أكّد آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن تقدم العراق وازدهاره واستقلاله ورفعته أمر مهم جدًا بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لافتًا إلى أن توسيع التعاون الثنائي وتنفيذ الاتفاقيات في مصلحة البلدين.

وخلال استقباله الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد والوفد المرافق له، في طهران اليوم السبت 29 نيسان 2023، لفت الإمام الخامنئي إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف إلى جانب العراق وقال: “أمنيتنا استقرار وأمن وتقدم العراق”.

وأضاف: “إن تطوير التعاون رهن بالمتابعة الجادة للاتفاقيات التي تم التوصل إليها، وخاصة الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية الأخيرة”.

ونبّه سماحته إلى أن “توسيع العلاقات بين إيران والعراق وتعميقها يواجَه بعداء قوي، ولولا الأواصر التاريخية والعقائدية الراسخة بين البلدين، ربما لعادت العلاقات إلى ظروف عهد صدام”.

ونوّه الإمام الخامنئي، خلال اللقاء، بضيافة الشعب العراقي وكرمه، في استقبال الزوار الإيرانيين، في مراسم الأربعين الحسيني وغيرها من المناسبات، رغم ثماني سنوات من الحرب بين البلدين، وقال: “إن معنى هذه الظاهرة البالغة الأهمية هو أن هناك عوامل وحدة بين الشعبين والبلدين، خارج العوامل السياسية ولا يمكن التأثير عليها، لذا يجب استثمار هذه الفرصة لتعميق العلاقة أكثر، ويجب أن يكون هناك عناية ويقظة جادة لاستمرارها”.

وأعرب سماحته عن ارتياحه للوضع القائم للحكومة ودولة العراق، واعتبر ذلك من نتاج وحدة الشعب والفصائل العراقية، مشيرًا إلى “أن لدى العراق شخصيات وأفكارًا جيدة وشبابًا متحمسًا وديناميكيًّا، وينبغي استثمار هذه الثروة الوطنية والحفاظ على أسس هذه الوحدة”.

وأكد الإمام الخامنئي أن الأميركيين ليسوا أصدقاء للعراق ولا لغير العراقيين، ليسوا أصدقاء مع أحد وليسوا مخلصين حتى لأصدقائهم الأوروبيين.

وشدّد سماحته على أن الوجود الأميركي في العراق ليس ضروريًّا وقال: “إن وجود حتى أميركي واحد في العراق هو أكثر من اللازم”.

بدوره أعرب الرئيس العراقي السيد عبد اللطيف رشيد، في هذا اللقاء الذي حضره أيضًا الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، عن ارتياحه الكبير للقاء الإمام الخامنئي، وقال: “إن علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي علاقات متواصلة وقوية في مختلف الأبعاد والمجالات”.

وأشار الرئيس رشيد إلى اللقاءات والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، وقال: “إن جهود العراق كلها تهدف إلى تعميق العلاقات مع إيران وتنفيذ بعض القضايا المتبقية بين البلدين”.

وثمّن الرئيس العراقي مساعدة ودعم إيران حكومة وشعبًا في مختلف المراحل، وخاصة على صعيد مكافحة الإرهاب.

وكان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد قد وصل صباح السبت إلى طهران في زيارة رسمية لإيران على رأس وفد رفيع المستوى، والتقى خلالها الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي بحضور الوفد المرافق ونظرائه الإيرانيين، وأجرى الجانبان محادثات تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وتوسيع التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاقتصادية والثقافية والطاقة والعبور والنقل والتبادلات التجارية والتعاون الأمني.