تقرير لـ’رويترز’ عن عصام عبدالله وحرفيته: عين غطت أحداثاً جساماً في العالم بشجاعة وبصيرة

أوردت وكالة “رويترز” تقريرا عن مصورها التلفزيوني #عصام عبد الله الذي استشهد الجمعة في خلال تغطية هجمات صاروخية إسرائيلية على الحدود اللبنانية -الإسرائيلية، وهو “زميل التقطت عينه وعدسته تغطيات لبعض أهم القصص الإخبارية في العالم، مدى العقد المنصرم، بشجاعة وتعاطف وبصيرة”.

وجاء فيه: “كما يروي زملاؤه وأوضحت تغطياته، تفوّق الراحل عبد الله في نقل القصص الإخبارية عمن يعيشون في أوج أزمات وكوارث، سواء كان ضمن فريق تغطية الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، أو الغزو الروسي لأوكرانيا أو تبادل النار في شوارع بلده لبنان.

وبعد مهمة عصيبة في أوكرانيا العام الماضي، كتب لرؤساء التحرير في “رويترز”: “تعلمت في خلال كل السنوات التي غطيت فيها صراعات وحروبا مع رويترز في أنحاء المنطقة، أن الصورة لا تنقل جبهات القتال والدخان فحسب لكنها تنقل القصص الإنسانية التي لا يعرفها أحد وتمسنا جميعا من الداخل”.

ونال عبد الله ترشيح “رويترز” لمصور تلفزيون العام في 2020 لتغطيته المميزة لانفجار مرفأ بيروت، إذ قدم الى العالم بعض أولى اللقطات للكارثة وأقواها. وكان بين أفراد فريق أكبر فاز بالجائزة في 2022 عن تغطية الحرب في أوكرانيا.

وقالت إليانور بيلز مديرة التصوير التلفزيوني لـ”رويترزط في أوروبا: “كان لديه شغف بأن ينقل القصص التي يراها تتكشف أمام عينيه. هذا الشغف كان هو هو في خلال تغطية زيارة بابوية أو تغطية زلزال”.

وفي خلال مهمة عصيبة أخرى استمرت أسابيع عدة في 2019، كان عبد الله من أوائل الصحافيين الذين نقلوا الأنباء العاجلة لاستسلام مئات مسلحي تنظيم “داعش” الذين كانوا يتحصنون في آخر معاقلهم في شرق سوريا.

وقالت إيلين فرنسيس، وهي مراسلة في صحيفة “واشنطن بوست” وعملت من قبل مع “رويترز” وكانت معه هناك: “كان يغطي الحوادث بشجاعة ومسؤولية”.

ويقول صحافيون في مكتب “رويترز” في بيروت إنه أحب جمعهم معا، وعادة ما جاء بوجبات إفطار كبيرة للمكتب بأكمله، وتجد يده طريقها إلى الكاميرا مرارا لالتقاط صور جماعية.

شغف واحترافية
استراح عصام عبد الله في مثواه الأخير السبت في مسقطه الخيام (مرجعيون)، ودفن الى جوار والده الذي توفي العام الماضي. وبقي من أسرته والدته وشقيقان وشقيقة.

وشيع مئات جثمان عبد الله الملفوف بالعلم اللبناني، ووضع صحافيون كاميراتهم على قبره تكريما لذكراه، وأقاموا الصلاة عليه ورددوا له الدعوات (…)”.