أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّ قوات الثالوث النووي الروسي بدأت بالمناوبات بطواقم معزّزة.
وحسبما أفادت وزارة الدّفاع للصحفيين، فإنّ شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّه تنفيذاً لأمره، بدأت مراكز التحكّم التّابعة لقوّات الصواريخ الاستراتيجية والأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وقيادة الطيران بعيد المدى، بالمناوبات القتالية بطواقم معزّزة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر الأحد، وزارة الدفاع بوضع قوات الرّدع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة.
وجاءت أوامر الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامّة فاليري غيراسيموف.
وشدّد بوتين على أنّ هذه الخطوة تأتي رداً على مسؤولي الغرب الذين “لم يكتفوا باتّخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب.. بل أدلى مسؤولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضدّ روسيا”.
ما هو الثالوث النّووي الروسي؟
يشير مصطلح الثالوث النووي إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الخزينة النووية الاستراتيجيّة والتي تتألف من ثلاث مكوّنات، قاذفة قنابل استراتيجية، صاروخ باليستي عابر للقارات، صواريخ بالستية تطلق من الغواصات.
الهدف من امتلاك نظام نووي بثلاث مكونات هو تقليل خطر التّدمير الكامل للقوّة النووية من قِبل العدو في حال تلقي الضّربة الأولى، وبالتالي رفع قابلية توجيه ضربة رد الهدف من كلّ هذا هو رفع قوّة الرّدع النووي للدولة التي لديها الثالوث النووي.
وتحتفظ روسيا لنفسها بالحقّ في استخدام الأسلحة النووية رداً على استخدام أسلحة نووية وأنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضدّها، أو ضدّ حلفائها، وكذلك في حالة العدوان على روسيا باستخدام الأسلحة التقليدية، بما يشكّل تهديداً لوجود الدولة.
وقد أعلنت موسكو في العام 2017 برنامج تسليح ضخم ضمن “الثالوث النووي”، الذي يعتبره الرئيس فلاديمير بوتين سلاح الردع الرئيسي لموسكو، والذي يرتكز على تطوير أنظمة الردع النووي والأسلحة الدقيقة، فما هو “الثالوث النووي” الروسي؟
يوضح خبراء عسكريون روس أنّ “الثالوث النووي” هو القوة الاستراتيجية من صواريخ دقيقة وبعيدة المدى، تحمل رؤوس نووية تستخدم في المهمات الإستراتيجية.
وهي تتألف أساساً من صواريخ “كروز KH-101″، التي يتم إطلاقها جواً، بمدى طيران يزيد عن 5000 كيلومتر، وصواريخ “كاليبر”، التي تستخدم في السفن والغواصات، و”كينجال” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتطلق من الطائرات”.
وكان العام 2017 قد شهد نقلة نوعية في تطوير أنظمة الردع النووي والأسلحة الدقيقة، خاصّة في مجال استخدام الأسلحة الذكيّة ذات الدقّة العالية في صواريخ أرض ــ أرض، وتلك المحمولة على القاذفات أو الغواصات.
ويعد “أفانغارد” من أهم الصواريخ التي بدأت روسيا تطويرها منذ العام 2000. وهي تعمل عند الإطلاق بنظام دفع يعتمد على الوقود، قبل أن ينتقل خلال عملية التحليق إلى العمل بالطاقة النووية.
وحسب خطاب بوتين مطلع آذار 2018، فإنّ “أفانغارد” صاروخ عابر للقارات أسرع من الصوت، من شأنه أن يحلق نحو أهدافه بسرعة تزيد على 20 ضعفاً لسرعة الصوت، ويضرب “وكأنه نيزك، أو ككرة نارية، وقادر على القيام بمناورات حادة في طريقه إلى الأهداف، ما يجعله منيعاً تماماً على أي نظام دفاع صاروخي”.
وفي 2018 أيضاً ذكرت وزارة الدّفاع الروسية أنّ طائرات “ميغ 31” مزودة بصواريخ “كينجال” باشرت طلعاتها فوق بحر قزوين منذ أشهر، في إطار “الدّرع الاستراتيجي”، وتمّ الانتهاء من برامج التجارب على إطلاق صاروخ “سارامات” العابر للقارات، الذي يبلغ وزنه نحو 200 طن.
وذكرت حينها أنّه تمّ الانتهاء من برامج التجارب على إطلاق صاروخ “سارامات” العابر للقارات، الذي يبلغ وزنه نحو 200 طن. وأشارت إلى أنّه قادر على المناورة وتخطي الرادارات ومنظومات الدرّع الصاروخي. وأكّدت أنّ اختبارات الغواصة النووية ذاتية القيادة “بوسيدون” دخلت في المراحل الأخيرة. كما أعلنت نجاح التجارب على صاروخ “بوريفيستنيك” المجنح.
وأكّدت وزارة الخارجية الروسية في العام نفسه، أنّ عدد الرؤوس من هذا النوع في روسيا بلغ حينها 577، بالإضافة إلى 527 منصة لإطلاق الصواريخ العابرة للقارات، و1444 رأساً حربياً قيد الخدمة على الغواصات أو منصّات إطلاق الصواريخ، أو القاذفات الاستراتيجية المعدّة لحمل الرؤوس النووية.
تطوّرات هائلة عام 2021
وحسب تقرير صادر عن معهد استكهولوم لبحوث السلام في يونيو/حزيران 2021، فقد ارتفع عن العام 2020 العدد الإجمالي للرؤوس الحربية النووية المنشورة بمقدار 105، ليصل إلى 3825، منها نحو ألفين في حالة تأهب قصوى، وجميعها تقريباً تابعة لروسيا والولايات المتحدة.
وحسب تقديرات المعهد، فقد زادت روسيا ترسانتها النووية العسكرية الإجمالية بنحو 180 رأساً حربياً، وذلك بشكل رئيسي من خلال نشر المزيد من الصواريخ الباليستية الأرضية العابرة للقارات، وتلك التي تطلق من الغواصات.
في الإجمال، تتضمّن أبرز صواريخ “الثالوث النووي” الروسي ما يلي:
صواريخ كروز KH-101. يتمّ إطلاقها جواً، بمدى طيران يزيد عن 5000 كيلومتر.
صواريخ كاليبر. تستخدم في السفن والغواصات.
كينجال (الخنجر). تفوق سرعته سرعة الصوت، ويطلق من الطائرات.
أفانغارد، وهو صاروخ فرط صوتي كشف عنه في العام 2008، يستطيع أن يطير بسرعة 27 ماخ أو 32 ألف كيلومتر في الساعة. يقول عنه بوتين إنّه يضرب “وكأنّه نيزك، أو ككرة نارية، وقادر على القيام بمناورات حادة في طريقه إلى الأهداف، ما يجعله منيعاً تماماً على أي نظام دفاع صاروخي”
صاروخ سارامات، دخل الخدمة في عام 2020. يبلغ وزنه نحو 200 طن. يصل طوله إلى 35.3 مترًا وقطره إلى 3 أمتار، ويمكن أن يحمل رؤوسًا حربية وزنها الإجمالي يصل إلى 10 أطنان. قادر على المناورة وتخطّي الرادارات ومنظومات الدرع الصاروخي.
إسكندر إم، صاروخ باليستي قصير المدى. يطير بسرعة تفوق سرعة الصوت على ارتفاع 50 كيلومترًا، ويبلغ مداه 500 كيلو متر.
صاروخ بوريفيستنيك المجنّح. دخل التجارب في السنوات الأخيرة. يعمل بالطّاقة النووية ويمكنه التّحليق لمسافة تصل إلى 1610 كيلومترات قبل إطلاق العنان لرؤوس حربية نووية مدمرة
وقد ورثت روسيا جزءا مهماً من ترسانتها الصاروخية الاستراتيجيّة القادرة على حمل أسلحة نووية، ومنصّات الإطلاق الأرضي والجوي، من الاتّحاد السوفييتي السابق. وفي السنوات الأخيرة، بدا الاهتمام واضحاً بتطوير أنواع جديدة من الصواريخ، وتجهيز الطائرات والغواصات بمنصّات إطلاق جديدة.