الشاعر والروائي جلال برجس: موسوعة هو.. جوهرة مضيئة .. بقلم الكاتبة اللبنانية زينب دياب

 بقلم الكاتبة اللبنانية زينب دياب

ماذا يمكننا القول عن الشاعر والروائي جلال برجس وشعاعه اللامرئي

كتب الشعر والقصة والمقالات النقدية والأدبية ونصوص المكان والرواية.
حتى الآن لا زال جلال برجس يواصل رحلته في سماء الأدب العربي ويواصل الكتابة والتأليف ليكون واحدا” من أهم وأبرز الروائيين والشعراء العرب في الوقت الحالي.. 
تبدو الحياة عنده كلها محض حكاية عليها أن تُروى لتصل الفكرة والتي هي لب الحياة التي علينا الدفاع عنها، يبحث عن المجهول ليبني عالما” جديدا”، يعاند الواقع ويتجاوز مألوفيته، تبرز ثورته على الواقع بانكساراته وهزائمه المتلاحقة.
هو النموذج المختلف الذي حلّق بالرواية الأردنية عاليا” ،وفي جعبته لغة الشعر ومغايرته في اقتناص فكرة الرواية وبالتالي إجتراح ما هو خارج على السائد.
كتب الشعر لأنه عاش في زمن الصحراء لا شجر ولا ماء فخلقها في قصائده
اللغة عنده أتت من جهة الشعر، صاحب الرؤية الإستثنائية الأولى للحياة، أول الأشياء ( الحب الأول، الوجع الأول) تؤدي إلى الشعر وحينما نتيقن من رحيلها نكتب الرواية نكتبها ونحن نرتدي قميص القصيدة.
كتابته تحمل سمة أدبية تصدع بعمق الإبداع الفني النابع من روح واقع الإنسان العربي ، يؤسس للغة روائية لا تشبه سواه، لغتة شعرية واصفة، صور تشع بالدلالات التي يمكن أن نرى ما يحيط بها وما يجعلها حقيقية.
رواياته تُجسد رؤية للحياة المتداخلة موظفة تقنية الرمز للتكثيف والإيحاء والتجريد، حياة شخوصه شكلتها تضاريس الحياة بأمواجها المتدرجة بألوانها فتشكل رؤيته للحياة والمكان والوطن والإغتراب بأنواعه.
موسوعة هو.. جوهرة مضيئة في عالم الرواية العربية… 
الشاعر والروائي جلال برجس من المملكة الأردنية الهاشمية، مواليد 3/يونيو/1970 في قرية ( حنينا) التابعة لمحافظة مأدبا..
حنينا إحدى القرى الأردنية التي تمتلك جماليات عالية من حيث التضاريس الجغرافية حيث السفوح والوهاد تتميز بتربتها الحمراء الخصبة. فيها نشأ وترعرع..
أحب العلم منذ الصغر كان من المتفوقين في مدارس القرية، موهبته الشعرية تفتحت منذ الصغر، وقام بتأليف عدد من القصائد خلال سنين الدراسة، بعد إن نال الشهادة الثانوية العامة قام بالإلتحاق بكلية هندسة الطيران ومن ثم تخرج من الجامعة وبدأ العمل في مجال تخصصه، بعد إن عمل عدة سنوات في مجال هندسة الطيران قرر ترك الوظيفة ودخول مجاله المفضل وهو الصحافة والإعلام، كانت صحيفة الأنباط الأردنية أولى الصحف التي عمل بها إنتقل بعدها إلى صحيفة الدستور حيث عمل كمراسل لها، وعضو تحرير عدد من المجلات الأردنية.
في نهاية التسعينات بدأ جلال برجس بإخراج أعماله للنور وكان الدوريات والملاحق الأردنية والعربية هي بوابة أدبه ليطل على القارئ العربي.
هو كشاعر قد ولد مبكرا” ولكنه كان قد فضل التواري عن الأنظار والنشر بعيدا” قبل أن يدفع بأولى أعماله إلى الطبع، نراه يحدو على إمتداد قصائده بلغة لها مجاز حالات الليل في الصحارى وإيماءة النجم للنجم قبيل تَمّطي الشمس من خلدها.
إصداراته الشعرية :
# _ كأي غصن على شجرة # : صدرت هذه المجموعة عام 2008 بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، يبدو المزاج الشعري في مدى القصائد متمنطقا” بترنيمة صحراوية لا تمل من مساحات السراب الواسعة بحثا” عن الماء الذي ينز من الحلم الذي صاغه الشاعر بشفافية عالية، وتوقه للحرية.
# _ قمر بلا منازل # : صدرت هذه المجموعة في عمان عام 2011 عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، إختط الشاعر بِعَنونة مجموعته قمر بلا منازل نسقا” شعريا” لنفسه منذ البداية إذ يصر على أن يكون قمره بلا منازل ليمنح أفقه مساحة واسعة من التأمل ويسمح لرؤياه بالتصاعد دون قيود، إنه الشعر الذي لا يخضع لمنطق الأشياء بل يُخضع الأشياء لمنطقه.
في قاموسه الأدبي يخلق حياة بكل ما يحيط به ويحوله إلى إبداع، إهتم بالمكان الذي تطرق إليه عبر عين ثالثة تجاوزت التاريخ والجغرافيا لصالح القيمة الجمالية عبر رواية شعرية لما وراء المكان.
إصداراته في أدب المكان :
# _ رذاذ على زجاج الذاكرة # : صدر عن وزارة الثقافة الأردنية، تطرق فيه جلال برجس للمكان بوصفه عنصرا” يجب قراءته بعيدا” عن التاريخ والجغرافيا ومعاينته من بعد ثالث وهو البعد الجمالي الشعري وقد تناول فيه عدد من الأمكنة بنفس تقاطعت فيه الشعرية واللغة الروائية.
# _ شبابيك مأدبا تحرس القدس # : تُرجم الكتاب لسبع لغات حية، صدر عن رواق البلقاء عام 2012، تقاطعت فيه اللوحات التشكيلية لفنانين أردنيين وعرب، هو كتاب تضمن النص المكاني عاين القدس فيه ضمن البعد الثالث الذي تم الإشتغال عليه في كتبه السابقة.
إصداراته في أدب القصة :
# _ الزلزال # ( نالت جائزة روكس بن زايد العزيزي) هي مجموعة قصصية صدرت عن وزارة الثقافة الأردنية عام 2012 عاين فيها الكاتب تلك التحولات التي طرأت على الإنسانية نتيجة للتحولات العالمية الكبرى وانعكاسها على الإنسان.
تجربة الروائي جلال برجس في أدب المكان كان خطوة أولى للذهاب إلى عالم الرواية التي استطاع فيها حضورا” لافتا” فهو منهمك في صياغة الجديد بحيث لا يقع التكرار.
رواياته تخرج من رحم المجتمع في صمت، تجسد هوية المكان.
أصداراته في فن الرواية :
# _ مقصلة الحالم # :
ط 1 الأهلية للنشر والتوزيع 2013
ط 2 دار مداد الإمارات 2017
ط 3 وزارة الثقافة الأردنية 2017
هذه الرواية حازت على جائزة رفقة دودين للإبداع السردي عام 2014 تقع في 368 صفحة من القطع المتوسط، وعبر شخصيات روايته أن هنالك أحلاما” تتحول إلى مقاصل تقتل صاحبها، الفعل الإنساني الذي عوّل عليه الكاتب هو الحب بكل تجلياته الإنسانية عبر بطل رواية غاب في معتقل صحراوي عشرين عاما” ثم عاد ليواجه عالما” جديدا” تبدلت مؤثثاته الإهتمامية والفكرية والثقافية والسياسية ليدخل بعدها بطل الرواية عالم الواقع الإفتراضي في علاقة غرامية، هي حكاية أتت بلغة إقتربت من لغة الشعر وتعمقت في نفسيات الشخوص، كاشفة عوالمها الداخلية.
# _ أفاعي النار # :
ط 1 كتارا للنشر 2015
ط 2 كتارا للنشر 2016
هي حكاية العاشق( علي بن محمود القصاد) نال من خلالها الروائي جلال برجس جائزة ( كتارا الرواية العربية عام 2015 ) تحمل مقولة إنسانية وشخصياتها أخذت على عاتقها إعلاء راية تلك المقولة والقتال لأجلها أمام كل ما من شأنه أن يلوث أدميتنا ويقصي رغبتنا في العيش الحقيقي بمعزل عن أي شكل من أشكال التطرف، هي حكاية الحب أمام الكره، هي روايات داخل رواية، فكرة الحياة المتداخلة.
# _ سيدات الحواس الخمس # :
صدرت عام 2017 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ودخلت في القائمة الطويلة للرواية العربية لعام 2019 المعروفة بإسم ( جائزة بوكر العربية) ، هذه الرواية تتحدث عن كل ما يتعلق بحقيقة وجودنا الإنساني وصراعنا مع فكرة العُش الدافئ، ومع الأيادي التي تمتد اليه وتبعثره. خمس حواس، وسادسة، خمس نساء ووطن وأيادٍ شرهة، ومصائر وأمل يُعول عليه في زمن لا ينفع معه إلا الأمل، سردية عميقة جسدت حكايات عدة بلغة شعرية ذات الطابع الحكائي المتناغم.
# _ حكايات المقهى العتيق #
صدرت عن وزارة الثقافة الأردنية 2019 هي تجربة عربية غير مسبوقة، تسعة روائيين أردنيين يسردون حكايات المقهى العتيق التي تغوص في تاريخ مأدبا عبر خطين زمنين واحد يستلهم القديم وآخر يتطرق للواقع الحديث.
# _ دفاتر الورّاق #
صدرت حديثا” 2020 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، الرواية مكونة من 368 صفحة، في هذه الرواية يرصد برجس أزمة الإنسان في زمن ملتبس سياسيا” وإجتماعيا” وثقافيا” فهو يروي مآسي المهمشين، تتوزع أماكن الرواية بين ثلاث مدن ( عمّان ومادبا وموسكو) متكئة على حكايات تُروى من خلال أشخاص فقد بعضهم بيوتهم ويعاني البعض الآخر أزمة مجهول النسب، تبرز في الرواية قيمة البيت الذي حمل رمز الوطن.
بطل الرواية ورّاق مثقف وقارئ نهم للروايات إلى درجة أن تتلبسه شخصية أي رواية تقنعه ويتصرف عبرها، يُصاب بفصام الشخصية ليعيش صراعا” بين صوتين في داخله واحد مُحرض على ارتكاب عدد من الجرائم حيال واقع لم يمنحه حقه في العيش والثاني يقف بوجهه متكئا” على محمول معرفي عريق، وتحمل الرواية القارئ إلى تساؤل من سينتصر في حلبة الصراع، تشابك حكايات الرواية يؤدي إلى مقولة مفادها أن الخوف حتما” سيؤدي إلى الخراب.
في رواية الورّاق هناك شعاع لامرئي استدعاه الراوي لإضاءة توليفته الفريدة التي أظهرت العالم على أنه أكثر قسوة هو ومض البرق الخفي الذي قد يداعب الروح مهما ساد الظلام الأرجاء ( إنه الأمل ).
# _ مشاركاته ونشاطاته # :
عضو في الهيئة الإدارية لرابطة الكتّاب الأردنيين.
عضو في إتحاد الكتّاب العرب.
عضو اتحاد كتّاب الأنترنت.، وحركة شعراء العالم.
هو يشغل موقع رئيس مختبر السرديات الأردني.
أمينا” سابقا” لسر رابطة الكتّاب الأردنيين فرع مأدبا 
رئيسا” سابقا” لعدد من الملتقيات الأدبية مثل ملتقى مأدبا الثقافي وملتقى أطفال مأدبا الثقافي.
عمل مدير تحرير لعدد من المجلات الثقافية مثل مجلة مأدبا ومجلة الرواد.
ترأس هيئة تحرير مجلة أمكنة الأردنية التي تهتم بأدبيات المكان قبل توقف صدورها.
يعد ويقدم برنامج” اذاعيا” بعنوان ( بيت الرواية) عبر أثير مجمع اللغة العربية الأردني.