اليونيفيل الإيطالية تتبرع بحصص تموينية لدور الايتام ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في الجنوب
لبنان- محمد درويش :
– أحيت اليونيفيل في جنوب لبنان الذكرى العشرين لاعتماد قرار مجلس الأمن الدولي 1325 المفصلي حول المرأة والسلام والأمن من خلال حلقة نقاش افتراضية مع قيادات نسائية بارزة في لبنان.
من جهته، أشاد رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول بالدور الأساسي الذي تلعبه المرأة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
وقال رئيس بعثة اليونيفيل: “إن المرأة تساعد في تحسين جميع جوانب عملياتنا وأدائنا، وهي تضمن التواصل بشكل أفضل مع المجتمعات المحلية، وتمنع النزاع والمواجهة وتحدّ منهما، وهي بمثابة قدوة لأقرانها ولغيرهم”.
وأضاف اللواء ديل كول أنه على الرغم من أن عدد النساء في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لا يزال منخفضاً للغاية، إلا أنه زاد بشكل كبير في السنوات الخمس الماضية.
وقال: “بين الموظفين المدنيين، حققت اليونيفيل في العام الماضي التكافؤ بين الجنسين في ثلاثة مستويات للموظفين وأحرزت تقدماً على جميع المستويات”.
وعلى الجانب العسكري، تشكل النساء حوالي ستة في المائة من جنود حفظ السلام في اليونيفيل الذين يزيد عددهم عن 10,300 جندي – حيث ارتفعت النسبة عن الـ 2,5 في المائة التي كانت في عام 2006.
وأكّد اللواء ديل كول على دعم اليونيفيل للبنان في وضع خطة العمل الوطنية الأولى لتنفيذ القرار 1325، والتي تعيد التأكيد على دور المرأة المهم في منع النزاعات وحلّها، ومفاوضات السلام، وبناء السلام، وحفظ السلام، والاستجابة الإنسانية وإعادة الإعمار بعد النزاع.
كما شدد اللواء ديل كول على أنه خلال العام الماضي، تمّ إنفاق أكثر من 15 في المائة من ميزانية اليونيفيل المخصصة لمساعدة المجتمع في مشاريع تتعلق بالمرأة والسلام والأمن.
تجدر الاشارة الى أن القرار 1325، الذي تمّ اعتماده في 31 تشرين الأول 2000، يشدد على أهمية المشاركة المتساوية للمرأة وانخراطها الكامل في جميع الجهود المبذولة للحفاظ على السلام والأمن وتعزيزهما.
وقد تلا القرار تسعة قرارات أخرى تهدف إلى دعم تنفيذه، وهي تشكل مجتمعةً أجندة المرأة والسلام والأمن.
يذكر أن حلقة النقاش، التي أدارها نائب رئيس بعثة اليونيفيل جاك كريستوفيديس واستضافتها مستشارة شؤون النوع الاجتماعي في البعثة الدكتورة عفاف عمر، كانت بعنوان “عشرون عاماً من قرار مجلس الأمن 1325: النجاح والتحديات في لبنان”، وقد تحدّث خلالها رئيسة لجنة المرأة والطفل النيابية النائبة الدكتورة عناية عزالدين، ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون، وممثلة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان رويدا الحاج.
في اطار آخر : قدمت الكتيبة الإيطالية العاملة َفي إطار قوة الأمم المتحدة المؤقتة اليونيفيل هبة عبارة عن حصص تموينية لفائدة عدد من دور الايتام ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في عيتا الشعب، بنت جبيل، تبنين وصور.
وقد تم شراء المواد الغذائية بتمويل من وزارة الدفاع الإيطالية، وسوف تلبي احتياجات الأشخاص الذين يواجهون صعوبات بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية التي ضربت البلاد، والتي تفاقمت بسبب تجدد وباء فيروس كورونا.
و المبادرة كانت قد شملت العائلات الأكثر فقرا وذلك من خلال مجتمعات جميع الطوائف الدينية الرئيسية الموجودة في منطقة عمليات الكتيبة الإيطالية.
تم تغليف المواد الغذائية، التي تم شراؤها بتمويل من وزارة الدفاع الإيطالية، في صناديق مختومة خاصة وفقًا للمعايير الصحية ولمتطلبات النظافة وتم التحميل والنقل على متن آليات الأمم المتحدة.
وأعرب جميع المسؤولين المحليين عن شكرهم لقائد القطاع الغربي لليونيفيل العميد الركن آندريا دي ستازيو وأيضا لإيطاليا وقوات حفظ السلام الإيطالية على الاهتمام الكبير والقرب من السكان المحليين في مثل هذا الوضع الخاص والمأساوي. وبالرغم من الخطر على حياتهم وبسبب انتشار جائحة كورونا، أظهر الجنود الإيطاليون مرة أخرى أنهم يحملون ثقافة سلام وتضامن وصلت إلى قلوب اللبنانيين ، وأظهروا بالأفعال مشاعر الأخوة الصادقة.
وتحدث الجنرال دي ستازيو عن المبادرة : ” ولدت فكرة التجاوب الملموس من الكتيبة الإيطالية تجاه الشعب اللبناني، وذلك بعد الطلبات العديدة التي وردت مباشرة من المؤسسات والسكان المحليين خلال اجتماعات مع السلطات الحكومية والدينية الرئيسية في المنطقة“.
وإشارة إلى أهداف المبادرة، شدد دي ستازيو على الحاجة الاستثنائية والملحة ل ” لفتة حقيقية تنبع من الرغبة بالاهتمام بكرامة الناس، ولا سيما الأكثر فقرًا والذين لا يمثل الطعام بالنسبة لهم راحة بل حاجة حيوية أساسية، مثل الحرية والصحة“