أرقى الكفاح أن تُكافح من أجل أبنائك…!
أن تتخلّى عن ذاتك وتنسى أنّك كنتَ ذاتَ يوم تبحث عن هدوء ما بعد صخَبِ البدايات…!
أنا أرفض عبارة أن تحيا قليلًا لنفسك.
أُحَبّذُ:
الكفاح حتّى آخر نفس
والذوبان في مسافة الأيام حتّى انطفاء وهج العمر!
أن تقمع أناك…!
فلا مجال للمهادنة في رسم مستقبلك من دون أولويّة أبنائك…
ربّما ينتقد البعض هذا المدى من التخلّي، ولكن:
– عندما تكون غنيًّا سيرث الأبناء كثيرك.
– وعندما تكون فقيرًا سيرث الورّاث قليلك.
أنْ تقَدّمَ لهم كلّ ما تملكه من ثروة هو الجمال الأبويّ عينه.
فالثروة هنا: ليست ما لَكَ، ولا مقتنياتك الوهميّة من العملة والذهب، ولا قطعة أرض في مكان مثير للطمأنينة، أو شقّة سكنيّة ساحرة وارفة في المدينة…!
الثروة في أن تقدّم للناس قيمة هائلة من التربية،
قيمة هائلة من الإشباع الأخلاقيّ في مَن أنجَبْتَ إلى الحياة…
الثروة في الجودة لا في السيارة باهظة الثمن،
ولا في قدرتك على ملء حياتهم بتذاكر السفر، ودفاتر البنوك، والأنانيّة المفرطة في جعل المال لديهم هو كلّ شيء…!
لطالما أفنى الوارثون الأرض والشجر،
ولطالما بذخ الوارثون حتّى آخر عملة ورقيّة لم يتعبوا بجلبها، ولم يدركوا صعوبة جمعها…
الثروة في أن تُقدَّم للعالم قبل رحيلك إنسانًا يكمّلك…،ابنًا(ابنة)،
يرتقي بك
وترتقي به في عالمك الآنيّ هنا، والدائم هناك…!
فكلّنا عابرون …وقد أُطلِقَ سهم الموت نحونا مُذ وفَدْنا بزيارتنا المؤقّتة إلى الحياة،
وبانتظار وصول السّهم إلى الهدف علينا أن نقدّم للعالم الأنموذج الأصلح، لكي تكون وفادتنا متجذّرة أصيلة في مَن سيحمل اسمنا إيذانًا بجيل مُتقَن الاستقامة
والتربية والحِلْم والإيمان…! وبعد.
د. محمّد حمّود