لا مجال للوصول إلى رئيس للجمهورية إلا بالتوافق.

شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على أن الواقع يفرض أنه لا مجال للوصول إلى رئيس للجمهورية إلا بالتوافق، وكل من يسلك مسلكاً آخر، هو في الحقيقة يعلم في قرارة نفسه أنه لا سبيل للوصول إلى رئيس للجمهورية إلا بالتوافق، ومن يريد أن يسمّي هذا الأمر تسوية أو تفاهماً أو توافقاً، فليسمه كما يشاء، لكن هذا هو لبنان، وهذه هي طبيعته، وهكذا هي الحلول فيه.

كلام السيد صفي الدين جاء خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله للفقيد الحاج حسن محمد طويل، والد الشهيدين قاسم والشيخ فادي طويل، وذلك في حسينية بلدة خربة سلم الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري، الوزير السابق الحاج محمد فنيش، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.

وقال السيد صفي الدين يجب على لبنان أن يحزم أمره ويحدد خياراته في ظل المتغيرات الكبيرة التي تحصل في المنطقة، ويتقدم إلى الأمام ليحجز مكاناً له في المعادلات الجديدة القادمة، حتى لا يضيع في تلك المعادلات، سواء من المنطقة أو من العالم.

ورأى السيد صفي الدين أن ما نعيشه اليوم هو نتاج الاتكال على الآخر الذي حدد لنا دور لبنان ومستقبله بعد الحروب العالمية، وأما اليوم، فنحن في لبنان وفلسطين ومنطقتنا، لا في الحرب العالمية الأولى ولا في الحرب العالمية الثانية، وإنما في عصر المقاومة المنتصرة التي أصبحت ثابتة وقوية وقادرة على امتداد كل المنطقة، وبالتالي يستحيل أن نترك الآخرين أن يحددوا لنا مستقبل بلدنا، فنحن الذين نحدد هذا المستقبل لأننا الأقوياء والثابتون، وهذه القوة والثبات هما من صنع الشهداء والمجاهدين والمقاومة.

وتعجّب السيد صفي الدين من بعض اللبنانيين الذين ما زالوا يتحدثون إلى اليوم بلغة ما قبل 40 أو 50 عاماً وكأنه لم يمر عليهم شيء على الإطلاق، فهؤلاء لا أمل مرجو منهم، لا في تحقيق السيادة، ولا في الدفاع عن الكرامة، ولا في استعادة الأرض، ولا في مواجهة العدو، وحتى لو أعلنوا أكثر من مرة في الإعلام أنهم يعتقدون أن الإسرائيلي هو العدو، فهذه كذبة كي يمرّرون بعض المطبات السياسية.

وأضاف السيد صفي الدين: من يعتقد أن الإسرائيلي هو العدو، يجب أن يفرح حينما يرى المقاومة التي تواجه هذا العدو قوية، ومن يعتقد أن الانجازات والانتصارات التي تحققت عام 2000 هي لكل الوطن وتعنيهم، لكانوا تحدثوا بلغة غير تلك التي يتحدثون بها، لا سيما حينما يكون هناك عيداً للمقاومة والتحرير على مستوى الوطن كما أردناه في سنة 2000، وكما أهدينا هذا الانتصار لكل الوطن.

وتابع السيد صفي الدين: البعض يريدون أن يعلموننا ويبلغوننا أنهم لم يكونوا يوماً مع المقاومة وهم ليسوا الآن مع المقاومة، وهذا نعرفه، ولكن كنّا نأمل أن يغيروا رأيهم، لكنهم مصرّون، وبالتالي، فإن إصرارهم أو عدمه لن يغيّر في الواقع شيئاً، لأن الذي يغيّر في الوقائع اليوم، هو الثابت والقوي الذي يصنع المعادلة ويؤمّن المستقبل لشعبه وبلده وأمته، وغير ذلك لا يمكن أن نتحدث عن أي مستقبل لا لبلد ولا لوطن ولا لأمة.

وختم السيد صفي الدين مؤكداً أن الإسرائيلي اليوم يشعر بالخطر لأن المقاومة تزداد قوة، ليس في بلدنا فقط، وإنما في فلسطين وفي العالم العربي والإسلامي الذي نسمّه اليوم “محور المقاومة”، ويزداد هذا الإسرائيلي خوفاً من كل هذا التطور والتقدم، ونحن نقول إنه من الطبيعي أن يزداد خوف العدو، ومن الطبيعي جداً أيضاً أن تزداد قوتنا وعزمنا وإصرارنا، وأن نزداد تمسكاً بمقاومتنا، فهذا هو المستقبل الذي نحن ذاهبون إليه حتماً، ولا تراجع عنه على الإطلاق.