذه المنطقة العربية الإسلامية أن تعيش بحرية وكرامة، لتقرر شعوبها مصيرها، بعيداً عن الاحتلال الصهيوني أو الهيمنة الأمريكية، لأن هذه الدول لأبنائها وهم يقررون مصيرهم، لكن هذه المواقف لا يمكن لأولئك الذين بنوا كل تاريخهم على الارتهان والارتزاق والانصياع للقوى الخارجية، أن يستوعبوها أو يستوعبوا هذا النهج الإنساني التحرري الثوري الذي يرتكز إلى أولوية حرية الشعوب وقدسية الكرامة الإنسانية.
وتابع النائب فياض ولأن بالمحصلة وجه المنطقة أخذ بالتغيّر، فإن أمريكا أكثر ضعفاً وأقل تأثيراً، ومسارها خلال ثلاثة عقود من الحروب المدمرة في المنطقة هو الإخفاق والانتقال من فشل إلى فشل، وعليه، فإن مقاومات الشعوب على مستوى المنطقة باتت مثمرة، ومئال أميركا وإسرائيل المزيد من الفشل والهزيمة، كما فشلت وهزمت في تجارب العقود الماضية.
وأردف النائب فياض من المؤسف والمخزي أن دولاً عربية لجأت إلى خيار التطبيع والاقتراب من العدو الإسرائيلي وإقامة العلاقات الدبلوماسية معه وربما التحالف معه، في تموضع جديد للتعويض عن فشل الغطاء الأمريكي وانكفائه عسكرياً تحت وطأة الهزائم والاخفاقات، عوض التموضع في معادلة الشعوب، وخياراتها التاريخية وتطلعاتها في الحرية والاستقلال ونصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والسعي لبناء نظام إقليمي عربي إسلامي خارج الهيمنة الأمريكية، ويقوم على التعاون الأخوي والتكامل الإيجابي بين مكوناته الطبيعية.
وأشار النائب فياض إلى أنه في لبنان ثمة تحدٍ استراتيجي يعطل على اللبنانيين إمكانية الاستفادة من حقوقهم في الموارد النفطية والغازية البحرية، نتيجة العدوانية الإسرائيلي والمؤامرة الغربية التي تمنع الشركات من استخراج النفط والغاز حتى من البلوكات الأخرى خارج المنطقة التي استحوذ عليها العدو.
وقال في ظل الأزمة الاقتصادية الاجتماعية، تتضاعف حاجة اللبنانيين لهذه الثروة التي تشكّل خشبة خلاص لا غنى عنها، متسائلاً كيف يمكن للبنان أن يستعيد ويصون حقوقه هذه من غير الاستناد إلى ركيزة القوة التي تشكلها المقاومة، وكيف يتسنى للبنان أن يفرض على الآخرين أن لا يستهينوا بموارده إذا لم يكن لدى لبنان ما يلجأ إليه من عناصر قوة وتوازن تشكلها المقاومة.
وختم في الذكرى السنوية لاستشهاد القائد الكبير قاسم سليماني الذي وقف إلى جانب المضطهدين والمستضعفين على مدى المنطقة برمتها، ولم يتخلَ عن مؤازرة الشعب اللبناني في مقاومته من أجل حريته وكرامته وسيادته، نقدّم له كل الوفاء والتقدير.
وفي سياق متصل، غُرست “زيتونة سليماني” في بلدة الناقورة، وكذلك في بلدة مروحين، بمشاركة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وجمع من الأهالي.
الشيخ دعموش وفي كلمة له عقب الغرس قال، إن هذا الغرس المبارك في الأرض التي وطأها الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، هو تعبير عن بعض وفائنا وشكرنا وتقديرنا لعطاءات وتضحيات هذا القائد الجهادي الكبير لما قدمه لنا هنا في لبنان وفي فلسطين وفي كل المنطقة، لأن الشكر للشهداء هو جزء من الوفاء لهم، فالشهيد القائد الحاج قاسم سليماني هو عنوان ورمز ونموذج ومصداق للقائد الجهادي الإسلامي الحقيقي الذي صنعه الإسلام، وصنعته مدرسة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وصنعته قيم ومفاهيم الثورة الإسلامية المباركة.
وأضاف: نحن نقف هنا لنعبّر عن وفائنا وشكرنا وتقديرنا وإجلالنا وتعظيمنا لهذا القائد الجهادي الكبير، الذي دعم لبنان ووقف إلى جانبه وإلى جانب هذه المقاومة ودعمها بكل ما تحتاج إليه، ومن ورائه الجمهورية الإسلامية في إيران، التي وقفت ولا تزال تقف إلى جانب لبنان.
وتابع: إن أهلنا في هذا البلد يعبّرون أيضاً عن وفائهم وشكرهم وتقديرهم لتضحيات الحاج قاسم سليماني الذي احتضن المقاومة، ولدعمه ومساندته للبنان وللمقاومة الإسلامية، برغم كل الحملات الإعلامية والسياسية والنفسية التي تحاول أن تضغط على عقولهم من أجل أن يتخلوا عن خيار المقاومة.
وأردف: إذا كان البعض يعتقد أنه على أبواب الانتخابات النيابية في لبنان يمكن أن يؤثّر من خلال تحريضه وتضليله وأكاذيبه وافتراءاته بحق هذه المقاومة على قلوب وعقول أهلنا وبيئتنا ومجتمع هذه المقاومة، فهو مخطئ وواهم، لأن من أعطى دماءه وصبر وتحمّل خلال كل العقود الماضية، لا يمكن أن يقع تحت تأثير التضليل والتحريض والأكاذيب والافتراءات التي تساق ضد المقاومة اليوم، كما لا يمكن أن يخضع أو أن يستسلم للأعداء ولمشروعهم.
وختم مؤكداً أهلنا متمسكون بهذه المقاومة وسيعبّرون عن تمسكهم بها وبكل خياراتها الوطنية من خلال مشاركتهم الفاعلة في الاستحقاق النيابي الذي نعمل على أن يكون لنا فيه وفي المجلس النيابي القادم حضوراً قوياً ومؤثّراً من أجل أن نكمل هذا المسار في حماية بلدنا والمقاومة وخدمة أهلنا الأوفياء والشرفاء.