لم يكتفِ العدوّ الصهيوني بسرقته المستمرّة طوال السنين الماضية لمياه نهر الوزاني، بل عمد فجر اليوم الأربعاء إلى شنّ عدوان على مضخات المياه في النهر عبر استهداف مبنى المضخات بصاروخ، لتخرج بذلك عن الخدمة. والنتيجة، إلحاق ضرر كبير بإمكانية تغذية البلدات الجنوبية المستفيدة، فاستهداف المضخات سيوقف عملها لتصبح معطّلة حتّى يُعاد إصلاحها، الأمر الذي سيحرم عددًا كبيرًا من البلدات الجنوبية من مياه الشرب، ليضطر سكان هذه البلدات إما إلى اللجوء لمياه الآبار أو إلى شراء المياه.
وبحسب رئيس اتحاد بلديات جبل عامل السابق علي الزين، تُغذي مضخات المياه في نهر الوزاني بشكل مباشر، منطقة الوزاني وعين عرب وجزءًا كبيرًا من مدينة الخيام وكفر كلا والعديسة ومركبا وحولا وميس الجبل ورب الثلاثين وصولًا إلى بليدا، مشيرًا إلى أنها تغذّي بشكل غير مباشر محطتي الضخ في مركبا والطيبة، أي ما مجموعه 54 بلدة جنوبية.
وذكر الزين في حديث لموقع “العهد” الإخباري أنّ مضخات المياه في نهر الوزاني تضّخ يوميًا نحو 12 ألف متر من المياه، لذا فهي من المحطات الأساسية في المنطقة، وقال: “في الأيام العادية تعمل المضخات هناك بربع طاقتها لعدم قدرة مؤسسة مياه لبنان الجنوبي واتحاد البلديات على صيانتها بشكل دوري، لكن الاستهداف اليوم سيؤدي حتمًا إلى توقف عملها، مؤقتًا ريثما يتم كشف الأضرار والبدء بعملية إعادة تأهيلها”.
الزين لفت إلى أنّ الجيش اللبناني والمؤسسة يُجريان عملية كشف الأضرار، لكننا حتّى الآن لا يمكننا تحديد حجمها أو تقدير مدى حرمان البلدات الجنوبية المستفيدة من المياه جراء الغارة، داعيًا قوات “اليونيفيل” إلى المشاركة في إصلاح المضخات إلى جانب الجهات المعنيّة بذلك.