بسم الله الرحمان الرحيم
“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” . صدق الله الغلي العظيم.
ولد الشهيد في بلدة العباسية في 9-1-1988 ، ترعرع في البلدة التي أحبته وحضنته ، في ظل عائلة محبة للمقاومة والمقاومين ، تابع تحصيله العلمي في مدرسة الليسيه حناويه ، ثم انتقل الى ثانوية العباسية الرسمية وتخرج منها من قسم العلوم العامة بدرجة جيد.
تميز بهدوئه واتزانه وثقافته وقد أحبه كل من عرفه ، فكأن سمة الشهادة كانت على وجهه وفي وجدانه منذ طفولته.
تميز بشخصية واعية مدركة ومؤثرة بمن حوله، إذ كانت لديه قدرة كبيرة في التأثير على الآخرين ومحاكاة عواطفهم وأسرارهم مما جعل لديه الكثير من الصداقات ممن هم أصغر من عمره وأكبر.
في ثانوية العباسية، أحبه معلموه وامتاز باجتهاده ، وقد حصد الكثير من الصداقات حتى مع معلميه ومعلماته ، إضافة الى مدير المدرسة ، فكان عنوانا طيبا للانسان الكبير والخجول المثابر والغامض في الوقت نفسه ، وهو الذي كان يناقش في الجهاد دون أن يدري الآخرون أنه من المجاهدين.
تخرج من ثانوية العباسية عام 2005 ، درس في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية وفي جامعة ال L.I.U وال C&Eدرس هندسة الإتصالات وقد عشق هذا الاختصاص.
في الجامعة انخرط في صفوف التعبئة التربوية في حزب الله ، وبدأت مسيرة عمله الجهادي والتعلمي.
صورة محمد والمسجد رسمت شخصيته وتلازمت مع حياته وإيمانه ، فهو الذي كان يئمّ المصلين من الشباب والمسنين، وحتى الصغار، وتحكي صفوفهم حكاية إيمانه وطهارته وحنانه الوادع وسلوكه الطيب ليترك أثرا لا يمحى وروحا لا تغيب عن جدران المسجد.
أما محمّد المجاهد الفتى الهادىء الذي كنا نراه دون أن نعرفه كان عبدا صالحا ومتواضعا راهب في الليل وليث في النهار هذا هو المجاهد أبو تراب.
كان محمد مجاهدا ومقاتلا ، خضع للعديد من الدورات العسكرية والإختصاصات القتالية وبات عنصرا مقاتلا في صفوف حزب الله وبين محاور المجاهدين ، وعلى منصات القتال وفي قلوب خطوط النار حيث الرصد والنضال والترقب كان محمد أبو تراب.
لم يترك محمد البندقية ، لقد رسمها في قلوب أحبائه ، في عقول زملائه ..
ارتفع محمد شهيدا حيا باقيا: “بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله” هذا هو محمد علي حسون نبع دافق بالعزم والحياة والجهاد..
مثواه ضريح الشهادة ،ينام قرير العين.
أخانا فزت والله بفوز الشهادة ، سنذكرك ما دام في القلب رسم شهيد..
ما دام في القلب رسم لصورتك التي لن تغيب..
استشهد محمد بتاريخ 20 / 4 / 2008 أثناء قيامه بواجبه الجهادي وتكليفه الشرعي في حادث سير مؤلم على طريق معروب، وشيع في البلدة التي حضنته في جنازة كبيرة أظهرت حب الناس لهذا الشاب العاملي.