فضيحة جديدة من العيار الثقيل في لبنان: تواجد البراز الحيواني في اللحوم و98% منها ‘غير مطابقة’!! إليكم التفاصيل

المصدر : جريدة الأخبار

98 في المئة من “لحم البقر” الذي يُستهلك في لبنان غير مطابق للمواصفات الجرثومية وفق المقاييس اللبنانية والعالمية، فيما 35 في المئة من بكتيريا الـ«ايشريشيا كولي» التي وجدت في اللحوم مقاومة للعديد من المضادات الحيوية. هذه كانت الخلاصة الأبرز لدراسة نشرتها مؤسسة MDPI استناداً الى 50 عينة من اللحوم النيئة المفرومة جُمعت من 50 ملحمة وتعاونية استهلاكية في بيروت خلال ربيع وصيف 2018.

وفيما حددت مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية (ليبنور) الحد المسموح به من البراز القولوني في اللحوم المفرومة النيئة بـ100 CFU (وحدة عدد المستعمرات) في الغرام الواحد، جاءت نتائج الدراسة كارثية ومتجاوزة للمقاييس المحددة بشكل مرعب، إذ تراوح مؤشر البراز القولوني بحسب العينات بين CFU/g 6.3 ×104 و CFU/g1.62 ×107 .

وفيما لم تحدد «ليبنور» المستويات المقبولة لبكتيريا e colie في اللحمة المفرومة، إلا أن الحد المقبول منها في الولايات المتحدة، مثلاً، هو 500 CFU / g. لكن في لبنان، بحسب الدراسة، تراوح مؤشر هذه البكتيريا بين 4.5×103 و3.48 ×106 CFU/g، متخطياً الحدود المقبولة بآلاف المرات. وكشفت الدراسة عمّا هو أخطر، وهو أن هذه البكتيريا مقاومة للعديد من المضادات الحيوية. وعزت ذلك إلى الاعتماد الزائد على استخدام المضادات في لبنان في المزارع والصناعات الغذائية، أو إلى ارتفاع الاعتماد عليها في بلاد الاستيراد، علماً بأن لبنان يستورد معظم المواشي الحيوانية من الهند والبرازيل. وعندما تعطى الحيوانات، خصوصاً الدجاج والأبقار، مضادات حيوية بكميات كبيرة ويستهلكها الإنسان بشكل كبير، تنتج عن ذلك مناعة داخلية في وجه المضاد الحيوي، وبالتالي لا يعود صالحاً لقتل البكتيريا.

بكتيريا في اللحوم تتخطّى المستويات المقبولة بآلاف المرات

ويستهلك اللبناني ما معدله 39,5 كلغ من اللحم سنوياً بحسب الدراسة، ما يجعل من ارتفاع مستويات البراز القولوني وبكتيريا e colie إلى هذه المستويات مثار قلق كبير. وتأتي الدراسة وسط شح البيانات حول المستويات الميكروبيولوجية التي تحدد صلاحية استهلاك مجموعة من الأصناف الغذائية. وهي أوصت بضرورة تطوير منظومات السلامة الغذائية والاستثمار في البنية التحتية ومراقبة سلامة الغذاء بشكل دوري من أجل ممارسة عملية صحية وسليمة، وأن تأخذ المؤسسات المعنية هذا الأمر كأولوية، لما له من تأثير على الصحة العامة. وهذه كلها مسائل «غير سهلة في بلد مثل لبنان يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية»، وفق الدراسة التي أعدّها الباحثون: عصمت قاسم (جامعة جورجيا) ونيفين ناصر وجونا صليبا (الجامعة الأميركية في بيروت).