محمد عيد
اتفق الجانبان السوري والسعودي على استئناف الأنشطة والفعاليات التجارية والاستثمارية بينهما وذلك بعد اللقاء الذي جمع رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي مع رئيس اتحاد غرف التجارة السورية محمد أبو الهدى اللحام، والوفد المرافق على هامش اجتماعات مؤتمر الأعمال العربي الصيني المنعقد بالرياض. وذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الجانبين اتفقا على إعادة فتح مسار التعاون الاقتصادي، واستئناف الأنشطة والفعاليات التجارية والاستثمارية فيما بينهما بعدما أشار الجانب السوري إلى رغبة قطاع الأعمال السوري بالدخول للسوق السعودي والاستثمار بمختلف القطاعات الاقتصادية.
وأكد الجانبان على ضرورة تبادل زيارات الوفود التجارية وتمكين المستثمرين من الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، وإقامة الملتقيات الاقتصادية بما يدفع قدماً بمسار التعاون الاقتصادي فيما بينهما.
وزير الكهرباء السوري: انتهت مرحلة المقاطعة
وزير الكهرباء السوري المهندس غسان الزامل أكد أن دمشق كانت تطالب بشكل دائم بانفتاح العرب فيما بينهم وعلى بعضهم بعضًا وإقامة علاقات أخوية عربية عربيه. وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري أشار إلى أن الفترة الماضية المتعلقة بالمقاطعة قد انتهت والحصار الكبير الذي فرضته الدول الغربية على سوريا انتهى كذلك، لافتاً إلى أن هذه الصفحة طويت بعد مشاركة سوريا في اجتماعات الدول العربية.
وحول الاتفاق السوري – السعودي بشأن استئناف النشاط التجاري والاستثماري بين البلدين قال وزير الكهرباء السوري “إن شاء الله سيكون لهذا الأمر انعكاس كبير على الاقتصاد ونأمل كذلك أن تأتي الشركات السعودية والعربية للمساهمة في إعادة الإعمار وأن تكون هناك مساهمة في وجود نهضة على مستوى الصناعة وإعادة الإعمار في هذا البلد”.
مصان النحاس: بداية لتشبيك على مستوى المنطقة
من جهته، أكد رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة “الشركة الدولية للاستثمار” مصان النحاس حرص قطاع الأعمال في سوريا على العلاقة الاقتصادية مع السعودية وبقية الدول العربية وكذلك على العلاقات العربية – العربية في كافة المجالات ولا سيما في المجال الاقتصادي.
وفي حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري شدد النحاس على أن هذه الاستراتيجية ليست مرتبطة بالتطورات الحالية التي تشهدها المنطقة بل إنه ومنذ الأيام الأولى للأزمة “ونحن مصرون على العلاقات العربية وعلى الترابط العربي بين الدول العربية فيما بينها، وبينها وبين إيران وبقية الدول الإقليمية في المنطقة”.
وأشار النحاس إلى أن “سوريا ايضًا ضمن هذه السلة المتكاملة مع الأخوة العرب ومع إيران، حيث وجب قيام حالة من التشبيك الإقتصادي الكبير والواسع بين هذه الدول وخصوصًا بعد عودة العلاقات بين إيران والسعودية من جانب وبين سوريا والسعودية من جانب آخر وصولًا إلى استئناف النشاط التجاري والاستثماري بين البلدين”.
وأضاف “بالنسبة إلينا سواء كغرفة تجارة أو رجال أعمال لدينا ثقة بالدول العربية لأنه لا يصح إلا الصحيح ونحن لم ننقطع يومًا عن الشعب العربي، وحتى أثناء الخلافات السياسية بين سوريا وقيادات الدول العربية أسست شركات للكثير من الدول العربية في سوريا فكيف الحال اليوم بعد هذا التقارب الذي ينعكس خيرًا على كل الدول العربية وسوريا؟”.
وبحسب النحاس فإن المتضرر الوحيد من استئناف النشاط الاستثماري السوري السعودي والسعودي الإيراني هو الكيان الصهيوني فيما المستفيدون هم دول وشعوب المنطقة بل أبعد من ذلك على مستوى دول الشرق ودول البريكس.
وشدد على أن الجميع يتطلع اليوم إلى سوريا مشيراً إلى أنه حضر منذ نحو شهرين القمة الاقتصادية العربية – الفرنسية برعاية الرئيس ماكرون في فرنسا وكانت هذه المرة الأولى منذ ١٢ عامًا التي تدعى سوريا إليها “نتيجة ضغط غرف التجارة العربية لأنهم جميعًا بحاجة إلى وجود سوريا”.
ولفت رجل الأعمال السوري إلى أن أمريكا وأوروبا تعانيان اليوم “وقد نلاحظ في الأيام القادمة انهيارا للدولار والعملات الأوروبية وهذا ينعكس إيجابا على دول المنطقة فنحن تطلعنا صحيح ونعتقد أنه في حال قامت تركيا بتصويب رؤيتها السياسية نحو سوريا بالانسحاب من كافة الأراضي المحتلة من الشمال السوري والتعاون معنا اقتصاديا فنحن على استعداد لأن ننفتح عليها اقتصاديًا إضافة إلى الدول العربية علمًا أن تركيا هي بحاجة الدول العربية وإيران أكثر مما نحن بحاجة إليها خصوصًا في ظل وجود انهيارات في الاقتصاد التركي”.