العدوان يُحرق أشجار وحقول الجنوب ووزير الزراعة يُحصيها لـ”العهد”

لطيفة الحسيني

108 أيّام من الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على القرى الجنوبية الحدودية مرّت. تصدّي المقاومة الإسلامية يتصاعد يوميًا وصمود الأهالي بات يُدرّس، لكنّ السير في طريق المواجهة وإسناد الحقّ والقضية الفلسطينية ينعكس بذلًا على أكثر من صعيد.

عشرات البلدات الحدودية اليوم في الصورة. بأهلها وناسها وخيراتها وثرواتها وإمكانيّاتها تقف لتلقّي ضربات جيش الاحتلال وسلاح جوّه وغاراته الإجرامية. مساحاتٌ شاسعة تضرّرت بفعل القصف الاسرائيلي بالقنابل الفوسفورية، وحتى الآن لا إحصائيات نهائية بها، فالعدوان مستمرّ وقد تزداد.
 
في حديث لموقع “العهد” الإخباري، يُبيّن وزير الزراعة عباس الحاج حسن أن “ما لا يقلّ عن 50 ألف شجرة زيتون أُحرقت جراء الغارات الاسرائيلية، وتُلف منها ما هو مُعمّر بما يفوق الـ250 الى 300 سنة”، ويوضح أن “السهول المزروعة بالبقوليات والحمضيات واللوزيات والموز والخضار تضرّرت بشكل مباشر”، ويضيف “لم نستطع أن نزرع بقوليات وقمحًا ولم نحضّر الأراضي للزيتون لجهة التشحيل والتقليم”.

ويُشير الى أن “عشرات المزارع تضرّرت أيضًا، فيما نَفَق ما لا يقلّ عن 1000 رأس ماعز وغنم حتى الآن، كما أن ما لا يقلّ عن 300 ألف طير بيّاض وفروج نَفَق نتيجة القصف الفوسفوري للعدو بهدف تدمير كلّ هذه الإمكانات”، ويلفت الى أن “نحو 2000 دونم من الغابات قُضيَ عليه بشكل كامل في القرى الحدودية ولم يبقَ منها شيء”.

وإذ يؤكد تضرّر حقول التبغ جراء غارات الاحتلال، ينبّه الى أن “موسم التبغ مهدّدٌ اليوم لأن الحقول بخطر ويصعب على الأهالي العمل فيه جراء الأوضاع والقنص والاستهدافات المستمرّ”.

العدوان يُحرق أشجار وحقول الجنوب ووزير الزراعة يُحصيها لـ"العهد"

الحاج حسن يلفت الى أن وزارته “تقوم من خلال عناصرها على الأرض، إن كان في المراكز الزراعية أو في المصالح كافّة بعمليات المسح عن بُعد، وتواكب يوميًا التطوّرات الميدانية ولا سيّما عند وقوع أيّ طارئ جراء الغارات التي تطال المزارع والثورة الحيوانية جنوبًا”.

وتعمل وزارة الزارعة، بحسب الحاج حسن، بمساعدة البلديات واتحاداتها والجمعيات على الأرض حتى تنطلق فِرقها وفِرق الهيئة العليا للإغاثة أو الهيئات الأخرى للتحرك فور توقّف الأعمال العدائية وإجراء مسح بطريقة سريعة ودقيقة للتعويض في الختام عن الأهالي في القرى الجنوبية للحدودية الذين يتعرّضون لهذا الاعتداء.

ويعتبر الحاج حسن أن “أبناء القرى الحدودية يريدون أن يقولوا للعدو كما انتصرنا وكان شعارنا المقاومة والشعب والجيش ستكون البوابة الزراعية أساسًا في صمودنا”، ويتابع “سنزرع مكان كلّ شجرة زيتون يُحرقها العدو 10 أشجار لنقول له كما نزرع شهداءنا على كل التخوم، نحن قادرون على زراعة آخر حبّة تراب على هذه الأرض حتى نؤكد أننا سننتصر ونقاوم مهما أحرق الأخضر واليابس”.

ويذكّر بأن “مجلس الوزراء كان قد خصّص حصّة للتعويض عن الأضرار في الجنوب وكلّ شيء ينتظر توقف الاعمال العدائية لتصرف هذه الأموال في سبيل هذا الهدف”، ويقول “كوزارة زراعة تواصلتُ مع الهيئات المانحة وهم على استعداد للمساعدة وهذا الأمر نعمل عليه داخليًا وخارجيًا”.

يُشار الى أن مجلس الوزراء أقرّ في نهاية تشرين الثاني من خارج جدول الأعمال مبدأ التعويض على المتضرّرين جراء الاعتداءات الإسرائيلية منذ 8 تشرين الأول الفائت على البلدات الجنوبية.

العدوان يُحرق أشجار وحقول الجنوب ووزير الزراعة يُحصيها لـ"العهد"