واصل الآلاف من أبناء محافظة نينوى شمالي العراق لليوم الثاني تشييع الضحايا الذين قضوا ليل الثلاثاء في حفل الزفاف في الحمدانية، وفي حين توعد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـإنزال أقصى العقوبات بحق المسؤولين عن الحادثة، أرسلت وزارة الصحة العراقية فريقا متخصصا للتعامل مع جثث الضحايا التي يصعب التعرف عليها.
وفي السياق، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد ضرورة معالجة الأسباب التي تسببت بفاجعة حريق الذي ذهب ضحيته ما لا يقل عن 100 شخص وإصابة 150 آخرين.
وقال رشيد خلال زيارته مطرانية مار بهنام وسارة في قضاء الحمدانية خلال تقديمه العزاء لذوي الضحايا “زيارتنا لكم للاطلاع على هذه الفاجعة الأليمة، وهي فاجعة كل الشعب العراقي الذي يقف معكم اليوم، والمهم اليوم رعاية ذوي الشهداء والمفقودين وتقديم أفضل العلاج للمصابين جراء هذه الفاجعة”.
وتابع رشيد “معكم في هذه الفاجعة المؤلمة، ويجب معالجة الأسباب لمنع تكرارها مستقبلا”.
وشارك العشرات في قدّاس على أرواح الضحايا في كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك في قضاء الحمداينة. أما العروسان فكتبت لهما النجاة، وحالتهما جيدة، إذ كانت حروقهما بسيطة لأنهما عندما اندلعت النيران من السقف، توجها مباشرة إلى المطبخ وخرجا..
وكان مئات من الأهالي شيعوا بعض الضحايا بعد ظهر الأربعاء، في حين يتوقّع أن تلي ذلك مراسم دفن أخرى في الأيام المقبلة.
العقاب للمقصرين
يأتي ذلك في وقت أمر فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بمواصلة تفتيش المباني العامة وقاعات المناسبات والمطاعم والفنادق، وفحص شروط السلامة العامة والاحتياطات وإجراءات الوقاية من الحرائق والحوادث المحتملة.
وتوعد السوداني، خلال زيارته المصابين في حادث حريق الحمدانية بمحافظة نينوى، بإنزال أقصى العقوبات القانونية بحق من وصفهم بالمقصرين والمهملين المتسببين بحادثة الحريق.
واستمع السوداني إلى ذوي الضحايا وقدّم تعازيه ومواساته لهم، موجهاً بتوفير جميع مستلزمات العلاج دون تلكؤ، ونقل الحالات الحرجة على الفور إلى خارج العراق للتشافي.
وكان رئيس الوزراء أعلن الحداد في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أيام على أرواح الضحايا.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر إن عدد قتلى الحريق بلغ 98، بينما تجاوز عدد الجرحى 100 شخص. وأضاف المتحدث أن هذه الحصيلة ليست نهائية بسبب وجود العديد من الحالات الحرجة في مستشفيات الموصل.
وكان في القاعة، التي لم تكن مستوفية لشروط السلامة، نحو 900 مدعوّ لحظة وقوع الحريق، وفق وزارة الداخلية.
وقالت وزارة الصحة العراقية إنها أرسلت فريقا متخصصا في وفيات الكوارث إلى محافظة نينوى، للتعامل مع جثث ضحايا الحريق التي يصعب التعرف عليها. وأضافت الوزارة، في بيان، أن الفريق الطبي مختص في استخدام تقنيات البصمة الوراثية لغرض التعرف على جميع الحالات، وأنه سيستمر في عمله لحين تسليم جميع الجثامين إلى ذويها.
توقيفات
وبينما تواصل السلطات التحقيق في أسباب وملابسات الحريق، أوقفت القوات الأمنية العراقية 14 شخصا “بينهم 10 عمال وصاحب القاعة و3 متورطين بإشعال الألعاب النارية خلال الحادث”، وفق وزارة الداخلية.
وأعلن وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري عن تقديم تعويضات لذوي الضحايا، قائلا “سنحاسب كل من قصّر وتسبب بالكارثة”، كما أكد أن هناك إجراءات ستتخذ لإغلاق “الأبنية الوقتية”. وأشار إلى أن التحقيقات في أسباب الحريق مستمرة حتى اللحظة وأن نتائجها ستُعلَن خلال 72 ساعة.
وبحسب شهود عيان، فإنّ الحريق أتى على قاعة الزفاف بسرعة قياسية. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت وسائل إعلام عراقية ونشطاء مقاطع فيديو صوّرها بعض الحاضرين قبيل اندلاع الحريق، تظهر أجهزة ألعاب نارية وهي تطلق الشرارات التي لامست سقف القاعة وأشعلته.
وبالإضافة إلى النقص في عدد مخارج الطوارئ، قال الدفاع المدني العراقي إن “معلومات أولية” تشير إلى أن سبب الحريق هو “استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف” ممّا أدّى إلى “اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر”، فضلا عن استخدام مواد بناء “سريعة الاشتعال” و”مخالفة لتعليمات السلامة” المنصوص عليها قانونا، ما أسهم في زيادة شدّة الحريق.
المصدر: مواقع إخبارية