الانترنت البطيء أبرز مشكلات التعلم عن بعد: أين وزارة الاتصالات؟

فاطمة سلامة / العهد 

لم يعد التعلم عن بعد اختياراً بل خيار فرضته الظروف الصحية التي يمر بها لبنان، شأنه في ذلك شأن دول العالم. إلا أنّ التعلم عن بعد خصوصاً في لبنان دونه الكثير من العقبات. كثيرا ما يشكو الأهالي والطلاب والمعلمون من البطء في الانترنت. يصف البعض حصص “الأونلاين” بحرق الاعصاب. وتنتشر في هذا السياق الكثير من “النكات” التي تسخر من واقع التعلم عن بعد وسط ظروف الانترنت السيئة. تلك الظروف من المرجح أن تزداد سوءا في فترة الاقفال العام نظراً لازدياد الضغط على الشبكة. فما الأسباب الحقيقية للانترنت البطيء وكيف يتابع المعنيون هذه المشكلة؟.

كريدية: للبطء أسباب عديدة

موقع “العهد” الإخباري تواصل مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال طلال حواط الذي أحالنا بدوره الى هيئة “أوجيرو” للإجابة عن أسئلتنا. الأخيرة تحدّث باسمها مدير عام هيئة “أوجيرو” عماد كريدية. ولدى سؤاله عن كيفية متابعة قضية البطء في الانترنت خصوصاً مع ما تحمله هذه القضية من انعكاسات سلبية على قضية التعلم عن بعد، يؤكّد كريدية أنّ للبطء أسبابا عديدة يوجزها بالآتي:

–    شق تقني يتعلّق ببعد بعض المنازل عن “السنترالات”، فأغلبية الشبكة لا تزال على “النحاس”، وبالتالي عندما يكون المنزل بعيداً عن “السنترال” تصبح سرعة الانترنت محدودة.
–    68 بالمئة من الشكاوى التي ترد على الرقم 1515 تتعلق بنوعية الشبكات الموجودة داخل المنازل، والمشترك لا يعلم أنّ الشبكة القديمة الموجودة لديه داخل المنزل قد لا تستوعب الإشارة المرسلة من “أوجيرو”.
–    لا يعلم المستهلك خلال الدراسة “أونلاين”  أن “الراوتر” الموجود لديه لا يتحمل تلميذا يتابع دراسته “أونلاين”، وفردا آخر داخل المنزل يشاهد “اليوتيوب”، وآخر يشاهد الـ”نتفلكس”. وفق كريدية، في هذه الحالة، يتم تحميل “الراوتر” ضغطا أكثر من طاقته. 

الانترنت البطيء أبرز مشكلات التعلم عن بعد: أين وزارة الاتصالات؟ 
–    بعض المواطنين يشتركون بباقات بطيئة جداً، بمعنى يكون لديهم سعات (ميغابيت) محدودة، بينما يحتاج أكثر من ذلك ليتمكّن التلميذ من متابعة دراسته “أونلاين” عبر الـ “video conference”. وهنا يشير كريدية الى أننا نعمل في الشق التقني باستمرار، ونراقب الشبكة، لافتاً الى أنّ تقنيات عديدة (zoom،.teams..) يتم استخدمها حاليا في عملية التعلم عن بعد دون أن يسبّب هذا الأمر ضغطاً على الموزّع ما يدفع بنا الى القول إن سبب بطء الانترنت هو الشبكة الموجودة في المنازل.

وفيما يرى كريدية أن المستهلك لا يعرف كل هذه الأمور، يشدد على ضرورة أن يسارع كل فرد في المنزل الى إغلاق ما ليس بحاجته، في الوقت الذي يتابع به التلميذ دروسه الكترونياً ليستفيد من “الكونيكشن”. 

ويوضح كريدية أننا في “أوجيرو” نراقب الشبكة على مدار الساعة، ويأتينا أكثر من 2000 اتصال في اليوم، حيث يسارع الموظفون الى معالجة المشاكل التي تردنا خلال 72 ساعة. وهنا يوضح كريدية أنه في حال كان هناك مشكلة نعمل على حلها، ولكن من أصل ٢٠٠٠ شكوى هناك ١٥٠٠ حالة يكون فيها المستهلك هو السبب؛ فإما أن يكون المستهلك قد وضع “الراوتر” في مكان خطأ وإما ان تكون الاشارة في المنزل غير موزعة كما يجب، واما أن يكون مشتركا في باقة غير كافية كباقة الـ٢٤ الف ليرة التي لا تكفي كي يتمكن التلميذ من التعلم “اونلاين” بموازاة وجود فرد آخر في المنزل يشاهد الـ”نتفلكس” او “اليوتيوب”.

ولا يخفي كريدية أن الضغط زاد على الشبكة بنسبة ٤٢ بالمئة بعد البدء بالتعلم “أونلاين”لكن هذه النسبة -وفق الامكانيات الموجودة لدى “أوجيرو” ووزارة الاتصالات- تكاد لا تذكر لأن السعة كبيرة ورغم كل هذا الضغط بالكاد نستعمل ٥٠ بالمئة منها”. وهنا يشدد كريدية على أن لدينا إمكانيات ضخمة جدا لكن المشاكل موجودة في مكان آخر للأسباب التي ذكرناها”.

وفي الختام، يوجّه كردية النصائح للمواطنين باستعمال الانترنت بمسؤولية وتكبير الحزمات، لافتاً الى أننا مررنا بفترة إقفال أكثر تشددا من القادمة، ولم تتأثر شبكة الانترنت بتلك الفترة، مؤكدا على ضرورة أن يبدأ المستهلك من منزله ويراقب أين يضع “الراوتر” لأن الاشارة التي تصدرها لا تخترق الحيطان  وعليه يجب توجيه الانترنت وهذا الأمر ليس من ضمن مهام “أوحيرو”. ويكرر كرر كريدية أنّ استعمال الانترنت مرهون بالمشترك اذ لا يجوز ربط 10 أجهزة بالراوتر، حينها يستحيل أن تستوعب هذا العدد ولو كانت  النوعية جيدة.