أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا سنصل إلى اللحظة التي يتضح فيها عجز العدو الصهيوني عن استكمال حربه ضد غزة، ولن يحقق تحرير أسير وحيد من الصهاينة من بين أيدي المقاومة، ولن يستطيع أن يسحق المقاومين في غزة، وسيضطر إلى أن يفاوض المقاومين من أجل أن يستعيد أسراه مقابل إطلاق سراح موقوفين ومعتقلين في زنزاناته، وستخيب آماله، وسيسقط مفعول كل الدعم الغربي الذي تلقاه خلال الأشهر الستة الماضية.
كلام النائب رعد جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس أحمد علي حمد في حسينية بلدة طورا الجنوبية، بحضور مسؤول وحدة الأنشطة الإعلامية في حزب الله الشيخ علي ضاهر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وشدد النائب رعد على أنه لا يوجد على وجه الأرض شريعة تُقرّ بحق العدو الصهيوني بالدفاع عن أرض احتلها بالقوة، ولكن في شريعة الغرب المُنافق، يعطي الإسرائيليين هذا الحق، ويموّله بكل ما يحتاج، من ذخائر وقذائف زكية وجسر جوي، وهذا ليس من أجل أن ينتقم ممن نفّذ عملية السابع من تشرين الأول الماضي، وإنما ليمارس تهجيراً شاملاً لكل الشعب في غزة، وليسقط كل خيار مقاوم على وجه هذا الأرض، لأنه إذا تمكّن الإسرائيلي من أن ينال ويسقط خيار المقاومة في غزة، سيرتد إلى لبنان ويحاول أن يسقط خيار المقاومة بفعل الدعم الغربي المتاح له، ومن هنا نحن تلقفناه قبل أن يعي ماذا يفعل، وواجهناه قبل أن يستكمل عدته وخطته، وأورثناه في مواجهته الراهنة كل عناصر الفشل التي تمنعه من تحقيق أهدافه.
ولفت النائب رعد إلى أن العدو يريد من التفاوض الذي يجري اليوم، تفاوضاً لوقف إطلاق مؤقت، والمقاومة تُصر على أن يكون تفاوضاً من أجل إنهاء للعدوان وانسحاب من غزة وتبادل للأسرى والمعتقلين، ولكن ربما هناك من يراهن على أن الغرب أصبح مُحرجاً أخلاقياً ومعنوياً ومنزعجاً من الإسرائيلي الذي بات لا يسمع كلامه، وبات متمرداً حتى على نفسه، ولذلك أصبح يخطئ كيفما رمى، واعتاد على أن يقصف المدنيين.
وأشار النائب رعد إلى أن بعض الدول الغربية قامت قيامتها حينما استهدف العدو الإسرائيلي سبعة أشخاص من العاملين الأجانب في المطبخ الدولي، وهذا ما كشف حقيقتهم العنصرية، لأنه لم يرفع أحد من هؤلاء صوته ليدين المجازر والارتكابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، بحيث بات هناك ما يقارب 32 ألف ضحية مدنية في غزة.
وأضاف النائب رعد: إن مصير الرئيس الأميركي “بايدن” أصبح على المحك فيما يتعلق بنجاحه في الانتخابات الرئاسية الأميركية إذا لم يضغط على الإسرائيلي من أجل أن يوقف إطلاق النار ولو مؤقتاً، فهذه هي العنصرية والثقافة الغربية الأنانية التي لا ترى خيراً للإنسانية، بل تريد أن توجّه كل خير الإنسانية لمصلحة الرفاه عندها في مجتمعاتها.
وشدد النائب رعد على أنه من المفيد جداً أن تنكشف للبشرية كل هذه الحقائق، حتى لا نعيد الكَرّة في الرهان لا على مجتمع دولي ولا على قانون دولي ولا على حماية دولية ولا على أصدقاء دوليين، علّ البعض عندنا في لبنان ممن يراهنون على أن السيادة تتحقق في لبنان بدعم الأصدقاء، يرعوون ويتعلمون من أن هذا العالم يعيش النفعية والعنصرية والأنانية، ولا تحركه إلاّ المصالح.
وختم النائب رعد بالقول إن الرهان على صنع النصر، هو الرهان على القوة والتوكل على الله والثقة بنصر الله، ونحن سنستمر في طريق الجهاد والمقاومة حتى يمن الله علينا بنصره الذي وعدنا به، وبالتالي علينا أن ننصر الله في مجتمعنا وديننا ووطننا وفي أخلاقنا وثقافتنا والتزامنا حتى ينصرنا، والله خير الناصرين، وهذا ما نراهن عليه، والنصر الذي نراه، هو قريب إن شاء الله.