أكد قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الخميس 18 كانون الثاني/يناير، أنّ “العدوان الأميركي البريطاني لن يغيِّر من موقف شعبنا والتزامه الإيماني في مناصرة الشعب الفلسطيني وسكان غزة، والاستهداف المستمر للسفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، والاستهداف للسفن سيشمل السفن الأميركية والبريطانية”، معتبرًا أنّ القرار الأميركي الأخير بتصنيف حركة أنصار الله كتنظيم “إرهابي”، مضحك وأنّ التصنيف الأميركي “خطوة تأتي في سياق حماية الإجرام الصهيوني فقط”.
ولفت إلى أنّ “العدوان على بلدنا لن يؤثر على قدراتنا العسكرية”، معلنًا أنّ “هناك فعلًا خطوات ملموسة من الآن، في تطوير قدراتنا العسكريّة”.
كلام السيّد الحوثي جاء خلال كلمة تحدث فيها عن آخر المستجدات، حيث أوضح فيها موقف الشعب اليمني من مظلومية الشعب الفلسطيني وموقف اليمن تجاه العدوان الأميركي البريطاني، وكذلك القرار الأميركي الأخير بتصنيف حركة أنصار الله كتنظيم “إرهابي”.
ولفت إلى أنّ “التوجه الأميركي والبريطاني مع الإسرائيلي وصل إلى درجة العدوان على بلدنا، وإعلان الحرب على بلدنا، والاستهداف للبحرية في البداية، والاستهداف بالغارات وبالضربات الصاروخية من البحر أيضًا”.
وقال السيد الحوثي: “هذا العدوان الذي انتهكوا به سيادة بلدنا، وورَّطوا أنفسهم في حرب مع بلدنا، بناءً على التزامهم الصهيوني، يشهد لمدى فاعلية تأثير موقف شعبنا العزيز وقواته المجاهدة في سبيل الله في الموقف البحري الذي أغاظ الأعداء إلى هذه الدرجة، حيث لم يعد يطاق بالنسبة لهم، ولا يتحملون أن يستمر هذا الموقف، وأصبح يمثل مشكلةً وعامل ضغط حقيقي على العدو الصهيوني، فحركهم الأعداء بدءًا بالعدوان”.
وتابع السيد الحوثي قائلًا، إنّ العدوان على شعبنا العزيز من جهة الأميركي والإسرائيلي، بدءًا بالاعتداء على البحرية، ثم تلاه أربع جولات من الغارات والقصف الصاروخي، آخرها كان البارحة، وهو عدوان وانتهاك مباشر لسيادة اليمن، واعتداء مباشر على الشعب اليمني.
وشدد السيّد الحوثي على أنّ ما يفعله الأميركي “هو اعتداء على الشعب اليمني، الموقف هو موقف الشعب اليمني، من لديه شكٌ في ذلك ليشاهد الخروج المليوني لشعبنا العزيز في صنعاء وفي مختلف المحافظات، فالموقف هو موقف شعبنا، والعدوان هو عدوانٌ على شعبنا، والحرب التي تورَّط فيها الأميركي والبريطاني، هي حرب ضد شعبنا العزيز”.
وأكّد قائد حركة أنصار الله أنّ “الأمّة اليوم بين التزامين: التزام الأميركي الصهيوني، والتزام أمتنا الإيماني. ونحن من هذا الانتماء الإيماني، والالتزام الإيماني، حيث وقف شعبنا اليمني المسلم العزيز وقفته الكاملة بالقول والفعل لمناصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومجاهديه الأبطال، على المستوى العسكري بالصواريخ الباليستية والمجنحة، وفي الموقف البحري لاستهداف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، ومنعها من الذهاب إلى موانئ فلسطين المحتلة لدعم الصهاينة اليهود الذين يجوِّعون الشعب الفلسطيني في غزة، ويمنعون عنه الماء والغذاء والدواء، ويرتكبون بحقه جرائم الإبادة الجماعية”.
وجدد السيد الحوثي التأكيد على أنّ “هذا الموقف هو من منطلق إيماني، وأن على الأميركي الذي يصر على أن يقف الموقف الباطل، الظالم، الإجرامي، أن يفهم ماذا نعني بانتمائنا الإيماني، وموقفنا الإيماني. موقفنا الإيماني عليه نحيا وعليه نموت”، لافتًا إلى أنهم “مستعدون في إطار الموقف الإيماني إلى الاستشهاد في سبيل الله”.
وأوضح السيد الحوثي أنّ “الموقف البحري كان له أثر كبير جدًا، وهذا ما نريده، وهذا ما نسعى إليه، ونحن كنا منذ البداية ندعو الله أن يوفقنا للموقف الفاعل المؤثِّر في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، ومجاهديه الأبطال، والله وفَّقنا لهذا الموقف المؤثر على الأعداء، والذي أغاظهم، والذي أيضاً نلمس مدى تأثيره بالقدر الذي أغاظهم وأغضبهم”.
السفن الأميركية والبريطانية ضمن الأهداف
وأكّد السيّد الحوثي أنّ “العدوان الأميركي البريطاني أولًا لن يغيِّر من موقف شعبنا والتزامه الإيماني في مناصرة الشعب الفلسطيني وسكان غزة، والاستهداف المستمر للسفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، مضيفًا أنّ “هذا واضح في العمليات المستمرة، آخرها بالأمس، وعمليات ضد السفن”.
وأعلن أنّ “الاستهداف للسفن سيشمل السفن الأميركية والبريطانية، وعلى الأميركي أن يفهم أننا في مواقفنا الإيمانية ننطلق منطلقًا ثابتًا، لا يغيِّره الترهيب، ولا الاعتداء، ولا القصف، ولا الإجرام، ولا الضغط بكل أنواع الضغط، ولا يغيِّر ذلك أبدًا، لا يغيِّر موقفنا نهائيًا، فموقفنا ثابت، ومستمر، ونحن في موقفنا ماضون بكل فاعلية وتأثير، وبالاستعانة بالله”.
كما أكّد السيد الحوثي أنّ “العدوان على بلدنا لن يؤثر على قدراتنا العسكرية، فالأميركي في الجولة الأولى من غاراته وعدوانه وقصفه الصاروخي، صوَّر للعالم أنه استهدف ما لدينا من منصات صواريخ، ومن قدرات صاروخية، ولكن اعترف حتى هو في الأخير أنه لم يتحقق له هذا الهدف”، موضحًا أنّ الإعلان الأميركي كان مجرد وهم، ودعاية إعلامية لا أساس لها”.
المواجهة المباشرة مع الأميركي والبريطاني والإسرائيلي “نعمة كبيرة”
ورأى السيد الحوثي “أنَّ أميركا وبريطانيا دخلتا في الحرب بشكل مباشر، وأننا أصبحنا في مواجهة مباشرة بيننا وبين الأميركي والبريطاني والإسرائيلي، وهذا شيءٌ لا يخيفنا إطلاقًا، بل ارتحنا لذلك كثيرًا، وحمدنا الله تعالى على ذلك، على هذه النعمة الكبيرة، و هذا الشرف العظيم في أن نكون في مواجهة مباشرة بيننا وبين الإسرائيلي والأميركي والبريطاني الذين هم أم الإرهاب، وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب، وهم منبع الشر والإجرام والطغيان”.
قرار الإرهاب الأميركي سخيف
وفي ما يتعلق بالمستجد الأخير المتمثل في التصنيف الأميركي لحركة “أنصار الله” كمنظمة “إرهابية”، فقد أكّد السيّد الحوثي أنّه قرار “مضحك، فمن هو الأميركي؟”، لافتًا إلى أنّ “الأميركي هو الذي يرعى الإجرام الصهيوني في قتل الأطفال والنساء في غزة في كل يوم وليلة، والأميركي هو صاحب التاريخ الإجرامي الأسود الذي لا مثيل له، الإجرامي المفلس أخلاقيًا من كل القيم والأخلاق، آخرها: مصادرة الأخلاق في العفة والنزاهة الأخلاقية، والتبني لفاحشة الشذود الجنسي، والأمريكي المفلس إنسانيًا وأخلاقيًا، والأميركي صاحب الممارسات الإجرامية، سياساته إجرامية، توجهاته كلها طغيانٌ وإجرامٌ واستكبار، يصنِّف الآخرين، الشعوب المظلومة التي يبتدئ هو بالعدوان عليها”.
وأضاف “ألم يبتدئ الأميركي بالعدوان على بلدنا؟ ألم يشارك في العدوان على بلدنا لتسع سنوات، ثم يبتدئ بشكل مباشر في الاعتداء على البحرية، ويقتل من أبناء شعبنا، من قواته المسلحة في البحرية؟ ألم يبتدئ هو بالعدوان المباشر على شعبنا؟ ثم يأتي ليصنف الذين يعتدي عليهم، ويظلمهم، ويقتل منهم بغير حق، يصنِّفهم ضمن خانة الإرهاب، وهو منبع الإجرام والإرهاب والطغيان”، مشددًا على أنّ “الأميركي أصلًا لا يمتلك الأهلية لأن يصنِّف الآخرين ضمن أي تصنيف. هو في وضعية لا أخلاقية، لا إنسانية، لا يمتلك شيئًا من القيم”.
مناصرة الشعب الفلسطيني مستمرة
وأكّد السيّد الحوثي “أننا سنواصل دعمنا كشعبٍ يمني، ومساندتنا ومناصرتنا للشعب الفلسطيني، والضغط بكل الوسائل، بما فيها استمرار موقفنا في استهداف السفن المرتبطة بـ”إسرائيل”، بما فيها الوسائل العسكرية في الاستهداف بالقصف إلى فلسطين المحتلة، حتى ينتهي العدوان على غزة، وينتهي الحصار ضد غزة”.
وأوضح أنّه “من حق غزة أن تتدفق إليها المواد الغذائية والطبية، وأن يصل إليها الغذاء والدواء، ومن حقها أن يكون لها منافذ لوصول ما تحتاجه من غذاء ودواء ومتطلبات إنسانية، من البر والبحر والجو، وهذا حق مشروع لأهل غزة، فمن حقهم أن يستمر التدفق من معبر رفح بما يصل إليهم عبر هذا المنفذ من المساعدات دون توقف، ودون إعاقة أبداً، ومن حقهم أن يكون لهم ممر مائي إلى غزة لوصول ما يحتاجونه عبر البحر”.
وأكد أنّ “الأميركي يريد أن تكون البحار آمنة لوصول ما يقدِّمه من مساندة وإمكانات للعدو الإسرائيلي، ولتصل للعدو الإسرائيلي إمكاناته وبضائعه، وما يحتاجه، تجارته، في الوقت الذي يجوِّع فيه الشعب الفلسطيني”.
أميركا وبريطانيا إرهابيتان في التصنيف اليمني
وقال السيد الحوثي: “سنتصدى للعدوان الأميركي البريطاني الداعم لـ”إسرائيل”، و الساعي لاستمرار الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، المساند للإجرام الصهيوني، وبلدنا سيصنفهما في قائمة الدول الحامية والراعية والداعمة للإرهاب الصهيوني”.
وجدد دعوة كل الدول إلى الحذر من التورُّط مع أميركا وبريطانيا في “العدوان على بلدنا، وفي العدوان على الشعب الفلسطيني. فأميركا تسعى لجرِّ بقية الدول إلى المشاركة والإسهام المباشر في العدوان على الشعب الفلسطيني، فقد ورَّطوا ألمانيا لتدخل في مواقف خطيرة عليها، وسيئة جدًا، وتسهم بشكلٍ مباشر في قتل الشعب الفلسطيني بقذائف الدبابات، وبتقديم أشكال أخرى من الدعم للإجرام الصهيوني، وهذا ما تريده أميركا، تريد من الآخرين أن يقفوا معها لدعم الإجرام الصهيوني، واستهداف من يقف بوجه الإجرام الصهيوني”.
لمحور المقاومة الشرعية في التحرك
وفي ما يتعلق بمحور المقاومة، أكّد السيد الحوثي أنّه “عندما نأتي إلى موقف الأحرار من أمتنا في محور المقاومة، إلى حزب الله في لبنان، وجبهته الساخنة التي يقدِّم فيها كل يوم شهداء، وضرباته اليومية ضد العدو الصهيوني، عندما نأتي إلى أحرار أمتنا ومجاهديه من أبناء الشعب العراقي، وهكذا بقية الأحرار من أبناء الأمة، عندما يتحركون ضد الطغيان الأميركي والإسرائيلي، والإجرام الصهيوني اليهودي، فهم يتحركون وهم يستندون إلى الحق الواضح، إلى المظلومية الواضحة، إلى الالتزامات الإيمانية والأخلاقية”.
وتابع “هناك كل المشروعية، وكل الاعتبارات التي تبرر لنا كأمة إسلامية في البلدان العربية وغيرها، أن نتحرك لمساندة الشعب الفلسطيني، علينا التزام إنساني، علينا التزام أخلاقي، علينا التزام إيماني وديني”.
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ “الأميركي إذا كان يعتبر أنَّ عليه أن يأتي من بُعْد أكثر من تسعة آلاف كيلو متر، من آخر الدنيا، إلى منطقتنا، إلى بلداننا، إلى مياهنا وبحارنا، ليساند العدو اليهودي الصهيوني، المحتل، المعتدي، الظالم، المجرم، الذي يقتل الأطفال والنساء، ويعتدي، وهو في موقف العدوان، والبغي، والظلم، والإجرام، فكيف لا يحق لنا في إطار التزاماتنا الإيمانية والإنسانية والأخلاقية أن نقف مع الشعب الفلسطيني المظلوم، المعتدى عليه الذي يُقتل أبناؤه، ويقتل أطفاله ونساؤه، وتدمَّر منازلهم، الشعب الذي يجوَّع ويضطهد ويظلم، وهو جزءٌ منا، ينتمي إلينا كأمةٍ مسلمة، وهو جزءٌ من العرب أيضًا بالنسبة للبلدان العربية، للأمة العربية، هو جزءٌ منهم في انتمائه، في نسبه، في دينه، في لغته، في انتمائه القومي، بكل الاعتبارات، فكيف لا نقف لمساندة الشعب الفلسطيني من أجل الله، وعلينا التزامات بحكم انتمائنا الإيماني، التزامات لله”.
الخروج المليوني الحاشد هو جزء من موقفنا الذي هو جهاد في سبيل الله
وقال: “أتوجه لشعبنا العزيز ليخرج يوم الغد إن شاء الله في ميدان السبعين بصنعاء عصرًا، وفي بقية المحافظات، بحسب الترتيبات المعتمدة”، موضحًا أنّ “الخروج المليوني الحاشد هو جزء من موقفنا اليوم وموقفنا هو جهاد في سبيل الله”.
وأضاف السيد الحوثي: “ليكن الخروج يوم الغد من أجل الله في إطار الالتزامات الإيمانية، ابتغاء مرضاة الله، نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم”.