غداء تكريمي للدكتور رهيف فياض دعا إليه مكتب سنابل للدراسات الحضرية والتصميم المعماري بشخص المعمار جمال مكة ضم الحفل نخبة من الأساتذة الجامعيين والمعماريين والمهندسين وشخصيات رسمية ونقابية… من أصدقاء ومحبي الدكتور رهيف.
تخلل الغداء كلمة ترحيب بالدكتور والحضور ألقاها المعمار جمال مكة تكلم فيها على الفكر المعماري للدكتور ونظرته إلى العمارة العربية الفاقدة للهوية والتي تمتلك صفة التبعية حيث-كما يقول- لا عمارة عربية اليوم بل عمارة في الوطن العربي داعيًا إلى عمارة المقاومة التي هي ابنة البيئة والمكان… وعرض لرؤيته المعمارية لوسط بيروت وسوليدير التي تفتقر إلى شروط جودة الحياة لأنها محت الساحات والأسواق ولغتها من الثقافة واستبدلتها بأبراج لا نعرف ساكنيها وقتلت المجال العام وطردت الفقراء وحولت بيروت إلى مدينة للأغنياء، وبذلك باتت بيروت طاردة لسكانها وجاذبة للمستثمرين. واختتم الكلمة بذكر مؤلفاته التي أثرت المكتبة المعمارية والتي نلمس في محتوياتها ثقل الوجع والأسى والحسرة لما آلت إليه عمارتنا… داعيًا إلى عمارة الهوية والشخصية والانتماء.
وألقى المحتفى به الدكتور رهيف كلمة شكر فيها المعمار جمال مكة على مبادرته وشكر الحاضرين على تلبية الدعوة والذين يعرفهم جميعًا وهو كان مدعاة سروره وفخره، لأن التكريم ليس مفتعلًا وإنما تكريم الحبيب لأحبته- كما عبر. وأعاد التأكيد في كلمته على ما تحدث به المعمار جمال مكة حول سوليدير معبرًا عنها بأنها شريكة الهدم والردم وليست شريكة البناء فهي تهدم لتردم. كما شدد على العمارة المقاومة لأن المقاومة برأيه ليست مقاومة الإنسان فقط وإنما مقاومة المحيط والبناء وكل ما يتحرك حولنا لتكتمل صورة المقاومة.
وفي نظرة محببة وطريفة وصف صورة مكان التكريم (الساحة) بأنه مكان لافت: حجر رملي وأنوار خافتة مع أناس نحبهم وهنا اكتمال الصورة. لأن العمارة-كما عبّر- حضن المكان وموئل المكان فهي لصيقة المكان مهما تكن الصفة التي نطلقها عليها، والتي تتجلى مقاومتها الرئيسة بأن تعشق المكان وأن تبدو فيه وكأنها بنيت في هذا المكان منذ أن كان المكان. وختم كلمته معيدًا شكره ومفاجأته بهذه الدعوة التي كانت فوق ما يتوقع.
إدارة الساحة وإدارة مكتب سنابل تشكر بدورها المعمار الأول والكبير الدكتور رهيف فياض وتتمنى له العمر المديد والعطاء السخي الذي لا ينضب.