إسرائيل والحزب لا يريدان التوسع في الحرب.. و’لكن’ هي المشكلة

المصدر : هتاف دهام – لبنان 24

لا تريد إسرائيل التوسع في الحرب خارج قطاع غزة ولكن… حزب الله لا يريد التوسع في الحرب ولكن.. كلا الطرفان ينطلقان على ما يبدو من موقف لا يسعى إلى التوسع في الحرب، غير أن المشكلة تكمن في “ولكن”، اذ أن إسرائيل تريد أن تمضي في حربها ضد حماس في غزة لتحقيق هدفها الأساس جزئيا أو كليا والمتمثل في ضرب البنية العسكرية لحماس. أما حزب الله فإنه لا يستطيع أن يقف على الحياد في ما لو توغلت إسرائيل بريا وهددت الوجود المقاوم لحماس. هذان الموقفان جرى تظهيرهما من قبل الأميركيين والايرانيين كل بطريقته واسلوبه ومواقفه.

لم تترك واشنطن، بحسب مصادرها، وسيلة مباشرة أو غير مباشرة سياسية وغير سياسية الا واعتمدتها في إيصال رسائل تحذير لحزب الله من أجل ثنيه عن الدخول في المعركة إلى جانب حماس، حتى أنها أدرجت إرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى المتوسط في السياق نفسه. أما طهران، فقد ارسلت، وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان في جولة شملت عددا كبيرا من المسؤولين في المنطقة كي يعلن، بحسب مصادر ايرانية، تحذيرا للاسرائيليين من التمادي في الحرب على غزة ويشدد على ضرورة الوقف العاجل لإطلاق النار.
ما تقدم يعني أن كلا الطرفين حذر من التوسع في حرب غزة، لكن المعضلة تكمن بالضبط في خطورة الاجتياح البري لغزة وربما التمادي المفرط في استهداف المدنيين. وعليه فإن إمكانية بلوغ وقف إطلاق النار في الظروف الراهنة يبدو متعثرا نظرا لحاجة إسرائيل لتحقيق إنجاز ما، ولذلك فإن مسار المواجهة ينطوي على مخاطر إمكانية التدحرج إلى التوسع الذي لا يريده أحد لكنه قد يفرض نفسه على الجميع.

لقد بات واضحا أن حزب الله قد استعاض مرحليا عن التدخل الكبير بتكتيك الاشغال والإنهاك للقوات الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي وهو تدخل، بحسب مصادر مقربة من حزب الله، محسوب للغاية، إذ أنه لا يزال يتحرك في إطار قواعد الاشتباك التقليدية القائمة بينه وبين العدو الإسرائيلي، لكن أيضا جنّب هذا التدخل، الحرج عن حزب الله من أن يتهم بالوقوف متفرجا، وفي الوقت ذاته، ساعد حركة حماس في أنه فرض على الحكومة الإسرائيلية حشد عدد كبير من قواتها العسكرية على الحدود الشمالية،كما أنه أدى إلى تهجير معظم المستوطنين من المستوطنات المنتشرة على هذه الحدود.

لغاية اللحظة ورغم كثافة الاتصالات السياسية، لا يزال الأفق الذي يمكن أن تسلكه التطورات ضبابيا وغامضا كما أن المخارج المحتملة لا تزال غير ناضجة، فاسرائيل لم تنجح لغاية اللحظة في إقناع مصر على فتح حدودها لتدفق النازحين من غزة رغم أن الإدارة الأميركية ألقت بثقلها في معالجة هذه النقطة بناء على طلب العدو الاسرائيلي الا أنه اخفق في هذا الأمر، مع الإشارة إلى أن الرأي العام الدولي بدأ يجنح للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للسماح في إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، علما أن شكوكا بدأت تحذر علنا من عدم الثقة بنجاح التوغل البري في غزة.
ما يتسالم عليه الجميع، وفق قطب سياسي بارز، أن الحرب لن تكون قصيرة رغم نهايتها الغامضة، لكن أيضا في ظل مراجعات دولية وأوروبية تحديدا عاد تسليط الضوء على أهمية إطلاق مسار حل الدولتين مجددا والضغط على الإسرائيليين للخروج من حال التعنت الذي أعاق هذا الحل على مدى سنوات طويلة، إذ أن معركة غزة وما قامت به حماس في 7 تشرين الأول أكد كم هي خطرة ومتفجرة القضية الفلسطينية،على عكس ما كانت إسرائيل تقوم بتسويقه، مكتفية بعلاقات التطبيع هنا وهناك التي ظهر أنها لا تعني شيئا أمام خطورة ما يجري.