عكس الإعلام الصهيوني حالة الإذلال التي وقعت فيها حكومة الاحتلال برضوخها لشروط المقاومة الفلسطينية في صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين، معتبرة أن هذه الصفقة تعبّر عن فشل للحكومة الصهيونية ونجاحًا لحركة “حماس” التي حددت شروطها في هذه الصفقة بوقف إطلاق النار لمدة 4 أيام، وفك الحصار عن قطاع غزة وتبادل الأسرى بواقع 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير صهيوني.
محلل موقع “واللا” العبري “أمير بوحبوط”، رأى أن الصفقة التي نصت على إطلاق سراح عشرات الأسرى لدى “حماس” على مراحل، “من خلال ابتزاز مشاعر الأهالي بشكل خاص والجمهور “الإسرائيلي” بشكل عام، وبالطريقة التي تُعلّق فيها المناورة البرية لأكثر من 24 ساعة، ستكون لها انعكاسات أمنية كثيرة” وفق تعبيره.
واعتبر بوحبوط أن الصفقة “تشكل خطرًا على عشرات الآلاف من جنود الجيش “الإسرائيلي” في قطاع غزة، وتضرّ أيضًا بزخم وكثافة التوغل البري، وتمنح قبة فولاذية لـ”الإرهابي الكبير” (القيادي في حركة “حماس" يحيى السنوار، وتضرّ أيضًا بقدرة الجيش “الإسرائيلي” على تحقيق أهداف الحرب. كل هذا، بينما في الخلفية، الساعة السياسية تتقلص”.
وقال: “عملية الصفقة المقترحة من قبل “حماس” بوساطة قطر معقدة جدًا، وفيها الكثير من علامات الاستفهام، ولكن بمعزل عن المتغيرات الكثيرة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمجال السياسي، القيمي، الأخلاقي، الاجتماع، والطبي، وبمنظور عسكري معمق هدفه تحقيق أهداف الحرب كما حددتها حكومة “إسرائيل” للجيش “الإسرائيلي” – يوجد في هذه الصفقة منحدر زلق وخطير جدًا”.
وأضاف: “عمليًا، من خلال تقدير جميع المتغيرات، كان تأجيل التوغل البري- حيث بدأت من وراء الكواليس مفاوضات لإطلاق سراح مختطفين (أسرى) ، بوساطة قطر وضغط من الولايات المتحدة. قد يقول البعض، تحت ضغط دولي”.
وتابع بوحبوط يقول: “لقد نجح يحيى السنوار في الحصول على تأجيل للتوغل البري إلى الجنوب حتى قبل انتهاء المفاوضات بشأن المختطفين (الأسرى) وفي الواقع في إطار حسم الصفقة، نجح السنوار في الحدّ من زخم الجيش”.
ورأى أن “أي شخص عاقل يدرك أن وقوف الجيش “الإسرائيلي” في مكانه يسمح للعدو ببناء صورة استخبارية، وتحسين مكانه، والاستعداد للآتي بشكل أفضل. هذا، قبل أن نؤكد الحقيقة الثابتة المتمثلة بتراجع الروح القتالية”.
وخلص بوحبوط إلى القول: “لا شك أن وقف إطلاق النار هذا، الذي يسمّونه هدنة، يعرض الجنود في الميدان للخطر، وبقية المختطفين (الأسرى) الذين لم يُطلق سراحهم، لماذا؟ مَن يضمن أنه مع مرور الوقت لن تحاول “حماس” تهريبهم إلى سيناء؟..لا شك أن صفقة جزئية تحسّن وضع السنوار وتضع جنود الجيش “الإسرائيلي” في خطر”.