المعلّم والمُقاوم علي سعد.. نموذج للبذل والإيثار

حسن شريم

يجمع اسم الأستاذ الشهيد على طريق القدس علي أحمد سعد “جبريل”، من مدينة بنت جبيل الجنوبية، نيشانيْن. الأول تعليم الأجيال وتربيتها، والثاني جهاد الميدان. نموذجٌ مؤثّر لمن وهب عمره على خطّيْن دفاعًا عن الأرض والوطن والقضية الفلسطينية، وإخلاصًا لنهج تثقيفيّ مُتميّز. 

تكريمًا لعطاءات الشهيد علي سعد، أطلق تجمّع المعلّمين في منطقة جبل عامل الثانية دفعة الشهيد علي سعد “جبريل” ضمن برامجه التدريبية الخاصة بأساتذة المواد العلمية في النبطية.

موقع “العهد” الإخباري تحدّث إلى مسؤول التجمّع الدكتور محمد عطوي الذي فصّل هذه البرامج، فقال: “غالبًا ما يعمل تجمّع المعلّمين في النبطية على تنظيم برامج وورش تأهيلية وتدريبية للمعلمين والمعلمات الراغبين في المشاركة، ولا سيما خلال رأس السنة والصيف ليتمكّن أعضاء الكادر التعليمي من المشاركة، وميزة برنامج رأس السنة أنّه يستهدف أساتذة الكادر التعليمي للمواد العلمية (الرياضيات، الفيزياء، والكيمياء، والمعلوماتية..)، وكنّا قد أعددنا لبرامج بالتنسيق مع مجموعة من المدرّبين المتخصّصين، وكان افتتاح البرنامج منذ يوميْن، حيث صودف بأجواء فرضها استشهاد الأستاذ علي سعد الذي يختصّ بتلك المواد العلمية (الكيمياء)، ما أضفى على تلك الدورة التأهيلية روحانية، فهناك نسبة كبيرة من المعلمين والمعلمات والطلاب تأثروا بشهادته، فارتأينا تسميتها بدفعة الشهيد علي سعد”.

وأضاف الدكتور عطوي: “برنامج الدفعة التي أطلق عليها إسم الشهيد يركّز على البرامج الجديدة في ما يتعلق بتكنولوجيا التعليم ليستفيد منه أصحاب اختصاصات المواد العلمية على مستوى التحضير للمواد والامتحانات والسرعة بتلقف المعلومات واختصار الوقت والإفادة على مستوى المقالات العلمية والبحثية والأبحاث العلمية، ولا سيما أنّ نسبة كبيرة من المعلمين والمعلمات ما يزال في طور مراحل الدراسات العليا وإعداد أبحاث الدكتوراه”.

الشهيد أعاد الثقة بالساحة التعليمية

استذكر الدكتور محمد عطوي مزايا الشهيد، فبيّن أنه “كان أستاذًا بشخصية استثنائية، على مستوى العطاء والبذل والإيثار والعلاقة الفريدة والروحانية المميزة التي تربطه بطلابه كعلاقة أبوية، ظهرت جليًا من خلال الصور والفيديوهات التي انتشرت بعد استشهاده، إضافة إلى المشاركة المهيبة بتشييعه في مدينة بنت جبيل على مقربة من العدو الصهيوني الغاشم”.

ولفت الدكتور عطوي إلى أنّ: “الأسرة التربوية والتعليمية كافة نعت الشهيد علي؛ بدءًا من وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، مرورًا بالمدير العام في وزارة التربية إلى بيانات تجمع المعلمين وروابط التعليم الثانوي، إضافة إلى ما قيل من زملائه من قصائد شعر ومدع والثناء والتقدير والإطراء، وتأثّر طلابه”، فشهادته تركت أثرها على مستوى الساحة التربوية بشكل عام”.

من وجهة نظر الدكتور عطوي، استشهاد الأستاذ علي والتفاعل بهذا الحجم أعاد الساحة التعليمية إلى موقعها الطبيعي. ففي السابق تعرّضت ساحة التعليم لنكبة وتشكيك بمصداقيتها، نتيجة الإضرابات التي حصلت والأزمة التي تعرضت لها، واليوم استرجعت الساحة بريقها ورونقها ومصداقيتها، وأكدت ارتباط هذه الشريحة التعليمية بالمقاومة وعدم ضياع بوصلتها.

وأشار الدكتور عطوي إلى أنه: “تجري اليوم صناعة جيل يُثقّف ضمن المناهج التعليمية وصقلها بثقافة المقاومة، من خلال التأكيد أن البوصلة الأساس هي القضية الفلسطينية والحرص على عدم ضياعها عبر الأجيال، إذ أسقطت تلك الشهادة كل المشاريع الغربية والـ NGO’S، فشهادة الأستاذ علي رفعت الروحية عند الكادر التعليمي والطلاب، وآلاف الورش والندوات والمحاضرات والمؤتمرات التي تهدف إلى صناعة الوعي وصناعة الكوادر التعليمية لا تُضاهي قيمتها.. الشهادة حياة وستبقى صفات الشهيد حيّة في نفوس أبناء بلدته ووطنه، وكل من عرفه”.