السيد الحوثي: مسارنا تصعيدي ما استمرّ العدوان

أكّد قائد حركة أنصار الله اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، أنّ صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة “سيؤدي إلى النصر المحتوم، وزوال كيان الاحتلال الإسرائيلي”. 

وفي كلمةٍ ألقاها، الخميس 8/2/2024، لمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف، شدّد السيد الحوثي على أنّ “صمود المجاهدين في غزّة هو صفحة ناصعة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ومن مبشّرات المستقبل القريب”، مؤكّدًا أنّهم “متماسكون جدًا، وأداؤهم فعّال للغاية، على الرغم من كل إمكانات العدو وأسلحته التجسّسية المتطورة”.

ولفت السيد الحوثي إلى أنّ الاحتلال، بكلّ إمكاناته العسكرية التي راكمها وصولًا إلى الذروة، “فشل في تحقيق أهدافه أمام الصمود الفلسطيني العظيم”، مؤكّدًا أنّ هذا الصمود “عاقبته النصر، في مقابل الخذلان المستمر من كثير من الأنظمة العربيّة والإسلاميّة”.

وأشار السيد الحوثي إلى الفشل الذي مُني به الاحتلال “في اقتحام بعض المدن والأحياء بسبب المقاومة، وفي استعادة أسراه من دون صفقات تبادل”.

وأضاف السيد الحوثي أنّ حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال على غزّة “تعكس حجم إجرامه”، موضّحًا أنّ “من أهداف العدوان هو كسر إرادة شعب غزّة ومقاومتها، من أجل إلغاء كلّ مقوّمات الحياة، وهو فشل في ذلك”.

وأكد السيد الحوثي أنّ الولايات المتحدة هي “مصدر الشر والظلم والطغيان، وهي مشاركة في الإجرام ضد أهل القطاع”، وأنّها “المسؤولة عن تخاذل المجتمع الدولي عن نصرة الفلسطينيين”.

وتابع ” الأميركيون سعوا لإقناع بعض الدول العربية بتهجير سكان غزّة”، مشدّدًا على أنّ واشنطن “تتحمّل مسؤولية استمرار العدوان، وباتت تشتبك على عدة جبهات، وهذا أمر ينهكها”.

كما رأى أنّ مجلس الأمن الدولي بات “مجلس أمن المستكبرين، الذي يحمي الأميركيين والإسرائيليين”، متحدّثًا عن “مشاركة طائرات الاستطلاع الأميركية والبريطانية في التحضير لاستهداف النازحين في رفح”.

كما لفت إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي “يتفنّن في الجرائم، ويعمد إلى السماح للأطفال بالعبور من دون آبائهم، من أجل أن يفصلهم عن أسرهم في بعض مناطق غزّة”.

وبشأن الدور الذي يؤديه اليمن في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزّة، فقد أكّد السيد الحوثي أنّ “إطلاق الصواريخ الباليستيّة والمسيّرات سيتواصل، طالما أنّ الحرب مستمرة”.

وتوجّه السيد الحوثي إلى الشعب الفلسطيني، مؤكداً له “بكل صدق أنّه ليس وحده”، وأنّ “مسارنا تصعيدي ما دام العدوان مستمرًا”.

وشدّد على أنّ استهداف أم الرشراش، جنوب فلسطين المحتلة، “أثّر في وضع العدو هناك على كل المستويات”، بحيث “باتت المدينة غير آمنة”، مؤكدًا أيضًا أنّ “منع حركة السفن من التوجّه إلى كيان الاحتلال كلّف الأخير خسائر باهظة”.

وشدّد السيد الحوثي على أنّ واشنطن هي التي “تسبّبت بعسكرة البحر الأحمر، وتحويله إلى ساحة حرب أخرى”.

كما أوضح أنّ هذا التورّط الأميركي – البريطاني “جعل البلدين قوةً مستهدفةً في البحر، وله نتائج عكسية على الجانبين”، مؤكّدًا أنّ ذلك “لن يحقّق أهدافهما، ولن يحمي السفن الإسرائيلية”.

في السياق نفسه، أشار السيد الحوثي إلى أنّ “خسائر كبيرةً لحقت بالولايات المتحدة وبريطانيا على المستوى الاقتصادي، لأنّهما ورّطتا نفسيهما في العدوان”، مجدّدًا التأكيد على أنّ القوات المسلّحة اليمنية “باتت تستهدف السفن والبوارج الأميركية والبريطانية، ردًّا على العدوان على بلدنا”.

وبشأن العدوان الأميركي – البريطاني الذي تجدّد في الأيام الأخيرة على اليمن، أكد السيد الحوثي أنّ “الهجمات الأميركية التي بلغ عددها 86، لا تحدّ من قدرات بلدنا وضرباتنا مستمرة وفعّالة ومؤثرة جدًّا”.

وأضاف أنّ “الأميركي تفاجأ من مستوى التكتيك في اليمن، وقدراتنا هي من أجل مساندة الشعب الفلسطيني، وهو يدرك أنّ جيشنا تمكّن من مواجهة كل تكتيكاته، وذلك من خلال الحرب التي استمرّت 9 سنوات علينا”.

كما لفت إلى أنّ الأميركي غير معتاد على أن تُضرَب سفنه وبوارجه بالصواريخ، “فيردّ بغارات بسيطة غير مؤثرة على أهداف محدّدة”، معتبرًا أنّ واشنطن “تبحث عمّن يقاتل نيابةً عنها في الميدان وعن المرتزقة، ولا تجرؤ على اجتياح بلدنا ومواجهة شعبنا”.

كذلك، تطرّق السيد الحوثي إلى الحضور الشعبي الواسع في اليمن، الذي “يحسب له العدو ألف حساب، وخصوصًا الأميركي”، مؤكّدًا أنّ “مئات آلاف المجاهدين الذين يمتلكون الخبرة العسكرية يخيفون العدو”.

وأضاف السيد الحوثي أنّ الولايات المتحدة “تدرك أنّ شعبنا مسلّح، وأنّ جيشنا جاهز للتفاعل مع الشعب الفلسطيني ومظلوميته”.

كما حثّ الشعب اليمني على مواصلة “التحرك الشامل نصرةً لغزة”، داعيًا إياه إلى “خروج مليوني مشرّف دعمًا لغزة، لأنّنا لن نترك الساحات طالما شعب غزة يقتل”.