يكثف جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه الوحشي على قطاع غزة، لليوم الخامس على التوالي، مخلفًا أكثر من ألف شهيد، ضاربًا بعرض الحائط كل الأعراف الدولية والمعايير الإنسانية. وبهذا الصدد، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ يوم السبت الماضي، إلى 1055 شهيدًا و5184 جريحًا.
وأضافت الوزارة، في بيانها، أنّ “نحو 60% من الإصابات وقعت بين النساء و الأطفال، بالإضافة إلى استنفاد جميع أسرّة المستشفيات والأدوية في القطاع”، لافتةً إلى أنّ “الأدوية والمستهلكات الطبية في طريقها للنفاد أيضًا”. وطالب المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الجهات الدولية باتخاذ خطوات فاعلة لحماية الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت عن استشهاد 2 وإصابة 2 آخرين من المسعفين جراء استهداف فريق إسعاف، خلال إجلاء مصابين، بجوار أبراج الكرامة فجر اليوم الأربعاء.
شركة توليد الكهرباء مهددة
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن شركة توليد الكهرباء مهددة بالتوقف خلال الساعات القادمة جراء نفاد الوقود. ووجّه المكتب نداء استغاثة عاجلًا للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية بضرورة التحرك السريع لإيقاف ما وصفها بالجريمة ضد الإنسانية.
وزيرة الصحة
من جانبها، حذَّرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة من أنّ مخزون الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في مستشفيات قطاع غزة سينفد غدًا. وقالت في تصريحات إذاعية إنّ هذا الأمر سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع التي وصفتها بالكارثية في المستشفيات؛ خصوصًا “بعد توقف الكهرباء خلال ساعات من الآن”.
من جانبه، قال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم إنّ ما تبقى من وقود في شركة كهرباء غزة – هي المحطة الوحيدة التي توفر الكهرباء- يكفي لما بين 10 و12 ساعة على الأكثر فقط.
ناقوس الخطر
بالموازاة، دقّ العاملون في القطاع الصحي في غزة ناقوس الخطر بسبب قرب نفاد الوقود واحتمال انقطاع التيار الكهربائي كليًا عن المستشفيات التي لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة لجثث الشهداء والمصابين نظرًا إلى نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية.
كما تزداد الدعوات إلى إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة ووقف الغارات التي تستهدف المدنيين والمرافق الصحية.
وكانت شركة ماكسار للأقمار الصناعية قد نشرت صورًا تُظهر آثار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقد بدا من الصور مدى الدمار الذي لحق بأحياء بأكملها وسط وشمال القطاع.
قصف ودمار هائل
وفي ظل الاعتداء الهستيري، يتعرّض حي الكرامة في شمال قطاع غزة لقصف “إسرائيلي” عنيف متواصل، ما تسبّب بأضرار جسيمة، ودفع الناس للنزوح إلى مناطق أخرى بحثًا عن الأمن. وطال القصف الذي شنته الطائرات الحربية” الإسرائيلية” باستخدام مئات الصواريخ شرق وغرب الحي، حيث المنازل المكونة من طوابق تحولت إلى أكوام يطوف حولها أناس يبحثون عن بقايا أغراضهم وممتلكاتهم.
وبسبب القصف الإسرائيلي المتواصل، يشهد حي الكرامة حملة نزوح كبيرة، حيث يلجأ بعض السكان إلى منازل وكالة الأمم المتّحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، رغم أنّها لم تسلم هي الأخرى من القصف الإسرائيلي. وفي السياق، أفادت وكالة “الأونروا” عن نزوح نحو 250 ألف فلسطيني داخل غزة، أغلبهم في مدارس الوكالة. ووفقًا لبيان صحفي للأونروا، فإنّ النازحين يعيشون ظروفًا حياتية صعبة من ماء ودواء وغذاء ودواء.
الاتحاد الأوروبي
أمس، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ: “الوضع الإنساني المتردي في غزة يتطلب المزيد من المساعدة للشعب الفلسطيني”. وأشار إلى أنّ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا على إدانة أي هجوم يستهدف المدنيين. وأوضح أنه يجب ألا يكون هناك انقطاع للمياه أو الغذاء أو الكهرباء، داعيًا إلى فتح ممرات إنسانية “كي يتمكّن الناس من الهروب من القصف باتجاه مصر”.