لم يكن في الحسبان أن تخسر الشابة مروى قدرتها على المشي. فحادث سير قلب حياة ابنة مشغرة رأسًا على عقب. 24 من حزيران الصيف الماضي، تاريخ تحفظه الشابة جيدًا.. كانت في طريقها لعملها حين دوّى صوت الإصطدام على مسمعها. يومها أنقذ اللطف الإلهي مروى من كارثة، إلا أن الحادثة خلّفت كسورًا شديدة في عامودها الفقري.
طبيًّا كسور العامود الفقري أضعفت الحبل الشوكي. وفعليًّا فقدت الشابة ابنة الـ24 ربيعًا وظائفها الحركية وباتت لزيمة كرسيّ مدولب.
“ليس من السهل تقبّل الأمر”، تقول الشابة في حديثها لموقع بنت جبيل، فقد دارت في دوامة كآبة.
فمروى التي اعتادت أن تكون رسول مساعدة للمرضى، باتت بحاجة لمساعدة لتلبية أمورها الحياتية اليومية.. ولعل أسوأ ما مرت بههو الشعور بأنها مجرد “عبء” على من حولها! والجدير ذكره أنها ممرضة حازت على شهادة تمريض من الجامعة اللبنانية وكانت في سنتها الأخيرة للحصول على درجة الماجستير في مكافحة العدوى. كما خططت لمتابعة الدكتوراه بعد ذلك.
تقول أن أمها تصفها بالزهرة الطيبة المقطوعة من الجذور. واللافت أن أهلها هم السند الفعلي والمعنوي والمادي. فمنذ اليوم الأول للحادث تتحمل هي وأهلها كامل تكاليف العلاج، وتقول أن المستشفى الذي كانت تعمل فيه لم يشملها في “التأمين”.
أما اليوم فبات الوضع أسوأ، إذ خسر والدها كل الأموال التي ادخرها في البنك حصيلة عمله في الخارج، نتيجة للأزمة اللبنانية. وما بقي في جعبة العائلة لا يكفي لأكثر من شهرين.
تضيف مروى أن الطبيب حثهم على متابعة رحلة العلاج خارج لبنان، لعدم توفر تجهيزات كافية لمتابعة حالتها في لبنان. وبناءً عليه، تواصلت مع شركة في تركيا ليتبين أن التكاليف تفوق قدرة العائلة وقد يستمر العلاج من 18 إلى 24 شهرًا.
تقود مروى كرسيها المدولب في المنزل، يمكنها التحكم بذراعها والإبهام ويمكنها تحريك رقبتها، تشعر بقدمها اليسرى فقط، وتطول المعاناة.
وقد تحدت صاحبة الإبتسامة الناعمة كل المشقات بصلابة وإيمان، ووصلت إلى طريق لا يمكن استكماله إلا بالدعم المادي. وللغاية أعد الاهل والأحبة حملة مساهمات “أونلاين” لأجلها. فهل تفلح “قمرة مشغرة” بإستعادة قدرتها على المشي؟
داليا قاسم بوصي – بنت جبيل.أورغ
لمساعدة مروى: Help Marwa Walk Again!