تحت عنوان هكذا تُصبح أسعار المحروقات بعد رفع الدعم، كتبت باسكال أبو نادر في النشرة: الحديث عن رفع الدعم بات حالياً هو الشغل الشاغل للناس ولا أحد يعرف ما ستكون عليه الأسعار في حال إتخذ الإجراء فعلياً، لأننا حالياً نعيش في بلد يأكل فيه التجّار الأخضر واليابس، وكل الخوف من مسألة رفع الدعم ليس من إرتفاع الأسعار بل من إستغلال بعض العصابات لشعار رفع الدعم “لتحليق الاسعار”.
إن رفع الدعم إن حصل سيؤدي إلى رفع كلفة كل الخدمات من أيّ نوع كانت، والارتفاع بالأسعار لن ينسحب فقط على المواد الغذائيّة بل سيتعدّاه الى المحروقات ما يعني إرتفاعا في أسعار المازوت والبنزين الغاز، وهذا الأمر سينعكس على فاتورة الكهرباء والمولدات والنقل والصناعات المحلية… فكيف ستصبح أسعار المحروقات والغاز؟.
حالياً يحصل مستوردو البنزين والمازوت على نسبة دعم تصل الى 90% من مصرف لبنان ويصل على اساسه سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان الى 40400 ليرة والبنزين 95 أوكتان الى 39300 ليرة، الديزيل أويل 27500 ليرة وسعر قارورة الغاز 27400 ليرة. وفي هذا السياق تشير مصادر مطلعة على الموضوع الى أنّ “الأسعار تختلف كثيراً كلما إختلفت نسبة الدعم، فمثلاً إذا إنخفض الدعم الى 50% فإن سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان سيصل الى 89800 ليرة، البنزين 95 أوكتان 86500 ليرة، الديزيل أويل 68600 ليرة أما قارورة الغاز فسيبلغ سعرها 59000 ليرة لبنانية”.
صحيح أن فكرة رفع الدعم أصبح أمراً واقعاً ولكن حتى الساعة لا تأكيد على رفعه كلياً، إذ بحسب المعلومات قد يترك الدعم على البنزين بنسبة تتراوح ما بين 15% و20%. وهنا تلفت المصادر الى أنه “بعد رفعه بنسبة 80% سيبلغ سعر صفيحة البنزين 98 أوكتان 126900 ليرة، البنزين 95 أوكتان 122100 ليرة، أما الديزيل أويل فسيصل الى 100 الف ليرة لسعر الصفيحة”.
طبعاً إرتفاع المازوت سيؤثّر بشكل أساسي على سعر المولّدات الكهربائية. إذ تضيف المصادر: “حالياً سعر الكيلوات هذا الشهر على اساس سعر الصرف في السوق السوداء 12400، وسعره يبلغ 980 ليرة، في حال رفع سعر الصفيحة أربع مرات فمن الطبيعي أن يرتفع سعر الكيلوات أربعة أضعاف أيضاً، هذا إذا إستقرّ سعر العملة الخضراء على 12.400 ليرة ولم يرتفع أكثر، وبالتالي حكماً فاتورة المولد سترتفع أربعة أضعاف على أقل تقدير”.
أبلغ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المعنيين أن نهاية شهر أيار هو الموعد الأقصى لرفع الدعم لأن لا وجود للأموال لذلك، ولكن في حال التنفيذ فحكماً سينسحب على سعر صرف الدولار الذي بدوره سيرتفع بشكل كبير لأنّ الطلب سيزداد عليه في السوق السوداء ما يعني جنوناً إضافيا في الأسعار… ويبقى الأهمّ أن إرتفاع أسعار المحروقات وتحديداً المازوت سيؤثّر على أمور كثيرة أساسيّة، فهل يتجرّأ المعنيون على القيام بهذه الخطوة أم أنّ رفع الدعم عن هذا القطاع سيكون بنسب معيّنة؟!.