أعلنت بيونغ يانغ، الأحد، عن نوعية الصاروخ العابر للقارات الذي أطلقته أمس السبت، وأثار موجة من الانتقادات والمخاوف في اليابان وكوريا الجنوبية، وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية في تقرير باللغة الإنكليزية “تم تنظيم التدريبات بشكل مفاجئ دون إشعار مسبق، وفقا لأمر استعداد قتالي طارئ لقوة النيران صدر فجر 18 شباط/فبراير”.
وأضافت الوكالة أن الصاروخ أطلق من مطار دولي في بيونغ يانغ بعد الظهر، وأن الصاروخ قطع 989 كيلومترا لمدة 4015 ثانية وسقط في المياه الدولية لبحر الشرق قبالة ساحل اليابان الغربي.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن هددت بيونغ يانغ بردّ قوي على مناورات عسكرية وشيكة للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وقالت وكالة الأنباء المركزية الرسمية لكوريا الشمالية إن “التدريب المفاجئ لإطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات … يمثل دليلا فعليا على الجهود المستمرة التي تبذلها القوة النووية الاستراتيجية لكوريا الديمقراطية الشعبية لتحويل قدرتها على شن هجوم نووي مدمر مضاد على القوات المعادية إلى هجوم لا يمكن صده”.
وتحمل هذه الخطوة تهديدًا واضحًا بإمكانية وصول هذا الصاروخ إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما بعد كلام صادر عن كيم يو جونغ، وهي شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، التي حذرت من رد “قوي وساحق” على أي أعمال “عدائية” ضد بلادها.
وكانت هذه أول عملية إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات من قبل كوريا الشمالية منذ أن أطلقت صاروخ “هواسونغ -17” الباليستي العابر للقارات في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.
وذكرت الوكالة أن كوريا الشمالية أشارت إلى “التهديدات العسكرية” من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والتي “تزداد خطورة إلى الحد الذي لا يمكن تجاهله”، وأمرت جميع الوحدات العسكرية المسؤولة عن العمليات الصاروخية بالحفاظ بشكل كامل على حالة الاستعداد القتالي.
وتعد هذه المرة الثانية منذ بداية العام الجاري التي تطلق فيها بيونغ يانغ صاروخا باليستيا، وقد سبق وأجرت خلال العام الماضي 70 عملية إطلاق لصواريخ باليسيتية.
وحذرت كوريا الشمالية يوم الجمعة الماضي، من أنها ستتخذ ردود فعل مضادة “مستمرة وقوية بشكل غير مسبوق” إذا واصلت سيول وواشنطن التدريبات العسكرية المشتركة المخطط لها.
ومن المقرر أن تجري كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات محاكاة الأسبوع المقبل ضد الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية من قبل كوريا الشمالية، كما تخططان لإجراء مناورات “درع الحرية” الربيعية الشهر المقبل.
من جهتها، أعلنت الحكومة اليابانية، السبت، أن الصاروخ حلّق لمدة 66 دقيقة ويمكن أن تصل مسافته إلى 14 ألف كيلومتر، ما يعني أنّه قادر على ضرب أي مكان في البر الرئيسي للولايات المتحدة.
وكان الجيش الكوري الجنوبي أعلن، في 31 كانون الثاني/يناير، أنّ كوريا الشمالية أطلقت أول صاروخ بالستي لها باتجاه بحر اليابان، ليكون بذلك أول صاروخ تطلقه بيونغ يانغ في عام 2023.