عودة خجولة لسوق الجمعة في العباسية ودعوة لزيارة السوق مجددا ( ونبذة عن السوق)

حسين علي قعيق / موقع بلدتي

يدخل سوق العباسية اليوم أسبوعه الثاني بعد إعادة فتحه الاسبوع الماضي، بعد نحو عام على إقفاله بقرار من وزارة الداخلية والبلديات في إطار إجراءات التعبئة العامة لمواجهة جائحة كورونا، إلا أن استئناف نصب بسطات وعربات البيع في السوق الشعبي وسط البلدة  تزامن مع أزمة اقتصادية خانقة انعكست على الحركة الخجولة للزبائن.

وفي حين أثّر الإغلاق التام سلباً على العائلات كلها من دون استثناء، خسر التجار مصدر رزقٍ أساسيّ أجبر بعضهم على اعتزال المهنة وبيع بضاعتهم بالجملة، ما قلّل المصادر التي يشتري منها الباعة الصغار بضاعتهم.
وفيما دعا أحد أصحاب البسطات المتواضعة في السوق الأهالي إلى «زيارة السوق مجدداً»، رأى أن «إقبال الزوار في الفترة المقبلة ضروري لدعم من تبقى من التجار على الصمود».

ويُعد سوق الجمعة في العباسية  الجنوبية من أشهر الأسواق الشعبية الأسبوعية في المنطقة واقدمها 1944ـ 1945 م ، ويقصده حالياً أصحاب البسطات المتنقّلة من مختلف المناطق،

ـ  سوق البلدة القديم والجديد / 1944 / 2009 م

يشتهر الجبل العاملي بأسواقه الأسبوعية التي تباع فيها معظم السلع وعلى اختلاف أنواعها من الأقمشة والحبوب والحيوانات والدجاج والحمام واللحوم والتوابل والخضروات والفواكه ، وآلات الحرث والسلال والأباريق والجرار وغيرها ، حيث يحضر الناس إلى هذه الأسواق من مسافات بعيدة من بلدان جبل عامل وحتى من وادي التيم والبقاع وبعض قرى فلسطين (1) .

ومنذ بداية القرن الماضي كانت أسواق النبطية ، وجويا ، والعديسة وتبنين ، من القرى والمدن التي تقام فيها الأسواق ويأتيها الناس من كل حدب وصوب، وبلدة العباسية التي كانت تتميز وتكبر شيئا فشيئا بدت الحاجة ملحّة لها لضرورة إنشاء سوق يستفيد منه الأهالي وأبناء البلدان المجاورة.

بين عامي  1944ـ 1945 م ، قررأبناء البلدة ووجهاؤها إقامة سوق في العباسية ، بمساعدة وزارة

الأشغال في حينها وكان يوم الجمعة هو اليوم المعتمد لإقامة السوق  .

 أقيم في بدايته على البيدر والساحة ، وامتدّ من منزل حسن فردون حتى الجبانة وصولا” إلى مكان حسينية النساء حاليا والتي لم تكن قد بنيت بعد . كان السوق يجمع أناسا يأتون من شتى المناطق ، بالإضافة إلى ما ذكرناه ، فقد كانوا يأتون من حاصبيا وبنت جبيل ، وبما أنّ السيارات لم تكن قد عرفت بعد ، فقد كان البائعون من المناطق البعيدة يأتون يوم الخميس ويبيتون في العباسية أو القرى القريبة  منهم عند الأقارب والأصحاب ليتوجّهوا بعد صلاة الصبح إلى السوق .

أما السوق حاليا فهو آخذ بالإنحسار ، ربّما لأنّ حاجيات الناس باتت مؤمنة في القرى والمدن والتعاونيات وسهولة المواصلات ،إلاّ أنّ نكهة التجوال فيه يضفي على الشاري والبائع نكهة جميلة ، فبعدما كان السوق مقصدا للأصحاب والأحباب ، نراه ساكتا هادئا” من روحه وعفويته ومن جمال رونقه  حيث عمّته الحضارة ، فلم نعد نرى رجلا” مسنا” يلبس الشروال ، والكوفيّة العربية ، لم نعد نتلمس روح القديم من بائع التين والصببير ، والعنب الجبلي ، والزعرور وغيرها ممن تذكرنا برائحة الأجداد التي لا ينسى أريجها (1) . أما البضائع التي كانت تباع في سوق العباسية فهي : المواد الغذائية ، والحبوب على أنواعها ( قمح – عدس – سميد – سمسم ) والخضار والفاكهة والملبوسات ( الجديدة والبالية ) (2) ، أمّا تجارة الحيوانات فكانت تحتل الأهمية الكبرى ،إذ كانت تقام في محاذاة الجبانة حاليا ، وكان يباع فيها الجمال والأبقار والإبل ، والماعز والغنم والحمير والخيول ، وبسبب أهميتها أصبح سوق العباسية مقصدا مهما لشراء هذه الحيوانات التي كانت تصدّرإليه من فلسطين، خاصة من صفد وساحل عكا (3 ) ، في العام 1949 م، وبسبب خلافات سياسية ، أرادت بعض الأحزاب الإقطاعية القديمة إيقاف السوق لخلافات خاصة مع أهل العباسية في الفكر السياسي ، لكنهم لم يفلحوا لصلابة موقف أبناء البلدة وتكاتفهم مع بعضهم البعض ، بعدها انتقل السوق الى الشارع العام ، أو ساحة البركة سابقا” ، وقد امتد من عين الضيعة الى كرم السبيل،وأضيف إليه سوق اللحامين،وهو سوق كبير كان مؤلفا من مجموعة كبيرة من الخيم ،واستمر السوق في مكانه هذا من سنة 1961 لغاية سنة 1988 ،حيث أعيد الى مكانه الأصلي قرب البيدر والساحة ، وقد تمّ تنظيم إقامة السوق من قبل البلدية ، فأصبحت الخضار تباع على البيدر والملبوسات في الساحة ،أما الحيوانات فقد خفّت تجارتها كثيرا عما كانت عليه في السابق ، وهي تباع حاليا على ملعب العباسية وتكاد تنقرض ، والجدير ذكره أنّ مبدأ مقايضة البضائع كان موجودا في سوق البلدة، حيث كان من الممكن تبديل شيء بشيء آخر ، وكانت ليرة الذهب لها الأثرالكبير في شراء الحاجيات .

????????????????????????????????????

????????????????????????????????????