جاء في صحيفة “نداء الوطن” في مقال للكاتبة باتريسيا جلاد:
تقول المديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه أورور فغالي لـ”نداء الوطن” أن “إصدار تسعيرتين للمحروقات لا تعني أن السعر سيسجّل إرتفاعاً دورياً تمهيداً لرفع الدعم الكلي عنه”. فسبب صدور تسعيرتين يعود الى التمكن من مواكبة تغيّر سعر صرف الدولار الذي سجّل ارتفاعاً يومياً مستمراً منذ أيام محققاً 15 ألف ليرة. فإذا ارتفع سعر الصرف ترتفع معه أسعار المحروقات وفي حال انخفض تنخفض معه وفقاً لنسبة الـ10% فقط”.
وشرحت أنه “تمّ التوافق مع غجر على إصدار تسعيرة يوم الإثنين وأخرى يوم الخميس، ولكن بما أن الفترة الزمنية قريبة جداً قررنا تعديلها هذا الأسبوع لتصبح يومي الإثنين والجمعة، باعتبار أن استهلاك البنزين يرتفع في الـ”ويك أند” بنسبة نحو 50%”. وبالنسبة الى التسعيرة المعتمدة لسعر صرف الدولار، ليصار على أساسه تحديد سعر صفيحة البنزين، قالت إنه “يحتسب متوسط السعر للأيام الأربعة التي تسبق يوم صدور جدول تركيب الأسعار”. وفي ما يتعلّق بتحديد قيمة الـTVA، أكّدت أنها نسبية وغير ثابتة فهي تتغير نسبة الى سعر الصفيحة المحدد، أما الجعالة لأصحاب المحطات، فهي من شأن وزارة الأشغال العامة والنقل التي تحدّدها زيادة أو نقصاناً حسب كلفة نقل المحروقات بالصهاريج”.
اذاً، عنصران يتدخلان في تحديد سعر صفيحة البنزين: سعر صرف الدولار بالسوق السوداء لنسبة 10% فقط، وسعر النفط العالمي والذي يحتسب في لبنان على اساس “البلاتس” أي السعر الذي سجّله برميل النفط عالمياً، في الأسابيع الأربعة السابقة لتاريخ صدور التسعيرة عن وزارة الطاقة.
رأي أصحاب المحطات
ولكن هل صدور التسعيرتين من شأنه أن يريح أصحاب المحطات فيتمكنون من مواكبة تقلّبات سعر الصرف ما يشفي غليلهم؟ عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس أوضح لـ”نداء الوطن” أن “التسعيرتين لجدول تركيب أسعار المحروقات تفيد المواطن “نفسياً” فقط، فيتلقف ارتفاع سعر الصحيفة على مرحلتين بدلاً من دفعة واحدة”.
وقال إن “أصحاب المحطات قدّموا دراسات لوزارة الطاقة والمديرية العامة للنفط حول الكلفة التشغيلية التي انهارت، لكن لا أحد يتجاوب لتعديل الجعالة”.
وحول رفع الدعم على المحروقات قال انه “غير جائز في الوقت الراهن نظراً الى تداعياته السلبية على ارتفاع سعر صرف الدولار، اذ ان الطلب على سوق الصرف السوداء سيزيد الى نحو 8 أو 9 ملايين دولار يومياً فقط بدلاً من 4 أو 5 ملايين حالياً، ما سيرفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى 25 ألف ليرة وحتى 30 ألفاً. واذا رفع الدعم عن الدواء والبنزين على حد سواء، الطلب على الدولار سيزيد الى نحو 14 أو 15 مليون دولار يومياً، الأمر الذي سيؤدي الى فقدان مادة البنزين من المحطات ولو كان سعر الصفيحة 300 ألف ليرة، بسبب عدم قدرة المستوردين وأصحاب المحطّات على تأمين الدولارات لشراء تلك المادة.
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه المنصّة الالكترونية التي أعلن عنها مصرف لبنان في لجم ارتفاع سعر الصرف حيث ستحدد سعره عند نحو 10 آلاف ليرة للدولار، على أن يتدخّل مصرف لبنان لضبط السوق، سأل البراكس: “من أين سيأتي مصرف لبنان بالدولارات؟ من السوق السوداء حيث الكميّة ضئيلة”، يجيب. معتبراً انه لا حلّ سوى تشكيل حكومة تحصل على ثقة المجتمع الدولي والقيام بالإصلاحات والتحقيق الجنائي…
اذاً رفع الدعم النهائي والكلّي عن المواد الأولية غير ممكن حالياً رغم محاولات تحريره شيئاً فشيئاً، علماً ان خطوة الترشيد بدأت من دون مقدّمات. فبين ليلة وضحاها خفّضت وزارة الإقتصاد الدعم عن سلع غذائية كثيرة وأبقت على الأساسية منها ولأصناف محددة مثل اللحوم، البقر والحليب… واليوم قد تحسم وزارة المال نسبة 5% من الدعم على صفيحة البنزين… لحين بدء عمل المنصّة لتحفيز الشفافية في سعر صرف الدولار في أسواق القطع، وبدء العمل بالبطاقة التمويلية الموعودة التي لا يزال الحديث عنها خجولاً وبالعموميات. كل ذلك اذا ما حصل سيكون غير مجدٍ من دون التوافق السياسي على تشكيل حكومة فعّالة.
رفْع الدعم وتسعيرة البنزين
في حال رفع الدعم عن المحروقات بنسبة 100% إن تسعيرة صفيحة البنزين ستصبح على الشكل التالي:
– إذا كان سعر صرف الدولار الواحد في السوداء بقيمة 14 ألف ليرة، فإن سعر صفيحة البنزين سيبلغ 165 ألف ليرة.
– اذا سجّل الدولار 20 ألف ليرة في السوق السوداء، فإن سعر الصفيحة سيبلغ نحو240 ألف ليرة.
وقد يصل سعر صرف الدولار الى 30 ألفاً والبنزين الى 300 ألف ليرة…اذا رفع الدعم بنسبة 100% على المواد الأولية والمواد الغذائية.
للقراءة اضغط هنا