مع دخول قوافل الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني التي أعلن عنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله الأراضي اللبناني، كاسرة الحصار الأميركي الظالم، انهالت التبريكات بهذا الإنجاز الوطني.
وزير العمل مصطفى بيرم أكد في حديث لقناة “المنار” أن لبنان كسر بقوافل الصهاريج المحمّلة بالمازوت الإيراني حصارًا تاريخًا ظالمًا لم تقدر على كسره الدول، واعتبر أن دخول الصهاريج المحمّلة بالمازوت الإيراني إلى لبنان هو عمل استراتيجي يكرس معادلة الاقتدار.
في السياق نفسه، قال وزير الأشغال علي حمية لقناة “المنار” إن قرار استيراد المازوت سيادي مبني على الحرص على المواطن وعلى كل لبنان، مشددًا على أن الحصار الامريكي على لبنان كسر وبات وراءنا.
من جانبه، إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني رأى أن وصول قافلة الصهاريج المحملة بالمازوت الإيراني الى لبنان هو انتصار جديد للمقاومة على العدو الصهيوني الذي ثبت للجميع أنه اجبن من أن يفكر بضرب هذه القافلة لأنه يعلم جيدًا تحذير الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أطلقه عند اعلانه عن البواخر الإيرانية وكيف سيتعاطى مع اي عمل عدواني قد يطالها، مما يعني أن العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة، وما نراه اليوم هو ثمرة وجود هذه المقاومة التي كسرت القرار الأميركي.
وأضاف إن ما رأيناه اليوم يدفعنا للتمسك أكثر بالمقاومة وعدم التفريط بسلاحها.
وختم الشيخ العيلاني بالقول: “من المفترض أن يكون المشكك بكلام السيد نصر الله وبوصول المازوت الإيراني صدّق ما قاله صاحب الوعد الصادق الأمين على المقاومة الذي اذا قال فعل”.
من جهته، رحب النائب السابق إميل إميل لحود بوصول صهاريج المازوت من إيران عبر بانياس الى لبنان، شاكرًا “إيران على هذه المساهمة التي كان لبنان بأمس الحاجة إليها، وسوريا التي من دون أي مراجعة وقفت الى جانب لبنان كما عادتها، من دون تمنين”.
وقال لحود في بيان: “الشكر الأكبر لحزب الله الذي كان واضحًا من خلال كلام السيد حسن نصر الله أن المحروقات ستكون لجميع اللبنانيين، فالحزب الذي لم يبخل بتقديم شبابه دفاعًا عن الأرض، ولن يبخل على سكان الأرض بالمازوت”.
ورأى أن “هذه الخطوة سهلت أمور الناس، والأهم أنها دفعت الولايات المتحدة الأميركية الى إعادة النظر بتعاملها مع لبنان، لا بل هي قامت بردة فعل سريعة عبر السماح باستجرار الغاز، كما ساهمت في حلحلة الأمور وولادة الحكومة، وتراجع سعر الدولار”.
واعتبر أن “ما قام به حزب الله خطوة استراتيجية تتعدى تأمين حاجة السوق اللبناني من المحروقات في فترة انتقالية بين الدعم ورفع الدعم”، مؤكدًا أنه “يجدر التوجه بالشكر الى “حزب الله” الذي دفع الولايات المتحدة الأميركية الى أن تفعل ما لم ينجح أتباعها في لبنان بإقناعها بفعله، وهو أن تقوم بمساعدة لبنان بدل حصار شعبه”.
من ناحيته، تقدم اللقاء العلمائي في “هيئة علماء بيروت” في بيانٍ بـ “الشكر والتقدير للجمهورية الإسلامية الإيرانية على وقوفها الى جانب الشعب اللبناني في محنته وهمومه المعيشية والضائقة غير المسبوقة، على الرغم من الحصار الاميركي الظالم الذي تعاني منه إيران، موقف شجاع، وموقف أخوي وانساني، كنا نتمنى أن يبادر أشقاؤنا العرب لاغاثتنا وليس الوقوف والتفرج على معاناتنا، فلبنان أليس بلدا عربيا”.
ولفت البيان الى انه “انجاز كبير يضاف الى سجل المقاومة الحافل بالعطاء، من عطاء الدم ذودا عن الوطن، الى الوقوف الى جانب المواطنين في لبنان، كل لبنان بلا تمييز بين أي من أبنائه ، في المحن التي أصابته في أمنه ومعيشته واقتصاده في ظل الفساد المزمن المستشري، وإمعان الإدارة الأميركية في ممارسة ضغوطها لفرض شروطها”.
وأشاد البيان “بما قامت به المقاومة من استقدام الوقود من أجل التخفيف عن شعبها، وبهذا الذي بحق يعتبر تحريرًا اقتصاديًا لأنه كسر الحصار وسيواجه الاحتكار، وأدخل لبنان في معادلة المقاومة، معادلة العزة والكرامة الوطنية لحماية لبنان في أمنه واقتصاده”.
بدورها، هنأت “حركة التوحيد الاسلامي” اللبنانيين في بيانٍ على “إنجاز أولى خطوات كسر الحصار على لبنان، من خلال إدخال النفط الايراني الى البلاد عبر سوريا”، معتبرة أنه “بعد سلسلة الانتصارات الأمنية والعسكرية للمقاومة، ها هي تحقق هزيمة مدوية بحق الاستكبار العالمي في ميدان الاقتصاد”، مشيرة الى أن “معادلات جديدة تخطها قوافل الوقود التي تتخطى كل الحدود والسدود، لترسم توازن الرعب مع العدو ومن ورائه أنظمة الذل العربي والشيطان الأميركي”.
كما حيَّت الحركة “الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على وعده الصادق وقيادته الحكيمة”، مؤكدةً “الامتنان للجمهورية الإسلامية في إيران قيادة وشعبا لتعاونها الكبير في ظل الحصار المطبق عليها، ولا ننسى سوريا التي ما انفكت تقف الى جانب الشعب اللبناني على الرغم مما تعيشه من حصار ظالم ومؤامرات دولية غير مسبوقة”.
كذلك، حيا رئيس “تيار صرخة وطن” جهاد ذبيان في بيانٍ “قيادة المقاومة، وعلى رأسها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على الخطوة الجبارة والمتقدمة المتمثلة بالبواخر الايرانية والتي تشكل توأمة للانتصارات المتواصلة لمحور المقاومة من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان”.
ورأى ذبيان أنَّ “اهمية وصول النفط الايراني الى لبنان، وليس فقط لكسره الحصار الأميركي الجائر، بل لكونه أيضًا يمثل أهمية استراتيجية مماثلة لانتصار العام 2000 ودحر العدو الصهيوني عن جنوب لبنان وانتصار تموز في العام 2006 ودحر الإرهاب والتكفير على الحدود بين لبنان وسوريا”، لافتًا إلى أنَّ “مرور قافلة الصهاريج من بانياس الى البقاع هو ببركة هذه الانتصارات وبركة الانتصار على الإرهاب والتكفير”.
وأكَّد أنَّ “محور المقاومة هو محور الامداد وكسر الحصار القسري والقيصري”، مشيدًا بالموقف الجريء والداعم للقيادة السورية، والذي يشكل تكاملًا مع لبنان وإيران، معتبرًا أنَّه “كما اختلطت الدماء على اراضي الانتصارات، سيكون هناك اقتصاد مشترك يعزز من حضور هذا المحور ومناعته”.
ونوه بـ “خطوة المقاومة بتوزيع المازوت بشكل مجاني لمدة شهر على المؤسسات الصحية ودور الايتام والعجزة، وكذلك تخصيص كميات بسعر الكلفة للافران واصحاب المولدات”، مشددًا على أنَّ “هذه الخطوة تؤكد البعد الوطني للمقاومة والتكامل بينه وبين الناس، كما تضع حدًا لجشع التجار وفواتير الاشتراكات الخيالية وفلتان الأسعار الذي ينهك الناس ويجوعهم ويساهم في الحصار وتنفيذ الاجندات المشبوهة”.
هذا، وهنأ تجمع علماء جبل عامل في بيانٍ “اللبنانيين جميعًا بالإنجاز الكبير الذي حققته قيادة المقاومة باستقدام باخرة النفط الإيرانية، التي كسرت حصار الغطرسة الأميركية، والتي ستساهم في تخفيف الضغط عن كاهل المواطن اللبناني، وتيسر أمور حياته، والتي ستضرب في مكان ما الاحتكار والكارتيلات المتحكمة بالسوق اللبنانية والمستغلة للأزمة الراهنة”.
وأشاد بـ”مسؤولية المقاومة وإحساسها بهذا الشعب الوفي والأبي الذي حمل على كاهله الكثير من الألم نتيجة الحصار الأميركي والاحتكار وسوء الإدارة”.
وعبر عن استغرابه لـ”خروج بعض أصوات النشاز، التي تحاول التشويش وانتقاد هذا الإنجاز الذي سينعم به المواطن اللبناني بكل أطيافه وانتماءاته، وإن دل ذلك على شيء فعلى عدم شعور هذا البعض بوجع المواطنين، وعلى تآمرهم مع أعداء هذا البلد”.
وتوجَّه التجمع من “قيادة المقاومة وشخص الأمين العام السيد حسن نصرالله، بجزيل الشكر وخالص الدعاء على هذا العمل المبارك والجهد الجبار الذي بذل في سبيل تخفيف آلام اللبنانيين جميعا”.
كما شكر أيضًا “الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، وكل الذين ساهموا في إيصال هذه الباخرة والمساعدات وما سيليها من بواخر متوجهة إلى لبنان”.
من جهته، قال رئيس جمعية “قولنا والعمل” الشيخ أحمد القطان “قافلة العزة والكرامة وصلت لكسر الحصار عن أهلنا وشعبنا في لبنان عموما وفي البقاع خصوصا”.
وأكَّد القطان في بيانٍ “أهمية توزيع هذه المادة على كل من يحتاجها لعلنا بذلك نخفف من وطأة الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه، وتكون مناسبة لتحريك عجلة المؤسسات التي ستستفيد من مادة المازوت”.
وأردف “نحن إذ نشكر السيد على ما يقوم به من تقديمات لكل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والحزبية والمذهبية، نتمنى أن تكون باخرة كسر الحصار والبواخر الأخرى الآتية خلال الأسابيع والأشهر القادمة، سببا في التخفيف أكثر وأكثر عن أهلنا في البقاع، خاصة مع قدوم فصل الشتاء”.
بدوره، اعتبر الحرس القومي العربي في بيانٍ أنَّ “مع وصول الدفعة الأولى من صهاريج النفط الإيراني إلى لبنان اليوم، المقاومة كسرت الحصار وإلى الأبد، وتردُّ كيد من صنعوه، وتُثبت للعالم مرة أخرى أنَّ القوة هي لحظة قرارٍ لا يمتلكه إلا أصحاب الحق وأهله”.
وأضاف البيان “هي لحظة الانتصار في عصر ولى فيه زمن الهزائم، وصارت المقاومة فيه هي صاحبة القول الفصل والكلمة الأخيرة، بينما يبتلع العم سام لسانه، فالسلاح الذي حرر الأرض هو ذاته من يحمي الإنسان من عبودية السيد الأبيض في البيت الأسود”.
وتابع “قوافل النصر التي مرت من سورية فوق ركام سايكس وأنقاض بيكو، لتكسر زمن الهيمنة الأميركية، ومنظومة الاحتكار العالمي المتمثلة بالناهب الدولي القائم أساسا على جوعنا وبردنا وعطشنا”.
وبارك الحرس القومي العربي لحزب الله هذا الإنجاز الكبير والانتصار التاريخي في ميدان السياسة والاقتصاد والذي لا يقلُّ أهمية عن انتصاره العسكري في تموز وآب 2006، شاكرًا الجمهورية الإسلامية في إيران ناصرة الحق ونصيرة المستضعفين، والجمهورية العربية السورية حاضنة المقاومة وعرينها.