جنى معتوق
“أحيا حزب الله مراسم يوم العاشر من محرم في مدينة صور، بمسيرة جماهيرية انطلقت من ملعب الآثار مقابل مجمع الإمام الحسين (ع) في المدينة، بعد انتهاء الشيخ خير الدين شريف من تلاوة المصرع الحسيني.
وتقدمت المسيرة فرق كشفية لكشافة الإمام المهدي (عج) وحملة الرايات والصور والمجسمات، ومواكب اللطم التي شارك فيها الآلاف من الذين يرتدون الأكفان ويعتمرون العصبات الكربلائية، حيث صدحت الحناجر باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية وهتافات المقاومة.
وشقت المسيرة طريقها عبر الخط البحري، لتختتم أمام مؤسسات الإمام الصدر، بمشاركة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، وعضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائبين حسن عز الدين وحسين جشي، ومسؤول منطقة جبل عامل الأولى الحاج عبد الله ناصر، وقيادات حزبية، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، إضافة لعوائل الشهداء والجرحى إلى جانب عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية، وفعاليات وشخصيات، وحشود من المشاركين الذين تقاطروا إلى المدينة من مختلف القرى والبلدات المحيطة.
وكان قد ألقى السيد صفي الدين كلمة قبل انطلاق المسيرة أكد فيها أننا مستمرون في تبني النهج الحسيني طريقاً للعز والكرامة، وطريقاً لنيل رضوان الله تعالى، وطريقاً للوصول إلى محبة وقلب صاحب الأمر (عج).
وقال السيد صفي الدين: إننا نؤكد مع الحسين وفي ويوم الحسين (ع) أن مقاومتنا الحسينية التي اقتدت بنهجه المبارك، وأن شهداء واستشهاديو ومجاهدو هذه المقاومة، وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى ، وكل الناس الطيبين والباذلين والصابرين والمحتسبين، ما زالوا على هذا النهج ثابتين.
وشدد السيد صفي الدين على أن هذه المقاومة ازدادت اليوم حضوراً وتقدماً، وكل محاولات النيل منها قد فشلت، ونعلن اليوم أن كل محاولات إضعاف وإسقاط المقاومة قد تهاوت، وسقطت كل المعارك بين الحروب، وكل محاولات الحصار والضغط والتشويه، بل إن الذي يهتز ويتهاوى اليوم، هو الكيان الصهيوني المؤقت، وهذا كله شمخ وفضل ورحمة وقوة وعظمة مصدرها جميعها كربلاء وسيد الشهداء الإمام الحسين (ع).
وأضاف السيد صفي الدين: نحن المقاومون الحسينيون، سنبقى في كل الجبهات دفاعاً عن المظلومين وعن قيمنا الدينية ومقدساتنا، وسنقف بوجه الانحرافات التي تريد هدم هذه القيم الأخلاقية، والتي تريد أن تطال كل عناصر القوة في ثقافتنا وبيئتنا ومجتمعنا، فالعنوان هو مواجهة الانحرافات والشذوذ، وهو الدفاع عن القرآن، وعن المقدسات التي نبذل دونها الأرواح والمُهج، ولذا جئنا في يوم الحسين لنؤكد ولنهتف جميعاً “لبيك يا قرآن”، “لبيك يا حسين”، “لبيك يا مهدي”.
وأكد السيد صفي الدين أن فلسطين والقدس ستبقيان في عقولنا وقلوبنا كما المجاهدين في الضفة الغربية وغزة، ونعتبر أن كل ما يحصل اليوم في فلسطين، يدل بوضوح على تقدم محور المقاومة، والأمل بتحرير القدس يقترب يوماً بعد يوم، وإن شاء الله يكون قريباً.
وشدد السيد صفي الدين على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية المقتدرة بقيادة سماحة القائد المفدى الإمام الخامنئي، كانت وستبقى مركز القوة في أمتنا، وهي تمثّل التجربة الحسينية الرائدة والقائدة كما أرادها الإمام الخميني.
وتابع السيد صفي الدين: إن بركات الثورة الإسلامية والمقاومة وكل خير نعيش به وكل عز نعيش في ظله، هو من بركات سيد الشهداء (ع)، ولذلك سنبقى على هذا النهج ثابتين، ولن تفصلنا عن كربلاء لا الأيام ولا الساعات ولا الوقائع ولا الأحداث، فكربلاء هي كل حياتنا وامتداد لأعمارنا، وهي نبضنا الثابت، وكلما طلبنا نصراً بوجه الأعداء، لبّت الحناجر بالقول “لبيك يا حسين”.
وقال السيد صفي الدين: إننا بالحسين والجهاد انتصرنا، وحمينا بلدنا ووطننا، وحمينا أمتنا، وبنفس المسار والنهج سنبقى، وكلما واجهنا عدواً أو طاغية يريد إذلالنا، سنبقى على موقع العز والكرامة ننادي بصوت واحد، “هيهات منا الذلة”.
وختم السيد صفي الدين بالقول إن الجنوب اليوم هو في موقع القوة والقدرة وفي الموقع الذي يفرض المعادلات على الصهاينة، وإذا نظرنا في عيني نتنياهو، وفي عيون كل قادتهم العسكريين والسياسيين، لرأينا كيف أن القلق أصبح موجوداً في حياتهم وثقافتهم، وهم قالوا أنهم لم يهزموا، ولكن المقاومة هزمتهم، وتعدهم وتعد شعبنا وأهلنا أنها ستلحق بهم المزيد من الهزائم ببركة الحسين (ع)، والانتظار المبارك لمولانا صاحب العصر والزمان (عج)، ليبقى الصوت مدوياً إلى ما شاء الله “لبيك يا حسين”.