العدو الاسرائيلي يفتح الأعيُن على مطار بيروت بعدما فتحها إنفجار 4 آب على المرفأ

المصدر: وكالة أخبار اليوم

رغم هبّات التفاؤل التي يحاول البعض نفخها في الأجواء اللبنانية بين الحين والآخر، إلا أن حجم المخاطر المُحدِقَة بلبنان، داخلياً وخارجياً، تزداد بوتيرة سريعة، بات يُمكن رصدها بالساعات، وليس بالأيام فقط.

وفيما يستمرّ الجمود السياسي المُقلِق على حاله، نتوقّف أمام بعض السلوكيات والمواقف الإسرائيلية التي تتعلّق بلبنان، على وقع الفوضى الأميركية المستجدّة بعد الإنتخابات الرئاسية، والحديث عن عمل عسكري كبير ضدّ إيران.

المطار

فما هو المغزى من إعلان تل أبيب عن وجود نحو 58 موقعاً لـ “حزب الله” في جنوب سوريا، مع الحديث عن جمع معلومات إستخباراتية عن إسرائيل والتحركات العسكرية في الجولان، وذلك رغم أن تل أبيب لطالما برّرت هجماتها على سوريا بأنها لضرب البنى التحتية الإيرانية؟ فهل يأتي الإعلان الإسرائيلي عن تلك المعلومات حالياً لتبرير تكثيف الهجمات الإسرائيلية على سوريا مستقبلاً؟ وأين يقع لبنان بعد إسقاط إسرائيل مسيَّرَة لـ “حزب الله” في مجالها الجوّي قبل أيام؟

وفي أي إطار يُمكن وضع ما نُشِرَ قبل أيام أيضاً عن أن فريقاً من المحامين الإسرائيليين يستعدّ لتقديم دعوى قضائية ضدّ شركات تأمين، وشركات طيران عالمية كبرى، تتعامل مع مطار رفيق الحريري في بيروت، مع الإعلان عن أن الهدف من هذه الخطوة هو وقف الرحلات إلى بيروت، ودفع دول العالم الى اتخاذ خطوات حقيقية ضدّ سيطرة “حزب الله” على المطار (في نظر إسرائيل)؟ فهل هذا يهدف الى فتح الأعيُن الدولية على مطار بيروت، بعدما فُتِحَت سابقاً على مرفأ بيروت، بعد انفجار 4 آب الفائت؟

الحدود الشمالية

وضع اللواء الركن المتقاعد عبد الرّحمن شحيتلي كل تلك المعطيات في إطار أن “الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تضغطان على لبنان بهذا الشّكل، لمحاولة إدخاله في مسار التطبيع الحاصل في الشرق الأوسط”.

وشرح في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “العقَبَة الأساسية أمام تل أبيب حالياً هي حدودها الشمالية مع لبنان. فهي تحاول انتزاع اعترافه بوجودها على حدوده الجنوبية رسمياً، لأن ذلك سيسمح لها بالإنتهاء من رسم كيانها السياسي، لتُصبح دولية فعلية بحدود مُعتَرَف بها دولياً بكلّ اتّجاهاتها. وهذا هدف استراتيجي لديها”.

تكاتُف جدّي

وأوضح شحيتلي:”التهديد الأمني الذي كان يهدّد إسرائيل من ناحية قطاع غزة صار تقريباً تحت السيطرة المصرية – الإسرائيلية، ومن جانب الضفة الغربية أصبح تحت السيطرة الأردنية – الإسرائيلية. وفي الجولان، يبرز دور الروس من الناحية الأمنية في ضبط الجبهة الشمالية لإسرائيل من جهة تلك المنطقة. وهو ما يعني أنه ما عاد لدى إسرائيل سوى الجبهة الشمالية مع لبنان، التي تنظر إليها على أنها الخطر الأمني الوحيد عليها”.

وقال:”يُمكن النّظر الى الضّغط الإقتصادي الكبير الذي تقوم به واشنطن على لبنان، ضمن هذا الإطار، أي بهدف جعله في حالة من الإهتراء الداخلي، وهو ما يُعطي أرضية خصبة لتل أبيب من أجل تحقيق أهدافها، وذلك بالاستفادة من غياب الموقف السياسي اللبناني المُوحَّد، ومن التعثُّر الحكومي”.

ودعا الى “التنبُّه لخطورة هذه الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية الإسرائيلية، والى تكاتُف سياسي لبناني جدّي يخلق جبهة لبنانية موحّدة تتحرّك دولياً لردع إسرائيل عن القيام بأي اعتداء”.

مُتنفَّس وحيد

ولفت شحيتلي الى أن “المطار هو المُتنفَّس الوحيد الباقي لنا من الناحية الإقتصادية، ولذلك تحاول تل أبيب أن تضغط على لبنان على قدر استطاعتها من ناحية المطار، وفي شكل متدرّج، للوصول الى أهدافها”.

وردّاً على سؤال حول أهمية دور فرنسا، لمساعدة لبنان سياسياً وأمنياً، أجاب:”لطالما كانت فرنسا داعمة لنا، وخصوصاً في الأمم المتحدة، وفي القرارات الدولية المتعلّقة بلبنان”.

وأضاف:”من الناحية الغربية خصوصاً، لا أحد يُمكننا أن ننتظر مساعدته الفعلية سوى فرنسا. ومن هنا أهميّة تسليفها سياسياً في الوقت الراهن، عبر الإلتزام بمبادرتها، وبتشكيل حكومة بموجبها”.

وختم:”إذا وجدت دول العالم أن فرنسا لا تحقّق شيئاً في لبنان، وأنها غير قادرة على التحرُّك فيه، فإن مهمّتها في تشكيل اللّوبي الدولي اللّازم للوقوف الى جانبنا في المحافل الدولية، ستصعب في تلك الحالة”.