“ذا إنترسبت”: أميركا شريكة أساسية في معاناة الفلسطينيين

رفض موقع “ذا إنترسبت” الأميركي، تشبيه عملية “طوفان الأقصى”، بأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، محمّلًا الإدارة الأميركية مسؤولية المشكلات التي تشهدها الشرق الأوسط، بما فيها الاعتداءات الصهيونية المتكررة وصولًا إلى ما يجري اليوم في قطاع غزة.

ونشر الموقع الأميركي تقريرًا حول العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة، رأى فيه أنّ: “أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر هي أشبه بأعمال شغب نفّذت داخل سجن، وليس مثل أحداث الحادي عشر من أيلول”. وتحدث الموقع عن الحصار الذي فرض على غزة منذ حوالي عقدين من الزمن، وقال إنّ: “إسرائيل” والولايات المتحدة حاولت قطع القطاع وسكانه عن العالم”.

وأضاف الموقع أنّ: “الإعلام الأميركي لم يقدم في الغالب إطارًا وخلفية منذ أن بدأت الأحداث الحالية”. وقال: “إن إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش (الابن) وكما في الكثير من المشكلات التي تشهدها الشرق الأوسط، إنما تتحمّل مسؤولية كبيرة إزاء ما يجري اليوم”.

وتحدث الموقع عن قيام سلطات الاحتلال الصهيوني ببناء الجدران وتوسيع الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، بينما فرضت الحصار على غزة. وأردف أنّ: “إدارة بوش الابن وانطلاقًا من حرصها على إرضاء الجناح اليميني المؤيد لـ”إسرائيل” والمتمثل بالمسيحيين الانجيليين، لم يتحرك في ظل هذه الممارسات “الإسرائيلية””، وقال: “إنّ هذه الإدارة كانت تسعى إلى استقطاب أصوات الأميركيين اليهود”. 

ولفت الموقع إلى أنّ: “المساعدات الخارجية لغزة استنزفت بينما فرضت الولايات المتحدة العقوبات على السلطة الفلسطينية بسبب وصول حركة “حماس” إلى الحكم”.

وتحدث الموقع عن تجاهل شبه كامل للفلسطينيين منذ حقبة بوش الابن، وذلك تزامنًا مع مساع “إسرائيلية” للتخلي عن فكرة إقامة “الدولة الفلسطينية”. وأوضح أن عدم تحرك الولايات المتحدة بوجه جنوح “إسرائيل” نحو اليمين يعود إلى صعود اليمين المسيحي الإنجيلي في السياسة الأميركية. مشيرًا إلى أنّ الانجيليين باتوا يشكّلون قوة بارزة داخل الحزب الجمهوري عندما جاء بوش الابن إلى الحكم، لدرجة أنهم غيّروا الحسابات الأميركية السياسية الداخلية حيال “إسرائيل””.

كما أوضح أنّ الإنجيليين يعتقدون أنّ الإنجيل يُلزمهم بدعم “إسرائيل”، وأن إقامة “دولة “إسرائيل” العام ١٩٤٨ هي تحقيق نبوءة الانجيل عن “إعادة تجمع اليهود”.  كذلك أضاف أنّ: “الإنجيليين يعتقدون أن اليهود سيواصلون حكم “إسرائيل” حتى “عودة المسيح”، ما يستوجب بقاء “إسرائيل” حتى حدوث “نشوة الطرب” التي ستحصل بعد ظهور المسيح، وفقًا لمعتقد هذه الفئة. 

وتابع الموقع أنّ: “موقف المسيحيين الإنجيليين الداعم بقوة لـ”إسرائيل” دفع بالجمهوريين إلى السعي لكسب أصوات الأميركيين اليهود، الأمر الذي أثار قلق الديمقراطيين الذين يخشون من جهتهم انشقاق اليهود عن الحزب الديمقراطي الذي هو تقليديًا الحزب الذي ينتمون إليه”.

وقال الموقع :”إنّ الديمقراطيين يرفضون – كما الجمهوريون- الوقوف بوجه الحكومات “الإسرائيلية” اليمينية أو إعادة إحياء المفاوضات الجادة حول “الدولة الفلسطينية””، مضيفًا أنّ: “الأصوات القليلة في الحزب الديمقراطي المحسوبة على الجناح التقدمي، والتي تنقد “إسرائيل”، يُسكتها زملاؤهم الديمقراطيون وأيضًا الجمهوريون”. 

وعليه، خلص الموقع إلى أنّه: “لا وجود لأصوات قوية داخل الولايات المتحدة تحذّر من مستنقع دموي آخر في الشرق الأوسط”، متوقعًا أن تستطيع “إسرائيل” التحرك بضوء أخضر أميركي شبه مطلق خلال الأسابيع القادمة.