♦️مبادرة لحماية شاطئ البحر من التلوث

فوزي سليمان

بنشاط وسرعة تتنقّل الشابة الناشطة البيئية الأشهر المغتربةسولاف جبلي بين مجموعة المتطوعين والمتطوعات لتنظيف شواطئ بحر بيروت وهي توزّع عليهم القفازات والكمامات والأكياس البلاستيكية صبيحة يوم السبت قرروا أن يجعلوه تطوعيًا للتوعية بأهمية الحفاظ على شاطئ وتحديداً في شاطئ عين المريسة. واعتبر نظيفًا خاليًا من النفايات وجاذبًا للبصر.
وتتطوع سولاف ضمن مبادرة “شاطئنا نظيف بسلوكنا” التي تحدثت (للجديد).
“كلما كان سلوكنا أفضل تجاه البيئة وشاطئ البحر كلما كان واقعنا الصحي أفضل”، بهذه الكلمات بدأت الشابة سولاف حديثها حول المبادرة وأضافت إن شاطئ البحر هو متنفسنا الوحيد في لبنان وعلينا الحفاظ عليه.
وتكمل: “إن ظاهرة إلقاء القمامة على شاطئ بحر قولكن الحق على مين؟ #بيروت #عين_المريسة..
منتشرة بشكل لافت، وهي بحاجة إلى وقفة منا كشباب نعمل للعمل على تغيير سلوك الناس باتجاه البيئة بشكل عام، فحين يكون سلوكنا إيجابي نحو البيئة تمنحنا هي جمالاً وصحة”.
وتؤكد سولاف إن أعداد الشباب المتطوعين والمتطوعات في مجال حماية البيئة باتت في تزايد مستمر وهذا سينعكس إيجابًا على سلوك الناس مستقبلًا، فحين بدأ المتطوعون العمل لاحظت أن الناس بدأوا بالتفاعل معهم، خاصة مع استثمار منصات وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى المجتمع.
المبادرات والمبادرون انطلقوا صباحًا من تحت عنوان “بلا بلاستيك ” قرب صخرة الروشة، التي تعد معلما طبيعيا بارزا في بيروت وتطفو النفايات على أنواعها و بالقرب منها
منطقة المنارة البحري على شاطئ بحر بيروت وساروا مسافة 2.5 كيلو مترًا على الأقدام، وضعوا القمامة في أكياس وحملوا الهشتاجات التوعوية التي تدعو الناس إلى حماية شاطئ البحر من السلوك الضار، وكذلك تبيان مخاطره الصحية على الناس وعلى البيئة البحرية.
كما تحدث احد المتطوعين، قال للجديد إن الهدف الرئيسي للمبادرة توضيح أن تلوث الشاطئ يؤدي إلى أمراض كثيرة، فبحر الرمل البيضا ملوّث بشكل كبير ويحتاج إلى الحفاظ عليه لا زيادة تلويثه.
وتضيف سولاف إن سلوك الإنسان أحد العوامل الرئيسية في تدمير البيئة البحرية في بيروت ، ولا يجوز تعليق الأمر على شماعة الاجئين الفقر، إنها مشكلة سلوك، وعلينا جميعًا أن نؤمن إن المتضررين من هكذا ممارسات هم نحن وأبناءنا وأهلنا، وعلينا من أجل أطفالنا تغيير كل ما هو خاطئ وضار.
وتجزم إن المبادرات وحدها ليست كافية للتأثير على الجمهور، بل إن وزارة التربية والتعليم عليها دور رئيسي، وكذلك الجهات المعنية بالبيئة بالتعاون مع البلديات والوزارات المختلفة، مع التأكيد أن الناس تتقبل، فحين نزل المبادرون كانوا وحدهم بينما انضم إليهم عشرات المشاركين والمشاركات ممن كانوا يمرون صدفة في الشارع.
سولاف إن هدف المبادرة توعوي وليس تنظيف الشاطئ بالكامل، بالتالي فإن لم يتغير سلوك الناس بسهولة يمكن أن يرجع التلوث خلال ساعة.
وتضيف سولاف :”المحزن في الأمر أن الموضوع مرتبط بسلوك الناس تجاه الشاطئ، النظافة أمر  غير مكلف، ولن يضر الإنسان شيئًا أن ينظّف المنطقة التي اصطاف فيها قبل المغادرة، فهذا يصب في مصلحته ومصلحة عائلته”.
وتكمل:”نحن بأيدينا ندمر البيئة، بقايا طعام ومخلفات صلبة ملقاة على الشاطئ لو كل مواطن ألقى ما بيده على الأرض سنحتاج إلى جيش من عمال النظافة وهذا غير معقول، آلاف الدولارات تُهدر بسبب هذا السلوك بينما يمكن استثمارها في أمر يفيد المجتمع كله مثل إنشاء معرشات أو وضع المزيد من الكراسي أو حتى إنشاء ممرات تسهّل حركة الناس”.
وتشرح سولاف إن الأمر لا يتوقف عند حد إلقاء القمامة على الأرض، فهذه مخلفات تلتقط البكتيريا والديدان وتتسبب في إصابة الناس بالأمراض المعوية، لهذا نجد أقسام الاستقبال في العيادات مليئة دومًا بالأطفال المصابين بالأمراض المرتبطة بشكل رئيسي بالصحة العامة، فالحفاظ على النظافة الشخصية والعامة الذي لا يكلف شيئًا كفيل بحماية الأطفال.
ونكمل إنها أيضًا تؤثر على البيئة البحرية، فحركة المد والجزر تسحب هذه المخلفات إلى البحر، تبتلع الأسماك دقائق البلاستيك وهو من المخلفات البتروكيماوية ومن ثم نتغذى نحن على الأسماك التي دخلت هذه المخلفات في أنسجتها، كما أن آلاف الحيوانات البحرية تنفق سنويًا بسبب ابتلاعها هذه النفايات التي تسبب فيها الإنسان منها سلاحف البحر التي تبتلع الأكياس ظنًا منها أنها قنديل البحر الذي تتغذى عليه فتنفق بسببها.
يشار إلى أن شواطئ بيروت من تدهور خطير في الوضع البيئي نتيجة عدم زيادة محطات معالجة مياه الصرف الصحي لفترات طويلة ما يتوجب على بلدية بيروت إلى ضخ هذه الكميات نحو البحر مباشرة وتسبب في تلوثه.