عصام عزالدين
لا بأس من التكدّس الملاهي الليلية والمسابح والمطاعم والاعراس المترفة … حيث أن السلطة المولجة بتطبيق روزنامة كورونا تثق تماماً بالوعي الفردي لرواد هذه التجمعات
” الضرورية ” والتي اغلبها قد تكون مملوكة من فئات اقتصادية ضاغطة على صناع القرار السياسي وكذا الصحي في لبنان .
ولكن رغبة الأفراد ممن لا صوت لهم في
” الاعالي” بالحج و زيارة المقامات المقدسة غير مشجعة حالياً وممنوعة إن صح التعبير .. وبالأخص عندما لايكون هناك غاية لتوظيف كثرتهم وحشودهم وحَمَلاتهم في السياسة هنا وهناك .
أما .. جديد وزارة صحتنا التي شوهد وزيرها محمولاً على اكتاف الحشود في منطقته بمناسبات الدبكة وذبح الخراف والزغاريد في زمن كورونا .. !!!
وبعد ترخيصها لأعراس الأثرياء التي جاحت بكورناتها الوبائية على الكثير ممن حضروها ومن خالط هؤلاء .. بالإضافة إلى كوروناتها الاجتماعية بمشاهدة ملايين الدولارات المفرقعة في الهواء ومظاهر الترف على موائد السوشي والبذخ الأسطوري في هذه الأعراس على المواطن الجائع اليوم الذي يحسب حساباً حتى لعلبة panadol …!!!
عمدت الوزارة التي لا يعنيها حتى اللحظة ان يموت أي مواطن على بوابات المشافي …
إلى تفريغ كيديتها بوجه الحجاج والزوار الذين خالفوا رغبتها المضمرة بعدم التوجه إلى زيارة المقدسات بحجة كورونا .. كيف؟
بكل بساطة :
كل الطائرات العائدة من زيارة الأربعين في العراق موبوءة وغالبية الزوار مصابين بكورونا .. هكذا شاعت الاخبار في جميع القرى التي ينتمي إليها هؤلاء الزوار .. ثمّ تعاميم رسمية تؤكد هذه الإشاعات التي عملت البلديات إلى تطبيقها مطالبة بضبط الزوار العائدين وحجرهم .. الامر الذي خلق حالة من الهلع في مختلف القرى الجنوبية .
قد يقول قائل بأن العراق من الدول الموبوءة .. وهذا صحيح .. ولكن الحقيقة بإن إجراءات الفحص وسلامة الركاب هي ذاتها في جميع مطارات العالم .
والحقيقة أيضا َ.. إن مدينة بيروت تشهد في هذه الفترة طفرة سياحية من الاخوة العراقيين الذين يتم ادخالهم بالحد الادنى من شروط الفحص والحجر وغيرها …
ولن نتحدث أيضاً عن العشوائية في نتائج الفحوصات الرسمية وما ينشر على وسائل التواصل الإجتماعي بهذا من حكايا ونكات تصنف بالضحك المبكي!!!
إلا أن اللافت في موضوع
” كورنة” زوار أربعين الإمام الحسين عليه السلام .. أنه بمجرد إعلام اي من هؤلاء بنتيجة وزارة الصحة يهرع إلى أقرب مختبر معتمد رسمياً فيجري فحصاً لتأتي النتيجة ( سلبية) بخلاف كيدية الوزارة او عشوائية او إهمال مرفق صحي عام يقدّره اللبنانيون عادة بعلامة صفر مكعب .