شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على ضرورة أن يسارع الجميع للاستفادة من المناخات الإيجابية الإقليمية التي حصلت، وعلى اللبنانيين أن يحسنوا استثمارها لمصلحة لبنان، وأن يصلوا إلى معالجات منطقية وواقعية للأزمات المتفاقمة، والتي بدأت بأزمة مالية في البنوك والنقد، وها هي اليوم أصبحت أزمة دستور وقضاء وثقافة وعيش مشترك وغيرها من الأزمات، والعلاج لها يكون من خلال أن نحسن الاستفادة من هذه المناخات، وأن نعلم أن تاريخ لبنان السياسي، وأن الأزمات والوقائع السياسية الموجودة، كلها أدلة كافية على أنه لا حل في لبنان إلاّ بأن يلتقي اللبنانيون على إيجاد الحل، فحينما يقرر اللبنانيون الالتقاء مع بعضهم البعض لإيجاد الحل، سيكون هناك حلاً، وحينما يكون البعض منتظراً أن يعالج الأمر من الخارج، فلن يصل إلى حل، ولن تكون هناك معالجة.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لفقيد الجهاد والمقاومة الدكتور عمران ناظم بزي في مجمع المرحوم موسى عباس في مدينة بنت جبيل، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن العالم اليوم يشهد تراجعاً للهيمنة الأميركية في العالم وفي المنطقة تحديداً، وبالتالي، إذا أرادت شعوب ودول المنطقة أن تعالج مشاكلها، عليها أن تبتعد عن الارتباط بالهيمنة الأميركية.
وتوجّه السيد صفي الدين بالقول لكل من ما زال يريد أن يرهن ويربط مصيره مصير بلده بالسياسات الأميركية، “إنكم مخطئون جداً في القراءة للأحداث التي تحصل، فالولايات المتحدة الأميركية سوف تخرج من المنطقة عاجلاً أم آجلاً، والعاقل يفكر بغير هذه الطريقة، فكيف إذا كان العاقل يحمل تجربة وخبرة ومعرفة كتلك التي عرفناها وخبرناها من خلال أربعين عاماً في مواجهة الهيمنة الأميركية ومشاريع الأميركيين والغرب في هذه المنطقة”.
واعتبر السيد صفي الدين أن طريق الحل للمشاكل التي تواجه منطقتنا وشعوبنا يبدأ بالابتعاد عن السياسة الأميركية، وهذه هي الوصفة الصحيحة، وغير ذلك خداع وكذب، وكل من يقول إن طريق حل المشكلة في لبنان يكون عبر الانصياع للولايات المتحدة الأميركية، فهو يخدع ويكذب، ويريد أن يرمي لبنان من جديد في يد الأميركيين، ولن يأتي بالحل.
ورأى السيد صفي الدين أن ما حصل قبل أسابيع من خلال المعادلات التي فرضت على الإسرائيلي أن يبقى قلقاً وخائفاً ومأزوماً، يؤكد أن المقاومة إذا كانت حاجة في يوم من الأيام، فإنها اليوم أكثر حاجة وضرورة لبلدنا وحاضره مستقبله ولمستقبل كل أبنائنا، وهذا ليس من أجل الحفاظ على المقاومة فقط وهو أمر واجب، وإنما من أجل الحفاظ على كل بلدنا، وهذا هو الواجب الآخر، لأنه إذا تراجعت المقاومة لا سمح الله أو ضعفت، فإن العدو بشراسته لن يترك شيئاً، لا سيما وأنه يحلم دائماً بالانتقام والثأثر لما هزم منه.
وختم السيد صفي الدين لافتاً إلى أن البعض يريد لنا أن نرجع إلى ما قبل 100 عام، وأن لا تكون لنا كلمة وتأثير في بلدنا وعالمنا ومنطقتنا، ولكن المقاومة اليوم أصبحت صاحبة كلمة قوية ومؤثرة في لبنان وفي كل المنطقة، ولن نعد إلى تاريخ ما قبل 100 عام، لا سيما وأن العصر في منطقتنا اليوم هو للمقاومة، وليس للدول التي كانت تستعمر وتستبد.