السيد نصر الله للعدو: أي عمل أحمق في القدس أو الضفة أو غزة أو لبنان أو سوريا قد يجر المنطقة إلى حرب كبرى

حذّر الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله العدو الإسرائيلي من أنّ “أي عمل أحمق في القدس أو الضفة أو غزة أو لبنان أو سوريا قد يجر المنطقة إلى حرب كبرى”. كما أكد “ضرورة دعم الضفة الغربية ليس فقط الدعم المعنوي والسياسي ولكن دعمها بالمال ويجب أن نعمل له جميعاً”. وعن الوضع في سوريا قال السيد نصر الله: “الموقف السوري من الاعتداءات الإسرائيلية قد يتبدل في أي وقت من الأوقات وحسابات العدو الخاطئة قد تظهر نتائجها في أي لحظة”. لافتًا إلى “ضعف أميركا في المنطقة أمام تعاظم قوة محور المقاومة”.

كلام السيد نصر الله جاء في الاحتفال المركزي الذي ينظمه حزب الله إحياءً ليوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت حيث شكر السيد نصر الله الحضور على المشاركة في المناسبة.

السيد نصر الله قال: “أذكر بذكرى شهادة الإمام السيد الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى”، وتابع: “من جملة المناسبات عدوان نيسان 1996 والصمود البطولي للمقاومة وللشعب وللجيش والانتصار الكبير من خلال فرض قواعد الاشتباك والذي غير المعادلات وأسّس لانتصار 2000”.

وأكد السيد حسن نصر الله أنّ يوم القدس هو يوم لتضامن شرفاء العالم مع فلسطين والقدس والشعب المظلوم فيها. وتوجه بـ “رسالة تعاون ودعم للشعب الفلسطيني وانك لست وحدك، ولفت إلى أنّ “التضامن في يوم القدس العالمي يوجه رسالة إلى العدو تزيد من قلقه ورعبه ونحن اليوم نحتفل بثقة ونحن نشعر بالأمان والقوة والعزة ولكن الكيان الإسرائيلي أعلن بالأمس استنفاره على كل الجبهات وأرسل تهديد فارغة لا قيمة لها إلى جميع الدول المحيطة”.

وأشار السيد نصر الله إلى تطورات كبرى حصلت في العام الماضي على المستوى الدولي وعلى مستوى المنطقة وعلى مستوى الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أنّ “العدو أعلن استنفاره على كل الجبهات وكان يشعر بالخوف والقلق بينما محور المقاومة كان في طمأنينة”.

وقال: “دوليًا تراجعت القوة الأميركية ولم تعد قوية كما كانت في الأعوام الماضية والعقود الماضية. والشاهد الأول على تراجع أميركا أنها اضطرت للتراجع في فنزويلا بعد حصارها اقتصاديًا وسياسيًا والشاهد الثاني هو هزيمتها في أفغانستان، فالزلزال في أفغانستان أدى لقناعة أن الاستقرار في المنطقة لا يتوقف على العلاقة مع الولايات المتحدة بل التوافق والحوار هو الذي يشكل الضمانة”.

السيد نصر الله كشف أن “مسؤولون خليجيون قالوا لنا إن لديهم قناعة بأنه لا يمكن التعويل بشكل مطلق على أميركا لحماية نظام او دولة، ولم تعد منطقة غرب آسيا أولوية للولايات المتحدة وهناك أولويات اخرى تشغلها مثل الحرب مع روسيا والمواجهة مع الصين”.

وتابع السيد نصر الله: “الأميركيون يقولون للإسرائيليين أنّ أولويتنا في أوكرانيا وأولويتنا في تايوان وهذا يخفف عن إيران ويخفف عن العرب”، قائلًا: “عندما تنشغل أميركا بساحات ولا تبقى قوة وحيدة سيؤثر ذلك استراتيجيًا على الكيان الصهيوني، فهذا التحول الدولي فائدته إيجابية لمحور المقاومة ونتيجته سلبية على الكيان الإسرائيلي”.

السيد نصر الله لفت إلى أنّ “التطبيع جرى بطلب من الأميركي وليس كما يكذب بعض المسؤولين الصهاينة، والرهان كان خلال السنوات الماضية على انهيار كل بيئة فيها مقاومة وهذا كله فشل”.

وعن اليمن قال السيد نصر الله: “اليمن الذي كنا معه منذ اليوم الأول يشهد تطوراً إيجابياً وكل الأجواء إيجابية تأتي من اليمن والسعودية التي كانت طرف في الحرب وكذلك الإمارات.. وهذا يسعدنا”. وقال: “القيادة الشجاعة والحكيمة التي تجسدت بشخص السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله كانت منذ اليوم الأول تتحدث عن الدفاع عن اليمن”.

وتابع: “الذي يجب أن يقدم أجوبة للناس هو الذي طرح أهدافاً كبيرة وعظيمة ولم يستطع أن يحقق أي منها لا في الإقليم ولا في اليمن”، قائلًا: “نعلق أمالاً عظيمة ورهانات كبيرة على الشعب العراقي وإذا أضيفت إلى جهود محور المقاومة ستحقق تغييراً كبيراً”.

السيد نصر الله نوّه بعودة الجزائر للعب دور أساسي بالنسبة القضية الفلسطينية وطردها الوفد الإسرائيلي من القمة الإفريقية، قائلًا: “الرهان على حرب أميركية مدعومة إسرائيلياً وخليجياً على إيران سقط”.

وقال: “الاتفاق الإيراني السعودي له تأثيرات كبيرة على المنطقة وستبطىء مسار التطبيع وساعد على ذلك الأداء الأحمق لهذه الحكومة الإسرائيلية الفاسدة والمجرمة”.

وشدّد السيد نصر الله على أنّ “السند الحقيقي للمقاومة هي إيران بقيادة آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي ولذلك كان الحصار وتشكيل المحاور ضدها”، لافتًا إلى أنّ “التعديلات القضائية في كيان العدو هي حرب إلغاء يشنها نتنياهو بلا دم ويمكن أن تؤدي إلى دم وكادت أن تصل إلى الدم لولا تدخل الولايات المتحدة”.

وتابع السيد نصر الله: “الانقسام امتد في كل الكيان على المستوى الأحزاب ووصل لرجال الأعمال والاستثمار ووصل للجيش ووحداته النظامية والاحتياط وهو انقسام يبنى عليه، مشيرًا إلى أنّ “هناك تراجع خطير وهائل في الروح القتالية والتضحية من أجل الكيان وكل محاولات ترميم الثقة في الكيان فشلت”. وقال: “ما يجرى في الضفة والقدس من مقاومة مسلحة ووجود الأسود المنفردة والرجال والنساء والشيوخ والشباب والأطفال يقدمون أقوى صورة عن البيئة الحاضنة للمقاومة”.

وعن الأحداث الأخيرة في الجنوب قال السيد نصر الله: “ما جرى أخيراً بجنوب لبنان كان حدثا مهماً وكبيراً بالنظر للأوضاع منذ عام 2006 ولم أتكلم الأسبوع الماضي لأن حقيقة الأمر بحاجة لدراسة وتشاور مع الأخوة”، مضيفًا: “اعتماد حزب الله سياسة الصمت كجزء من إدارة المعركة مع العدو أفضل وهي تقلق العدو قطعاً”، فـ “سياسة الصمت قد تقلق الصديق ولكن بما يتعلق بقلق الصديق يجب أن يعتبر أنها جزء من تضحياته في المعركة ويجب أن يبقى العدو قلقاً ومرتعباً، فلا يجب أن يقدم أحد تطميناً للعدو وهو الذي يعتد”.

وأضاف السيد نصر الله: “لماذا يجب أن نعطي تطميناً للعدو وهذا الذي يرسخ ميزان الردع وقواعد الاشتباك التي حمت لبنان باعتراف من نتنياهو بالتنازل وإعطاء الحقوق في النفط والغاز، فالعدو الذي يهدّد اللبنانيين ويقصف سوريا يجب أن يبقى قلقاً ومرتعباً.. وتوازن الردع هو الذي جعل الرد الإسرائيلي محدوداً وسخيفاً”. مضيفًا: “أهم كذبة قالها نتنياهو أنهم قصفوا بنى تحتية لحزب الله وحركة “حماس” وهذا كذب واضح وكل وسائل الإعلام قامت بتصوير الأماكن التي قصفت وهي أماكن مفتوحة، فلم يقصف العدو الصهيوني أي بنية تحتية لحزب الله بل قصف بساتين الموز فقط”.

وأكد السيد نصر الله أنّ “كل تهديدات العدو تزيدنا إصراراً على الحفاظ على معادلات الردع في مواجهة إي اعتداءات على لبنان، وأي اعتداء أو عمل أمني في لبنان سنرد عليه بالشكل المناسب ودون تردد”.

وفيما يخص سوريا، قال السيد نصرالله: “لماذا لا تردّ على الاعتداءات الإسرائيلية هذا الأمر مدروس جداً عند القيادة السورية”، وتابع “عندما ينتشر الجيش السوري على خط قتال لمئات الكيلومترات فلا تطلب منه أن يفتح جبهة أخرى، ومن الممكن أن تستغل أي مواجهة مع الإسرائيلي في سوريا من قبل الجماعات المسلحة على طول الجبهة مع الجيش العربي السوري”.

ولفت السيد نصرالله إلى أنّ “الموقف السوري من الاعتداءات الإسرائيلية قد يتبدل في أي وقت من الأوقات وحسابات العدو الخاطئة قد تظهر نتائجها في أي لحظة، وما حصل الأسبوع الماضي على مستوى المسيرات في الجنوب السوري هو مؤشر بشأن احتمال تبدل الموقف السوري”.

وقال السيد نصر الله: “الضفة هي “درع القدس” بصبرها وثباتها ومقاومتها وتحملها الكبيرة، ودعم الضفة الغربية ليس فقط الدعم المعنوي والسياسي ولكن دعمها بالمال ويجب أن نعمل له جميعاً، وكل من يستطيع أن يوصل سلاحاً إلى الضفة الغربية يجب عليه أن يفعل ذلك وهذا الأمر مسؤولية الجميع، ويجب دعم الضفة الغربية بكل ما يؤدي إلى جعلها صامدة وصاعدة ومقدمة للتحرير”.

وحذّر السيد نصر الله العدو قائلًا: “حساباتك وخطواتك أو بعض انفعالاتك أو أعمالك الحمقاء في القدس أو الضفة أو غزة أو لبنان أو سوريا قد تجر المنطقة إلى حرب كبرى”. وبيّن أنّ “العدو يقسّم الساحات ويستفرد بقطاع غزة ويستفرد بالضفة ويقول إن هناك قواعد اشتباك وأقول للعدو هذه اللعبة خطرة لا في المسجد الأقصى ولا في كنيسة القيامة ولا في غزة ولا في سوريا ولا في لبنان وهو أجبن من الاعتداء على إيران”.

وختم السيد نصر الله: “نقول للإسرائيلي حذاري وللأميركي المنشغل مع الروسي والصيني نقول له حذاري فالمقدسات خط أحمر والشعب الفلسطيني خط أحمر”. وتابع: “من الضاحية الجنوبية من بيروت من لبنان من البلد الذي صنع انتصاره بعرق جبينه نعلن مجدداً مع الإمام الخميني والإمام الخامنئي وكل القادة المسلمين والمسيحيين أن ملتزمون بالقضية وأن فلسطين قضيتنا والمقدسات هي مقدساتنا جميعاً”.