لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن “معركة طوفان الأقصى التي حصلت في 7 تشرين الأول/أكتوبر أعادت للقضية الفلسطينية حيويتها وأعادت للشعب الفلسطيني أمله بالتحرير”، وأوضح أن “هذا (الأمر) لم يحصل منذ 75 سنة على الرغم من كل التضحيات التي كانت، لكن الزلزال الذي سبَّبه طوفان الأقصى هو زلزال مدمِّر سيترك تداعياته للمستقبل إن شاء الله”.
ورأى سماحته، خلال كلمة له في أسبوع المرحوم الحاج حسين قاسم في بيروت، أن “هذه العملية الرائعة في طوفان الأقصى كشفت توحش الجرثومة السرطانية “إسرائيل” وتوحش أميركا والغرب وخطر هذه الجرثومة السرطانية على العالم بأسره، فهم يبنون وجودهم على إعدام الآخرين!”.
وأضاف “الصهاينة محتلون وظالمون وهم معتدون، أمَّا الفلسطينيون فهم مقاومون لاسترداد أرضهم، ومع قرار الصهاينة بسحق المقاومة فهذا يعني أنَّهم قد وضعوا سقفًا يستحيل تحقيقه، وستواجه المقاومة بالتضحيات والشجاعة حتى النصر”.
الشيخ قاسم أوضح أن “كل طفل فلسطيني مشروع مقاومة، وكل إمرأة حاضنة للمقاومين، وكل فلسطيني مدماك لبناء فلسطين واستعادتها من الصهاينة”.
وتابع “قرأت للأميركان أنهم يدعون المقاومة في فلسطين إلى الاستسلام حتى ينتهي العدوان، وهذا مستحيل وهذا الخيار لا يمكن أن يتحقق، الخيار الوحيد المتاح أمام الشعب الفلسطيني هو القتال والصمود، فالمواجهة الآن يرتبط توقفها بمن يصرخ أولًا، وبالتأكيد لن يصرخ الفلسطينيون لأنهم من جماعة النصر أو الشهادة، إنما سيصرخ الإسرائيليون، أما كيف فلا نعلم ما هو التطور الذي يمكن أن يحصل ليشعر الإسرائيلي بأنَّ خسائره تراكمت إلى درجة لا يمكن تحملها أكثر من ذلك”.
ولفت سماحته إلى أن “لبنان يؤثر ويتأثر بما يجري في فلسطين، وكل “عمرنا” نقول في السياسة بأنّ لبنان يؤثر ويتأثر”.
ولمن يقول “لماذا يتدخل لبنان في القضية الفلسطينية؟”، ردّ الشيخ قاسم “هناك تداخل بين لبنان وفلسطين”، وأضاف “مبادرة حزب الله في مساندة غزَّة والشعب الفلسطيني جعلتنا مؤثرين في تشتيت بعض قدرة الجيش الإسرائيلي الذي اضطر أن يحشد أكثر من مئة ألف جندي وضابط على الحدود مما يخفِّف عن غزة، هذا عدا عن الخسائر الاجتماعية وعدد النازحين الذين زاد عن 250 ألفًا من منطقة الحدود مع لبنان، بالإضافة إلى الخسائر العسكرية في جنوده وآلياته وتجهيزاته، كما أعاقت خطط “إسرائيل” تجاه لبنان”.
الشيخ قاسم أكد أنّ “لبنان ليس مكسر عصا ولا لقمة سائغة لمشاريع “إسرائيل”، وأنَّ مقاومة الحزب إلى جانب حق الفلسطينيين تضع حدًّا لغلوائه دون رادع، مهما كان حجم دعمه الغربي والدولي فلن يجعل احتلاله مستقرًّا”.