أُلحقت أدوية الأمراض المزمنة بغيرها من حاجيات المواطن منزوعة دعم، ولو بشكلٍ جزئيٍ، لتطال شريحةً واسعةً من الشّعب اللّبناني، بعد أن انقطعت من الأسواق ما دفع المرضى للجوء إلى “السوق السوداء” لتأمينها، فهل يحلُّ رفع الدعم الجزئي أزمة فقدان الدواء المُزمن؟
وكان وزير الصحة فراس الأبيض قد أعلن أنَّ النظام الصحي والمالي إنهار في لبنان والمال الموجود لا يستطيعُ تغطيةَ كلِّ احتياجات المواطنين من الدواءِ والخدمات الصحية الضرورية، مؤكدًا أنَّه سيُرفع الدعم عن أدوية الأمراض المزمنة جزئيًا. ليصدر اليوم قرارين بتخفيض دعم مجموعة من أدوية الأمراض المزمنة.
هذا القرار أثار حفيظة المواطنين، إلّا أنّ الصيادلة تقبّلوه كأفضل الأسوأ بين الخيارات، وفي هذا السياق، أشار نقيب الصيادلة غسان الأمين في حديثٍ لموقع “العهد الإخباري” إلى أنَّه منذ 4 أشهرٍ ونصف لم يستورد لبنان الأدوية المُزمنة لأنَّ مصرف لبنان ليس لديه المال لصرف الاعتمادات ما جعل المستوردين يتوقّفون بالمقابل عن استيراد الدواء، موضحًا أنَّ البديل صار الدواء المهرَّب الذي يُباع بأسعارٍ خيالية من دون أن يُعرف طريقة تخزينهم وإن كانت لهذه الأدوية المواصفات لإعطائها للمرضى.
وبيَّن أنَّ وزير الصحة فراس الأبيض وجد حلًا وسطيًا لهذه المشكلة عبر رفع الدّعم الجزئي عن الأدوية المُزمنة كالتالي: الأدوية الرخيصة بقيت مدعومة بنسبة 25%، أمّا المتوسطة فهي مدعومة بنسبة 45%، والمرتفعة السعر بقيت مدعومة بنسبة 65%، وذلك بالاتّفاق مع مصرف لبنان والمستوردين.
ورأى الأمين أنَّ عدم رفع الدّعم بدون وجود دواء ينعكس سلبيًا على المواطنين والصيادلة لأنَّ الدواء غير متوفّر للبيع أو الشراء، والحال نفسه في حال رُفع الدّعم جزئيًا لأنّ الغلاء سيحول دون قدرة المواطن على الشراء والصيادلة على البيع.
وأضاف لـ “العهد”: “الأهم أنَّ الدواء توفّر لمنع الاحتكارات واستغلال الناس وحرصًا على المرضى لأنّ نوعية وجودة وصلاحية الأدوية مضمونة”.
وعن إمكانية رفع الدواء عن أدوية الأمراض المستعصية، لفت الأمين إلى أنَّ حاكم مصرف لبنان تعهَّد بأنّه سيُبقى الدّعم عليها، ذاكرًا أن لا شيء مضمونٌ في المستقبل سواءً الدّعم الكلي للأدوية المستعصية أو الجزئي للمزمنة.
وأصدر وزير الصحة فراس الأبيض قرارين حدّد فيهما نسب دعم الأدوية الآتية:
– المواد الفعالة Fentanyl ـــ Oxycodone ـــ Morphine بجميع أشكالها الصيدلانيّة ما عدا الحُقن (Injectable)، تُدعم شريحة A1 بنسبة 45%، أمّا شريحة A2 وشريحة B فتُدعم بنسبة 65%.
– أدوية علاج الصرع (Epilepsy) و(Parkinson) والاكتئاب (Anti-Depressants) وأدوية (ADHA) Attention-deficit/hyperactivity disorder، تُدعم شريحة A1 بنسبة 45%، أمّا شريحة A2 وشريحة B فتُدعم بنسبة 65%.
– أدوية القلق (Anxiolytics) وأدوية الإدمان (Buprenorphine – Suboxone)، تُدعم كلّ الشرائح بنسبة 80%.
– أدوية الـInsulin المستوردة، تُدعم شريحة A1 وA2 بنسبة 60%، أمّا شريحة B وشريحة C فتُدعم بنسبة 75%، على أن يُحدّد سعر صرف الدولار الأميركي لهذه الأدوية استثنائياً بنسبة 80% من سعر الصرف في الأسواق اللبنانية، أي يحسم 20%، وذلك لفترة أقصاها 31 كانون الأوّل المُقبل، على أن يتوقّف العمل بالحسم بعد انتهاء هذه الفترة.
وتسري نسب الدّعم هذه، وفق ما ورد في القرارين، على الأدوية التي دخلت إلى لبنان بموجب بيان جمركي بعد 1 تشرين الثاني الجاري.