في اليوم 56، استأنف الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، اليوم الجمعة (1 كانون الأول/ديسمبر)، بعد دقائق قليلة من انتهاء الهدنة المؤقتة في القطاع، ورفض العدو عروض حركة حماس لاستمرارها، مجدّدًا بذلك قصفه المدفعي وعبر الطيران الحربي مستهدفًا المدنيين، ليرتقي عشرات الشهداء والجرحى، فيما ردّت المقاومة الفلسطينية على المجازر الجديدة بقصف مستوطنات غلاف غزة واستهداف جنود العدو.
وقد ارتقى أكثر من 60 شهيدًا وعشرات المصابين في قطاع غزة منذ انتهاء الهدنة الإنسانية صباح اليوم، جرّاء قصف استهدف خانيونس ورفح جنوبي القطاع ومناطق شماله.
بدوره، أكّد مدير مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، في رفح، أنّ “مدينة رفح اليوم مدينة منكوبة”، وذلك بعد مناشدة المستشفى الفلسطينيين التبرع بالدم بسبب العدد الكبير من الإصابات الذي وصل إلى المستشفى. ولفت المدير إلى أنّ: “الحالات اليوم تزيد عما كانت عليه عند بدء الحرب”، مشيرًا إلى أنّه: “لدينا جثث ملقاة على الأرض؛ لأن الثلاجات فاضت عن طاقتها”.
وردًا على مجازر العدو الصهيوني، تحرّكت المقاومة الفلسطينية، فأعلنت سرايا القدس- الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن قصف المدن والبلدات المحتلة وقصف تجمع لجنود وآليات العدو المتمركزة في محور التقدم “نتساريم” بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل.
كما أعلنت عن قصف مستوطنات “نيريم” و “ناحل عوز” و “علوميم” برشقات صاروخية مركزة، وكشفت عن إسقاط طائرة صهيونية من نوع “سكاي لارك” من دون طيار في سماء المنطقة الوسطى.
بدورها، لفتت كتائب الشهيد عز الدين القسّام- الجناح العسكري لحركة حماس- إلى أنها قصفت “عسقلان” و”سديروت” وبئر السبع برشقات صاروخية ردًا على استهداف المدنيين، ودكّ تجمعات لقوات العدو شمال غرب مدينة غزة برشقات من منظومة صواريخ “رجوم” عيار 114 ملم وقذائف الهاون من العيار الثقيل، كما أعلنت عن استهداف دبابة صهيونية بعبوة “شواظ” شمال القطاع.
حماس: ستكسر إرادة جيش الاحتلال المهزوم
حمّلت حركة المقاومة الإسلامية – حماس الاحتلال مسؤولية استئناف الحرب والعدوان النازي على قطاع غزة، بعد رفضه طوال الليل التجاوب مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين.
وقالت الحركة في بيان لها: “جرت مفاوضات طوال الليل لتمديد الهدنة، عرضت خلالها الحركة تبادل الأسرى وكبار السن، كما عرضت تسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، كما عرضت تسليم جثامين عائلة بيباس والإفراج عن والدهم، ليتمكّن من المشاركة في مراسم دفنهم..إضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين، لكن الاحتلال رفض التعامل مع كل هذه العروض، لأن لديه قرارًا مسبقًا باستئناف العدوان الإجرامي”.
وتابع البيان: “نؤكّد أن شعبنا الصامد على أرضه، ومقاومته الباسلة وعلى رأسها كتائب القسام المُظفّرة، والتي تتصدّى الآن للعدوان على كل المحاور وتستأنف عملياتها البطولية؛ ستُفشِل أهداف هذا العدوان الإجرامي، وستكسر إرادة جيش الاحتلال المهزوم، وأن الكلمة العليا ستبقى لشعبنا الفلسطيني المرابط الصامد في وجه آلة الإرهاب الصهيوني المدعومة أمريكيًا”.
الهدنة المؤقتة لم تسعف المنظومة الصحية
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة قد قال: “إن الهدنة المؤقتة لم تسعف المنظومة الصحية، ونحتاج الى ضمان تدفق الإمدادات الطبية والوقود لكل مستشفيات قطاع غزة”.
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة “المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية ممثلًا بالرئيس الأميركي ووزير خارجيته، المسؤولية عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الحرب الوحشية ضد المدنيين والأطفال والنساء في قطاع غزة”.
وقال المكتب الإعلامي: “من حق شعبنا الفلسطيني الدفاع عن نفسه بكل الوسائل/ ومن حقه نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وزوال الاحتلال بالكامل عن أراضيه بموجب القوانين الدولية والأممية”.
وكانت الساعات الأخيرة من الهدنة قد شهدت انتهاء تبادل الأسرى بإفراج الاحتلال عن 30 أسيرًا فلسطينيًا، من بينهم 8 أسيرات من أراضي 48 و22 طفلًا، وذلك بعد إطلاق الفصائل الفلسطينية 8 أسرى من غزة.