عندما تكون مُبدعًا مسيطرًا واثقًا، في التعليم الحضوري، هذا إبداع نوعيّ…
لا يكفي أن تسيطر على الأزرار من دون سيطرة على إيصال المعلومة والفكرة والعمليّة التعليمية بأريحيّة واستجابة! التعلّم والتعليم عن بُعد، هو تعلّم وتعليم الضرورة! الاستثناء! الظروف الطارئة! لم، ولن يكونا بديلًا. فالمنصّات لن تُخرّج طلابًا أكفّاء، المنصّة بديل آنيّ ظرفيّ تقنيّ لا يشكّل أكثر من 15% من القيمة التعلّميّة مهما بلغَت الوسائل والوسائط والإشعارات والأيقونات والفيديوهات و دغدغات التكنولوجيا فيها من سبيل!
التعلّم والتعليم من دون أستاذ محاضر حاضر من لحم ودم في غرفة الصفّ، يتفتّل بين طلّابه، يضحك، يغضب، يصرخ، يتفاعل، يُراقب، يشرح، يسأل، يواكب، يدقّق، يُعاقب، يُسامح… ومن دون تلميذ حاضر بجسده وروحه وعقله، يجلس على كرسيّه، يحمل قلمه، دفتره، يفتح كتابه، يتراسل ومعلّمه باللغة، والحركة، والرمز، والإشارة، والسؤال والاستفسار، والرفض والقبول…
لن يصل إلى نتيجة تساعده وتطوّر وعيه ومستقبله!
التعلّم والتعليم عن بٌعد ضرورة الظرف الوبائيّ والصحيّ وحسب، هي عمليّة تفاعل جيّد مؤقّت، زيادة واستزادة لا بأس بها في زمن العافية، حلقة تواصل ما بين المدرّس والطالب والإدارة والوزارة في حال المنع المستجدّ!
حكاية فرضَت نفسها على أهميتها، ولكن ضمن حجمها الطبيعيّ، أثرها الطبيعيّ، موقعها الطبيعي الاستثنائيّ!
لا يوجد بديل عن معلّم في غرفة الصف، ولا عن اللوح والقلم ودفتر الورق والكتاب المفتوح ورائحة صفحاته العذبة!
لا يوجد بديل عن ناظر الطابق المتفتّل بهيبة بين الصفوف يصوّب ويهذّب، ولا عن إدارة تعلَمُ كلّ شيء في باحة المدرسة، صفوفها، ملاعبها، أساتذتها وطلّابها…!
التعلّم والتعليم تحت شجرة الخروب أو الرمّان في زمن العافية عن قُرب، أكثر فائدة وأهمية في زمن العافية عن بُعد! د. محمّد حمود