الغرب يحجُّ نحو كيان العدو دعمًا لجرائمه

يتجلّى دعم الغرب للكيان الصهيوني، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، بزيارات متلاحقة لقادة الدول إلى الأراضي المحتلة. عنوان قدوم هؤلاء التضامن مع العدو وتأييده لما يرتكبه من مجازر بحق الفلسطينيين في غزة. هو انحياز واضحٌ الى جانب المعتدي الذي يحظى بغطاء دولي يسمح له باستباحة الدماء والمساكن والمستشفيات، بمباركة أمّ الارهاب أميركا التي باتت تُشرف على العدوان عن قرب. فلم تكتفِ الأخيرة بحضور رأس إدارتها لزيارة كيان العدو؛ بل حضر مسؤولون عسكريون أميركيون لضمان “دفاع “إسرائيل” عن نفسها”، بعد أن تحطّمت صورة رابع أقوى جيشٍ في العالم تحت أقدام المقاومين الفلسطينيين.

الإدارة الأميركية

لم يُغيّر البيت الأبيض موقفه الداعم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أكده بايدن في مناسبات عديدة منذ اللحظة الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، وذلك على الرغم من التذكير الخجول لـ”إسرائيل” بضرورة الحدّ من الخسائر في صفوف المدنيين. 

هذا ما أكَّده بايدن مرارًا، خلال زيارته لكيان العدو أمس الثلاثاء 18 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بعد تنفيذ آلة القتل الصهيونية مجزرة بقصف استهدف مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 500 شخص. وفي حين أعرب بايدن عن “حزنه العميق” لهذه المأساة، إلا أنَّه برّأ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من المجزرة بقوله: “يبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك وليس أنتم”.

هذا وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الكيان الصهيوني مرتين، عقب عملية “طوفان الأقصى”، أجرى بينهما جولة عربية شملت كلًا من: الأردن والإمارات والسعودية والبحرين وقطر ومصر. وسعى خلالها لحشد التأييد ضد المقاومة الفلسطينية بغزة. وحينها، أكَّد أنَّ الولايات المتحدة ستواصل حماية “إسرائيل” وتقديم المساعدات التي تحتاجها، مشيرًا إلى أنَّ “”حماس” لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا تعمل لصالحه”.

وبعد بلينكن، حضر وزير الحرب الأميركي لويد أوستن متعهدًا بتقديم دعم “قوي” لكيان الاحتلال في حربه، فبرأيه أنَّ حركة “حماس” نقلت :”الشر إلى مستوى تخطى ما فعله تنظيم “داعش””، وذلك في مساعٍ لشيطنة الحركة، وتسويغ العدوان الهمجي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وأوستن، في بيان مشترك مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، قال: “أنا هنا شخصيًا لأوضح أن الدعم الأميركي لإسرائيل صلب كالحديد. هذا ليس وقت الحياد”. وأضاف أن: “الإرهاب ليس له ما يسوّغه أبدًا، وهذا صحيح بشكل خاص في مواجهة هجوم “حماس”. ويتعيّن على أولئك الذين يريدون السلام في المنطقة أن يدينوا “حماس” ويعزلوها، والتي لا تتحدث باسم الشعب الفلسطيني أو التطلعات المشروعة إلى إقامة دولة وسلام وأمن إلى جانب “إسرائيل””.

وقبل يومين، كان أوستن قد أجرى مباحثات هاتفية مع غالانت، الاثنين الماضي، أكَّد فيها التزام الولايات المتحدة بمواصلة تسريع المساعدات الأمنية لـ”إسرائيل”.

عسكريًا، وصل المشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال مايكل إريك كوريلا، أول من أمس الثلاثاء 17 تشرين الأول/أكتوبر، إلى “تل أبيب” في زيارة للقاء القيادة العسكرية الإسرائيلية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية ووكالة “رويترز” عن كوريلا أن هذه الزيارة تأتي للتأكد من ضمان حصول الجيش “الإسرائيلي” على ما يحتاجه، ضمن “دفاع “إسرائيل” عن نفسها”.

المستشار الألماني

وزار المستشار الألماني أولاف شولتز كيان الاحتلال، الثلاثاء الماضي، للتعبير عن تضامنه مع العدو في أعقاب عملية “طوفان الأقصى”. وأخليت طائرته، في الوقت الذي كان يعتزم فيه شولتز الإقلاع نحو القاهرة، مع سماع دوي صفارات الإنذار، حيث كان من المفترض أن يلتقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء.

رئيس الوزراء البريطاني

وصل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، اليوم الخميس، إلى الأراضي المحتلة في مستهل زيارة تضامنية يلتقي فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس يتسحاق هرتسوغ. وقال سوناك، فور وصوله إلى كيان العدو: “نحن نقف مع “إسرائيل”، وأضاف: “أشارككم حزنكم وأقف معكم في وجه الإرهاب، وكل وفاة مدنية مأساة، وكثير من الأرواح فُقدت في أعقاب العمل الإرهابي المروّع الذي قامت به “حماس”. وسيجري سوناك جولة شرق أوسطية تستمر يومين، وسيؤكد خلالها وجوب إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، وتمكين البريطانيين العالقين في القطاع من مغادرته.

كما تتزامن جولة سوناك مع زيارة وزير خارجيته جيمس كليفرلي إلى مصر وتركيا وقطر، في الأيام المقبلة.